لم يكن طريقهن مفروشا بالورود، ولم تقف الحياة في صفهن ولم تنصفهن القوانين، يراها مجتمعها أنها خلقت من أجل الزواج، وظيفتها الأساسية في الحياة رعاية أبنائها وزوجها، وأن قاومت وأكملت تعليمها وتطلعت للعمل فعليها أن تختار بين مهنة التدريس أو موظفة في دائرة حكومية إذا حالفها الحظ، وإذا حاولت التطلع لأكثر من ذلك أو اختارت عملاً آخر لا يفضلونه، ككاتبة، أو في مجال الألعاب الرياضية، أو الفن، أو الصحافة، وغيرها من المهن الأخرى، فينالون من سمعتها وشرفها. ولم يقف الأمر عند ذلك الحدّ، فقد تواجه النساء في المملكة العربية السعودية عقبات كبيرة للمشاركة في الرياضة، منها يجب عليهن ارتداء الملابس الرياضية التي تغطي الرأس حتي أخمص القدمين في الأماكن العامة، فرض قواعد صارمة فيما يخص بسياسة الفصل بين الجنسين، عدم وجود تراخيص لصالات ألعاب رياضية مخصصة للنساء في السعودية، الحرمان من قيادة السيارات، الحصول على إذن من ولي الأمر سواء في السفر أوالدراسة أو الزواج، أو فتح حساب بنكي باسمها. ومع كل هذا، ظهر عدد من النساء السعوديات اللاتي تحدّن الصعاب وصمدن أمام العقبات، وكسرن حاجز المألوف، وامتهن مهن غير معتادة في المجتمع السعودي المحافظ، وحققن أحلامهن رغما عن قيود مجتمعهن. وفيما يلي، نستعرض لك عدد من النساء السعوديات اللاتي بزغ اسمائهن في السماء وحققن نجاحا باهرا رغم العراقيل التي فرضها مجتمعهن عليهن. العداءة سارة العطار.. آمن والدها السعودى عامر العطار بهوايتها، فلم يبالي بالقيود التي فرضها مجتمعه الذي يحرم الفتيات السعوديات من ممارسة حياتهن بشكل طبيعي، فشجعها على ممارسة رياضة الركض، فاحضر لها زي للركض كالعدائين الذكور، ثم اصطحبها إلى الكورنيش الساحلي في جدة لممارسة الركض كما صرح لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية. وهاهي الآن، سوف تشارك بحجاب يغطي الرأس في سباق 800 مترا ضمن أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، بعد أن سبق وشاركت في أولمبياد لندن 2012، وهي تعد ثاني رياضية تمثل السعودية في تاريخ مشاركتها بالألعاب الأولمبية بعد وجدان شهرخاني التي خاضت 82 ثانية في رياضة الجودو لوزن فوق 78 كيلو غرام. الدكتورة انتصار فلمبان.. تعد الدكتورة انتصار فلمبان، أول امرأة عربية سعودية تمثّل وفداً رسمياً في مجلس اجتماع الوزراء العرب لتجلس على المنصة وتثبت أمام الجميع أن النساء السعوديات بإمكانهن الوصول إلى القمة، اختارتها مؤسسة المرأة العربية سفيرة للنوايا الحسنه لدعم برامج تنميه المرأه في الوطن العربي، وبذلك تكون أول سيدة سعودية تشغل ذلك المنصب. لم يكن طريقها مفروشا بالورود، وإنما كان محفوفا بالكثير من العقبات الكفيلة أن توقف أي سيدة وكذلك رجل عن مواصلة أحلامهم، وإنما صمدت وشقت طريقها بالمثابرة والعصامية لتكون مصدر إلهام لجميع النساء العربيات في العمل التطوعي والإنساني في الدول العربية، كما رفعت اسم بلادها بعد أن نقلت تجربة السعودية في مكافحة الإرهاب إلى الدول الأخرى من خلال