رغم التاريخ المديد والتراث الفريد والاكتشافات الكثيرة، فإن البحيرة لا تزال بلا متحف قومي يحكي تاريخ أحد أهم أجزاء الحضارة المصرية، وكانت تلك المحافظة في الماضي تسمى مقاطعة بديت التي كانت عاصمة لمملكة الشمال، وتكونت من 20 مقاطعة وعاصرت جميع الأسرات بالعصر الفرعوني ثم القبطي فالإسلامي لمصر والحديث إلا أن كل هذا لم يشفع لها كي يكون لها متحف يوثق تاريخها العريق. تقول دكتورة شهد البياع، مدير شئون المناطق بوسط الدلتا بوزارة الآثار، إن محافظة البحيرة تحتاج إلى متحف، ففي مخازن رشيد آثار خاصة بوسط وغرب الدلتا، وفيها عملات معدنية لمختلف العصور، ونتائج لعمليات حفر تتم في منطقة البحيرة في تلال أبو حمص وكفر الدوار وعمليات الحفر تقوم بها منطقه البحيرة الأثرية، مشيرة إلى أن منطقة وادي النطرون بها مجموعة أديرة بها تحف ذات قيمة فنية وأثرية نادرة، وأيقونات أثرية ويفضل أن يضمها متحف مدينة دمنهور نفسها لوضعها على الخريطة السياحية لأن البحيرة بها آثار لمختلف الحضارات في رشيد ووادي النطرون وغيرهما من المناطق ذات الجذب. وأكد المحاسب خالد معروف، المؤرخ الملقب بجبرتي البحيرة، أنها بحاجة لمتحف قومي فليس من المتصور أن تكون دمنهور بماضيها العريق وكواحدة من أقدم المدن المصرية ومن أقدم ثلاث مدن مأهولة في العالم بلا متحف يحكي قصتها فكلمة دمنهور كلمة مصرية قديمة تتكون من ثلاث مقاطع دي مين حر وتعني مدينة المعبود حورس أو المدينة التي بها معبد حورس وكان رمزه الصقر وأطلق عليها الإغريق القدماء هرموبوليس بارفا وهرمس هو إله الحكمة عند الإغريق وسُميت في اللغة القبطية القديمة ب "تمنهور" أي بلدة الصقر. ويضيف "جبرتي البحيرة" يكفي دمنهور فخرا أنها كانت الصخرة التي تحطمت عليها طموحات محمد بك الألفي في خلع والي مصر محمد على باشا الكبير وعلي أرضها تم توقيع أول معاهدة في تاريخ مصر الحديثة، وهي معاهدة دمنهور الموقعة في 14 سبتمبر سنة 1807 بين محمد على باشا وبين الجنرال شربروك نائب الجنرال فريزر والتي بموجبها تم انسحاب حملة فريزر الإنجليزية في 19 سبتمبر سنة 1807. وتحول إنشاء متحف لآثار البحيرة، إلى حلم لمثقفيها وأبنائها خاصة المهتمون منهم بالتاريخ، فيقول عمرو معروف، عضو مجلس نقابه الصيادلة، إن البحيرة بحاجة لتوثيق تاريخها الذي هو جزء من تاريخ مصر، ليتعلم أولادنا تاريخ بلدهم، وتعزيز الانتماء بالمحافظة، وتحفيز للشباب. ار أوبرا وقصر للإبداع، بحيث يتم تنظيم رحلات وفعاليات للتعريف بتاريخ المحافظة وتراثها الشعبي والحضاري".