«السلفيون»: بدعة ما أنزل الله بها من سلطان.. و«الاتحاد العالمي للطرق الصوفية» يتحدى بتدشين عشرة احتفالات في معاقل السلفية بالصعيد "إذا لم تكفوا عن هذا الفسق والفجور الذي لا يرضي الله ستكون حربًا ضروسًا ضد عباد الأضرحة".. رسالة بعث بها التيار السلفي لكل مِن الصوفية والشيعة؛ للكف عن الاحتفال بالمولد النبوي، واصفين هذا الاحتفال ب"البدعة"، ليكشف ما سبق عن الحالة التي تشهدها الفترة الحالية بين كلٍ من التيار السلفي والصوفية والشيعة قبيل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. في المقابل، رأى عدد من الصوفيين أن هذه الفتاوى تعد جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون، مؤكدين أنهم سيحتفلون بالمولد في بعض المساجد والساحات، وتأتي دار الإفتاء لتحسم الموقف؛ إذ قالت إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مباحٌ وليس فيه بدعة، وكل ما يتداول بشأن تحريمه غير صحيح. وقال أبو إسحاق الحويني، الداعية السلفي، إن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة ولا يخلو من اشتماله على منكرات، كاختلاط الرجال بالنساء، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المخدرات. وقال سامح عبدالحميد، الداعية السلفي، إن الاحتفال بالمولد بدعة منكرة، ولو كان في مثل هذه الاحتفالات خيرٌ لفعله الصحابة، ولأمر به النبي صلى الله عليه وسلم. وفي تصريح خاص "المصريون" أضاف عبدالحميد أن هذا يدل على أن هذه الاحتفالات ليست بمشروعة، وأنها من الأمور المحدثة، وأول من أحدثها هم الفاطميون "العبيديون" في القرن السادس الهجري، وقد كانت تصرفاتهم مشبوهة، وفي صحيح مسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). وأشار إلى أن الصحابة كانوا أفضل منا ويُحبون النبي صلى الله عليه وسلم أكثر منا، ورغم ذلك لم يحتفلوا بيوم مولده صلى الله عليه وسلم، بل لم يحتفل النبي صلى الله عليه وسلم بيوم ولادته. ليرد مصطفى زايد، المنسق العام لائتلاف الطرق الصوفية، على الاتهامات والفتاوى التي أطلقها عدد من مشايخ السلفيين في مصر، بحُرمة الاحتفال بالمولد النبوي، قائلًا: "هذا شرف عظيم". وقال زايد، إن "السلفية اعتادت كل عام وفي هذا التوقيت ومع احتفالات المسلمين بالمولد النبوي الشريف، إصدار فتاوى تحرّم الاحتفال بالمولد النبوي، واتهام الصوفية بأنهم أصحاب هذه البدعة، مضيفًا: "نحن نقول لهم، إن كنا كما تدعون بأننا مَن ابتدعنا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فذلك شرف عظيم لنا". وأضاف: "لكن كي نعطي الحق لأهله فقد سبق الصوفية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف صحابة رسول الله رضوان الله عليهم، وهناك من الأحاديث الكثيرة التي تبين ذلك، وكذلك إجازة كل أئمة المسلمين على مر التاريخ بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف". وفي رسالة موجهة للسلفيين، قال منسق الائتلاف العام للطرق الصوفية: "لا نعير لما يدعونه السلفية في ذلك؛ لأننا نعلم مصادر فتواهم التي أتوا بها والتي توضح مدى جهل أصحاب هذه الفتوى، وسوف نحتفل كل عام وندعو لهم بالهداية". كما رد الاتحاد العالمي للطرق الصوفية على تحريم التيار السلفي، الاحتفال بالمولد، بتدشين عشرة احتفالات في معاقل السلفية بالصعيد وخاصة سوهاج وقنا وأسوان، مما كان له أبلغ الأثر في غضب السلفيين ومشايخهم بالصعيد، ولا سيما مع احتشاد الآلاف من الصوفية بسوهاج يومي السبت والأحد للاحتفال بمولد النبي. فقام السلفية بإرسال عدة رسائل لأتباع الطرق الصوفية طالبوهم فيها بإلغاء الاحتفالات والكف عن هذا الفسق والفجور الذي لا يرضى به الله أو رسوله وإلا ستكون حربًا ضروسًا ضد عباد الأضرحة- على حد وصفهم. وأفتى الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية- أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هو شاهد على حبه وتعظيمه، وهو أمر مستحبٌّ مشروعٌ، له أصل في الكتاب والسنة، وقد درج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه، ولم ينكره أحد يعتدُّ به. وأضاف علام، في فتوى له، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعظيمٌ واحتفاءٌ وفرحٌ بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وتعظيمُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوعٌ بمشروعيته؛ لأنَّه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التي هي ركن الإيمان. وأوضحت الفتوى، أن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي يُقصد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا.