سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو.. ثورة نسائية في السعودية.. 14 ألف سيدة يوقعن وثيقة تمرد.. يتحدين الأمر بالمعروف بالسوشيال ميديا.. يواجهن العنف بالهروب للغرب.. ويزاحمن الرجال في المهن الشاقة
«الكبت يولد الانفجار».. اختبرت الأنظمة العربية صدق هذه النظرية، حين خرجت الشعوب لتتنفس نسيم الحرية، معلنة عن ربيع عربي، ليسقط حكام قهروا شعوبهم سياسيا، وبقيت دول الخليج بمنأى عن شعارات «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية»، وذلك لعوامل كثيرة، أهمها العامل المادي، والرفاهية الاجتماعية للمواطنين. ورغم نجاة هذه الدول من الثورات السياسية، إلا إنها تواجه تحديا أكبر، وهو الثورات الاجتماعية، والتمرد على الموروثات والثوابت المتأصلة في هذه المجتمعات، ولعل أقرب بوادر تلك الثورات، هي انتفاضة نسائية بدأت تلوح في الأفق في المملكة العربية السعودية، فالسيدة السعودية تواجه عددا من القيود منها عدم تمكنها من قيادة السيارة، إضافة إلى استحالة إصدار جواز سفر لها دون موافقة ولي أمرها، كما لا تستطيع السفر لخارج البلاد دون تصريح منه، النماذج السابقة نماذج بسيطة من سلسلة إجراءات تصفها النساء هناك ب"القمعية" بسبب العادات والتقاليد. هذه العوامل مجتمعة دفعت شريحة عريضة من نساء المملكة، لاتخاذ خطوات تمردية، بعضها إيجابي وفعال يتمثل في احتجاج سلمي، أو طرق أبواب مهن ذات طابع ذكوري، وبعضها سلبي، مثل الهروب من العائلات، وبعض المخالفات الفجة للعادات والتقاليد، وترصد «فيتو» في التقرير التالي بعض من خطوات التمرد. شاهد: فتاة سعودية هاربة تطلب الحصول على لجوء سياسي بالسويد أنا ولية نفسي وقعت ما يقرب من 14 ألف امرأة سعودية، على عريضة تم تقديمها لحكومة المملكة للمطالبة بإنهاء نظام ولاية الرجل على المرأة في البلاد، ورفع النساء شعار «أنا ولية نفسي»، مطالبين الحكومة بمعاقبة أصحاب الأعمال الذين يفرضون على النساء تصريح من ولي الأمر للسماح لهن بالعمل، بالمخالفة للقانون السعودي الذي لا يشترط حصول المرأة على تصريح من ولي أمرها كي تلتحق بسوق العمل، كما طالب الموقعات على العريضة، سماح السلطات لهن بالسفر للخارج دون محرم، مشددين على ضرورة اعتبار المرأة فوق سن 21 "شخصا بالغا"، ومواطنا "كامل الأهلية". اقرأ: بالفيديو.. القبض على سعودية وبخت عضوا في هيئة الأمر بالمعروف الهروب من العنف من الخطوات الاعتراضية السلبية، المسلك الذي سلكته الفتاة "شهد المحيميد" التي هربت إلى جورجيا عندما كانت مع عائلتها في رحلة سياحية لتركيا خلال شهر يوليو الماضي، احتجاجا على تعامل والدها العنيف معها، وكانت السفارة السعودية في تركيا قد تلقت بلاغًا عن تغيب فتاة في ال17 من عمرها عن منزل أسرتها، التي قدمت إلى تركيا بغرض السياحة، واختفاء وثائق السفر الخاصة بأفراد الأسرة وهواتفهم المحمولة، ثم كشف لاحقا أن الفتاة هربت إلى جورجيا عبر منفذ حدودي بري مع تركيا. اقرأ: محاكمة 13 مواطنة سعودية بتهمة إحراق صورة مسئول كبير وبعد ذلك هددت الفتاة أسرتها، عبر الشبكات الاجتماعية، بنشر مقاطع تثبت تعرضها وأخيها الأصغر للعنف، ما لم تستجب الأسرة لمطالبها بالتوقف عن ملاحقتها وسحب بلاغ الهرب، وتداول بعدها رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، قالوا إنه يوثق تعذيب والد شهد لأخيها الأصغر وتوثيقه بالسلاسل. السباكة والكهرباء استطاعت بعض السيدات السعوديات تحويل الكبت المجتمعي إلى طاقة إيجابية، وامتهن مهنا لا يطرق أبوابها إلا الرجال في كافة الدول العربية، فعملن في مهن السباكة والكهرباء. وكانت قناة العربية، أذاعت تقريرا لها يرصد مجموعة من الفتيات السعوديات اللاتي يعملن في مهنتي السباكة والكهرباء، وأظهر التقرير عددا من الفتيات السعوديات، يمارسن أعمال السباكة والكهرباء، ولديهن قدرة على فك وإصلاح ما يخص المهنتين، وهو ما يعد شيئًا جديدا على المجتمع، وثورة على العادات والتقاليد. ملابس مثيرة أيضا من أمثلة التمرد السلبي، على القيم والعادات، ظهور بعض الفتيات في مقاطع فيديو مثيرة، وكان آخرها ما أثارته إحدى الفتيات، بعد نشرها لفيديو وهي بملابس غير محتشمة، لا ترتديها الخليجيات بالعادة سوى في منازلهن، ووجهت الفتاة رسالة لنادي الهلال السعودي، وهو أمر يعد غريبا وصادما للمجتمع السعودي المحافظ.