سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الزي الأزهري» ما بين سندان التراث ومطرقة التجديد.. بدأ الطلاب ارتداءه عام 1895.. واجه موجات تمرد في 1928.. أصبح مقتصرا على العلماء.. ودعوات تطالب الأزهر بتغيير طلته
ارتبط الزي الإسلامي في وجدان الشعوب والحضارات بالوجاهة الاجتماعية، والمكانة الدينية، فعلى مدى سنوات طويلة اتخذ رجال الأزهر زيًا موحدًا، يتألف من غطاء الرأس "العمامة"، والرداء الذي يطلق عليه "الكاكولة، الذي يرجع تاريخه إلى منتصف العهد العثمانى. وبالرغم من أن هذه الألبسة هي في الأساس قطعة من القماش أو الصوف أو الحرير أو غيره، إلا أنها تمثل مكانة خاصة، تكاد تبلغ حد القداسة في بعض الحضارات. تاريخ الزي الإسلامي على الرغم من عدم وجود نصوص دينية تحث على ارتداء الزي الأزهري، إلا أن الأزهر حرص منذ ما يزيد على قرن، على ارتداء الزي الرسمي، وكان يتم تخصيص راتب سنوي يطلق عليه "بدل الكسوة" يصرف في شهر رمضان لشراء الزي الأزهري للعلماء والعاملين بالأزهر في عام 1895 وبقيت حتى أواخر القرن ال19. كما واجه الزي الأزهري دعوات التمرد في عام 1928، حينما رفض طلاب الأزهر ارتداء الجلباب تحت الكاكولة، وقرروا "التفرنج" أي ارتداء القميص والبنطلون تحت ردائهم الرسمى، لكن سرعان ما انتهت الدعوة بتأنيب الطلاب وإنذارهم. مع مرور الوقت تحرر طلاب الأزهر من الزى الرسمى، وأصبح مقتصرًا على العلماء والمشايخ باعتباره زيًا شريفًا له مكانته وهيبته، على الرغم من خروج دعوات كثيرة تطالب الأزهر بتغيير طلته التقليدية في الظهور على شاشات التليفزيون لتكون بداية في تحديث الخطاب الدينى في المجتمع بشكل عام. تاريخ العمامة الأزهرية توالت على الجامع الأزهر أشكال مختلفة من العمائم، بدأت عندما جلس قاضي القضاة أبو الحسن بن النعمان المغربي سنة 365 ه(أكتوبر975 م)، في أول حلقة علمية تعليمية. ثم توالت حلقات العلم بعد ذلك، ولأن مصر عرفت صناعة الطرابيش في عهد الوالي محمد على باشا، وكان ارتداء الطربوش عادة عثمانية، حيث كانت العمامة لطلاب ومشايخ الأزهر والطربوش لمن عداهم من الموظفين والعامة من بكوات وبشوات وأفندية، وكانت العمامة، الغطاء المواجه للقبعة الأجنبية، التي كان يرتديها الأجانب في مصر. وعن مدلول العمامة، قال عنها ابن سيدة: "العمامة: اللباس الذي يُلاث على الرأس تَكْويرًا، وهى في أبسط صورها قطعة قماش تُلفّ على الرأس لفّة أو عدة لفات، سواء أكان تحتها طاقية أم لا، وعمَّمته: ألبسته العمَّة، لأن تيجان العرب العمائم، فكما قيل في العجم تُوِّج من التّاج، قيل في العرب عُمِّم، فيقال متوَّج، وتختلف في أسمائها وأشكالها وألوانها، كما تختلف في أطوالها وهيئة تشكيلها، ويعتمد ذلك على الذّوق، والبراعة، والعادة". أما العمامة عند أهل السنة والجماعة من علماء الأزهر الشريف في مصر المحروسة، فعبارة عن طربوش أحمر يلف حوله قماش أبيض، بمهارة معينة، تجعلها كاللؤلؤة تنجذب إليها أبصار وأفئدة الناس في كل مكان. الجُبَّة وبينما تمثل الجبّة قطعة أساسية من اللباس التقليدي الرجالي لمشايخ الأزهر، وهي عبارة عن لباس خارجي فضفاض مفصّل ومخيّط له فتحة مطرّزة مكان الرّقبة وفتحتين مكان الذّراعين، ومن أصل تونسي، يقدسه التونسيين ومنه استوحى الجلباب والقميص، ولبس العرب الجبة قبل الجاهلية ولا تزال منتشرة في تونس كلباس مناسباتي في حفلات الزفاف وشهر رمضان المعظم وأيام المولد النبوي والحفلات وغيرها. القفطان أما القفاطين فكانت لسلاطين العثمانيّين، والتي شكّلت أحد أروع الأزياء في إسطنبول، وبعضها كان ثمينا جدًّا لدرجة أنهم أُعْطُوا كمكافآت إلى الوجهاء المهمّين والجنرالات المنتصرين أثناء المهرجانات الدّينيّة المعقّدة، وهي طُرِّزَ تدل على الواجهة. لكنّ، مثل كل شيء آخر تحت العثمانيّين، فكان لارتدائها قوانين، وقد اقتبسها المصريون كباقي الزي الإسلامي، لتكون دلالة على الوجاهة والقداسة، وبالتدقيق في الأمر، نجد أن الزي الأزهري، مقتبس من أصول عربية ليست مصرية.