المؤتمرات التي شاركت فيها لتوضيح جهود المملكة في هذا المجال، وقد نالت تلك التجربة إشادة من الكونجرس الأمريكي. الباحثة لبني وجدي الطحلاوي.. هي ليست متشددة ولا متطرفة، هي امرأة سعودية لديها الكثير من الأمنيات والأحلام، تتمني أن تحصل نساء بلادها على حقوقهن التي سلبها منهن مجتمعهن السعودي تحت بند "العادات والتقاليد". فلم تجدي سوي القلم للتعبير عن سخطها إزاء ما يحدث للمرأة السعودية، فألفت عدة كتب لمناهضة العنف ضد المرأة، لتكون من أهم الباحثات السعوديات في مجال المرأة، حيثُ مثلت بلادها في مؤتمرات ومحافل دولية وحصلت على شهادات تكريم من منتدى الفكر العربي ومؤتمر القرين، من ابرز مؤلفاتها كتاب الشرطة الدينية في العربية السعودية، وبحث بعنوان الآليات العلمية والعملية لتحسين صورة المملكة في الخارج . الكاتبة رنا المداح.. بعد أن كان هذا المجال مقتصرا على الرجال فقط، نجحت الكاتبة رنا المداح أن تصبح صاحبة أول تصريح لدار نشر تمتلكها امرأة في تاريخ المملكة المتحدة السعودية، تسعى دوما لإبراز أن المرأة السعودية لها دور فعال وقوي وحيوي في المجتمع السعودي ولم يقل أهمية عن الجنس الذكوري. هنادي زكريا الهندي أول كابت طيار سعودي.. خرجت عن المألوف، وصمدت أمام العقبات بكل ثبات وقوة، وعملت على حلمها التي لطالما حلمت به منذ الصغر، فاصمت اذنيها عن الانتقادات اللاذعة والساخرين من حلمها، لتصبح أول كابتن طيار سعودية في بلد لا يسمح لنساؤها بقيادة السيارات، فعلى الرغم من كم العروض التي انهالت عليها من بعض شركات الطيران الإماراتية الخاصة للعمل في مجال الطيران التجاري، إلا أنها تأمل في أن تتمكن يوما من التعاقد مع الخطوط الجوية السعودية. المغنية تام تام.. قطعت المغنية السعودية "تام تام" شوطا كبيرا لمواصله حلمها في الغناء، فذهب إلى لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية بعد أن أيقنت أن حلم الغناء في موطنها السعودي المُحافظ أمرا محالِ وأن تحقق سوف ينال من سمعتها وشرفها، فاتجهت إلى العالم الغربي لتصبح همزة وصل بين العالم العربي المنغلق والغربي المنفتح، فظهرت بمظهر لم يعتاده المجتمع السعودي من قبل، فتخلت عن الحجاب وارتدت البنطال والجينز وتغنت باللغة الإنجليزية حيثُ اصدرت في العام 2014 أغنية بعنوان Gender Game، نادت فيها بالمساواة بين الرجال والنساء والدفاع عن حقوق المرأة. السعودية نادية الملحم.. واجهت الملحم العديد من الانتقادات اللاذعة فقط لأنها قررت أن تعمل في مجال رياضي يراه مجتمعها أنه يخص الجنس الذكوري فقط، لكنها اثبتت بعزيمتها واصرارها أن الفتاة السعودية قادرة على العمل والإنجاز في كافة المجالات، فواصلت حلمها التي عملت عليها بتدعيم من أسرتها لتصبح صاحبة أول مؤسسة سياحية إلكترونية لفتاة سعودية في المجال، تنظم حجوزات الفنادق والطيران بأسعار مخفضة مقارنة بغيرها لتسهيل حضور مباريات كرة القدم، وتوسعت بتنظيم جداول سياحية وكسبت ثقة العملاء ونظمت رحلات لأكثر من 3 آلاف سائح رياضي، وافتتحت مؤسستها الخاصة.