مع حلول شهر ربيع الأول من كل عام، تظهر الآراء الشاذة والفتاوى المضللة حول حكم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، وترهيب المسلمين من إحياء ذكرى ميلاد النبى صلى الله عليه وسلم، وتهنئة بعضهم البعض في هذه المناسبة. الاحتفال بالمولد النبي ويدلي بعض علماء السلف خلال احتفالات العالمين العربى والإسلامى بذكرى المولد النبوى الشريف، بدلوهم في حكم الاحتفال، وتهنئة المسلم لغيره خلال المناسبة التي تحل كل عام في ال12 من شهر ربيع الأول. بدعة وقال الداعية أبو إسحاق الحوينى: إن الاحتفال بالمولد النبوى بدعة ولا يخلو من اشتماله على منكرات، كاختلاط الرجال بالنساء، واستعمال الأغانى والمعازف، وشرب المخدرات. وأضاف الحوينى في فتواه: «لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدين، ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم». وأضاف: «ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أي: مردود عليه، وقال في حديث آخر: "عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة». رد الإفتاء من جانبها، أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات، وقد نقل الإمام السيوطي عن إمام القراء الحافظ ابن الجزري من كتابه "عرف التعريف بالمولد الشريف" قوله: [إنه صح أن أبا لهب يخفف عنه العذاب في النار كل ليلة إثنين لإعتاقه ثُوَيْبَةَ عندما بشرته بولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جُوزِيَ في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ يُسَرُّ بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنة النعيم]. حلوى المولد فيما شن الداعية ناصر رضوان عضو الدعوة السلفية، هجومًا على حلوى المولد، التي يشتريها المصريون تزامنا مع احتفالاتهم بهذه المناسبة الكريمة. وقال «رضوان» في كلمة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": «جنب بيتى مصنع أصنام بدعة المولد النبوى، هُبل واللات والعزى حصان ونائلة عروسة». وتابع: «لقد حطم النبي صلى الله عليه وسلم الأصنام ليأتى من يصنعها بزعم أنه يحتفل بمولده». إحياء الذكرى فيما أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يُندب إحياء ذكرى ميلاد النبى صلى الله عليه وسلم بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل في ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ"، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنةً حسنة. وأوضحت دار الإفتاء، أن التهادي أمر مطلوب في ذاته؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا»، ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأُخرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ "للوسائل أحكام المقاصد". التهنئة بالمولد النبوى الشريف الدعوة السلفية لم تكتف بفتواها التي أكدت فيها أن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بدعة لم ترد عن النبى صلى الله عليه وسلم، بل أفتت أيضا، أنه لا يجوز للمسلمين تهنئة بعضهم البعض في هذا اليوم. وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن التهنئة بشهر ربيع الأول من الأعمال الصالحة، لما فيه من عظيم نعمة الله على عبادة. حديث التبرك ب "شهر ربيع الأول" ومع حلول شهر ربيع الأول من كل، يبدأ البعض في تداول حديث يقولون إنه عن النبى صلى الله عليه وسلم وهو "من يُبارك الناس بشهر ربيع الأول.. تحرم عليه النار"، على الرغم من أنه ليس له أي سند أو رواة. وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الحديث كاذب، ولم يرد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشددة على أن من كتبها يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لو كان أراد بها خيرا. وأشارت دار الإفتاء، إلى أنه يستحب الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بكل أنواع العبادات من ذكر وصلاة على النبي المختار وصوم وقراءة للقرآن، مؤكدة أن الاحتفال به ليس ببدعة مذمومة كما يدعيه البعض.