دراسة جديدة تلقى الضوء على التركيب الجينى للطفيل المسبب لعمى النهر

سلطت دراسة طبية حديثة الضوء على التركيبة الجينية للطفيل المسبب لعمى النهر، في محاولة من جانب العلماء لفهم آلية تطوير هذا الطفيل لمقاومة للمضادات الحيوية المعالجة.
ويظل عقار "الإيفرمكتين" المعالج خط الدفاع الأول لاستهداف الطفيل، إلا أنه بعد عقود دولية من الاستخدام نجح الطفيل العنيد في تطوير مقاومة للعقار والذي بدأت معه مشكلة عدم شفاء حالات كثير من المرض.
وقال الدكتور ماكيدنكا ميتريفا أستاذ الطفيليات في جامعة واشنطن، إن دراستنا سعت لفهم الألية التي نجح من خلالها الطفيل في تطوير مقاومة ضد المضادات الحيوية المعالجة، يأتي ذلك في الوقت الذي يصيب فيه الطفيل المسبب لمرض عمى النهر نحو 37 مليون شخص في أجزاء مختلفة من أفريقيا وأمريكا اللاتينية، مما يسبب العمى بصفة خاصة وأمراض العيون الأمراض الجلدية بصفة عامة بين 5 ملايين من هؤلاء المرضى.
وأوضح ميتريفا أن هذا الطفيل هو عبارة عن دودة مستديرة تسبب مرض "كابية الذنب المتلوية" والمعروف بعمى النهر" والذي ينتقل عن طريق الذباب الأسود، الذي ينتشر على مقربة من الأنهار والجداول المائية.. مضيفا، أنه في محاولة للبقاء على قيد الحياة، سعى هذا الطيفل إلى تطوير مقاومة وسلالات جديدة قادرة على نشر المرض والمقاومة مضادات الحيوية.
وفى محاولة لمعرفة آلية حدوث هذه المقاومة، عكف "ميتريفا" وفريقه البحثي على فحص 27 عينة من الديدان تم جمعها من أربع مناطق متميزة من غابات السافانا في غرب أفريقيا والغابات في الأكوادور وأوغندا، تم تخزينها منذ مطلع 1990، قبل بدء العلاج بواسطة "الإيفرمكتين" على نطاق واسع، حيث قاموا بمقارنة تسلسل السلالات الحالية، في سياق دراستهم التي نشرت في عدد نوفمبر الحالي من دورية "نيتشر علم الأحياء الدقيقة ".. وأوضح الباحثون أننا قمنا بفحص العينات الطفيلية التي لم تتعرض للدواء المعالج.
وكشفت التحليلات والمتابعة اختلاف شدة المرض الناجمة عن السلالات المختلفة، فسلالات الطفيل المنتشرة في غابات السافانا تعد الأشد والأكثر ضراوة في ارتفاع معدلات الإصابة بعمى النهر، بالمقارنة بالسلالات الأخرى المسببة للأمراض الجلدية بمعدلات طفيفة، وذلك لإختلافاتها الجينية.
وبشكل عام، أوضح ميتريفا أن جهود مكافحة الطفيل على نطاق واسع – بما في ذلك العلاج الجماعي بعقار" الإيفرمكتين"، واستخدام المبيدات الحشرية للحد من الذبابة السوداء – كانت فعالة للغاية على مدى السنوات ال 30 الماضية.. مشددا على أهمية النتائج المتوصل إليها فيما يتعلق بمقاومة المرض للمضادات الحيوية، خاصة في ظل ما وضعته " منظمة الصحة العالمية" من أهداف للقضاء على الطفيليات بحلول 2025.