وزير التعليم العالي يلتقي وفد «الروس آتوم» الرائدة في التكنولوجيا النووية    وزيرة الهجرة تطلق «بودكاست» لتعريف المصريين بالخارج تاريخ حضارتهم    محافظ أسيوط يشيد بمشاركة شباب الأحزاب في تنظيم احتفالات عيد الأضحى (صور)    أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور في ثاني أيام عيد الأضحى    أسعار العملات العربية في بداية تعاملات ثاني أيام عيد الأضحى    الإسكان: تنفيذ 1384 مشروعا بمبادرة "حياة كريمة" بمحافظات المنيا وبنى سويف وأسيوط    وزير النقل: تنفيذ خطة شاملة لتطوير كافة الموانئ المصرية تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي    القاهرة الإخبارية: انفجارات عنيفة شرق رفح الفلسطينية جراء إطلاق الاحتلال المدفعية    روسيا: لن نسمح بإعادة آلية فرض قيود على كوريا الشمالية في مجلس الأمن    كولر يضع اللمسات النهائية على خطة الأهلي لمواجهة الاتحاد السكندري    هل حدثت مشاجرة بين زيزو وناصر ماهر؟ مصدر يوضح الحقيقة    وكيله: كفاراتسخيليا يريد الرحيل.. ورد ناري من نابولي    بعد الأداء الرائع.. رومانو: ريال مدريد سيبدأ المفاوضات لتمديد عقد كارباخال    25 صورة ترصد احتفالات المواطنين في ثاني أيام العيد بحديقة الأزهر    "الميكروباص اتعجن".. 9 مصابين في حادث مروع بأسيوط- صور    تفاصيل الحالة المرورية في ثاني أيام عيد الأضحى    الغردقة تتألق صيفًا بنسب إشغال قياسية وإجراءات سلامة مشددة على الشواطئ    يقترب من 50 مليون.. تعرف على إيراد "ولاد رزق 3" بأول أيام العيد    «لست محايدًا».. حسام فياض يكشف صعوبات مسرحية النقطة العميا    كيف تتجنب المشكلات العائلية خلال أيام العيد؟.. خبير التنمية البشرية يجيب    اعرف آخر وقت لتقديم الأضحية ودعاء النبي وقت الذبح    طبيبة تغذية تكشف مفاجأة: الكوارع سهلة الهضم للأطفال (فيديو)    نصيحة في كبسولة.. الخطوات اللازمة لتجنب الإصابة بأمراض القلب    وزير الإسكان: جهاز تعمير وسط وشمال الصعيد يتولى تنفيذ 1384 مشروعا    توافد آلاف الزوار على حدائق كفر الشيخ ومصيف بلطيم خلال ثاني أيام عيد الأضحى    خفر السواحل الصيني يتخذ تدابير تنظيمية ضد توغل غير قانوني لسفينة فلبينية    محافظ المنوفية: إطلاق مبادرة "الأب القدوة" ترسيخا لدور الأب    الرئيس السيسي يلتقى ولي العهد السعودي في لقاء أخوي    إيرادات قياسية لفيلم Inside Out 2.. اقترب من 300 مليون دولار    7 معلومات عن الطيار حسن عدس المتوفى بعد الهبوط في جدة.. «مكملش 40 سنة وغير متزوج»    وفاة خامس حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    دعاء طواف الوداع: «اللهم إن كنت رضيت عنِّي فازدد عنِّي رضا»    الري: إقبال كبير على حدائق القناطر الخيرية والمركز الثقافي الإفريقي بأسوان خلال أيام عيد الأضحى    طهران تدين بيان الترويكا الأوروبية بشأن البرنامج النووي الإيراني    بدء دراسة كبيرة حول التغذية النباتية في البلدان الناطقة بالألمانية    محافظ أسوان يتفقد المطعم السياحي متعدد الأغراض بعد التطوير    إعلام فلسطينى: قصف إسرائيلى يستهدف المناطق الجنوبية لمدينة غزة    جندي إسرائيلي يتخلص من حياته بعد عودته من الحرب في غزة    إسرائيل تبحث اتخاذ خطوات عقابية ضد السلطة الفلسطينية بينها الاستيطان    حسم موقف سيرجو روبيرتو من الرحيل عن برشلونة    «المحلاوي» عن يوم «القر».. من أعظم أيام الله ويستجاب فيه الدعاء (تفاصيل)    بعد قرار كولر.. الأهلي يفتح باب الرحيل أمام أليو ديانج للدوري السعودي    إعلام فلسطيني: طائرات الاحتلال تشن غارة عنيفة على وسط غزة    «المالية»: تخفيف الأعباء الضريبية عن محدودي ومتوسطي الدخل    الخشت يتلقى تقريرًا حول أقسام الطوارئ بمستشفيات قصر العيني خلال العيد    مواعيد مباريات اليوم الاثنين 17 - 6 - 2024 والقنوات الناقلة    الدولار يسجل 47.75.. أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه اليوم    المنيا تسجل حالة وفاه جديدة لحجاج بيت الله الحرام    لماذا خالفت هذه الدول توقيت احتفال أول أيام عيد الأضحى 2024؟    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. ثاني أيام عيد الأضحى 2024    بعد إثارته للجدل بسبب مشاركته في مسلسل إسرائيلي.. من هو الممثل المصري مايكل إسكندر؟    حكم الشرع في زيارة المقابر يوم العيد.. دار الإفتاء تجيب    مصطفى بكري يكشف سبب تشكيل مصطفى مدبولي للحكومة الجديدة    «زي النهارده».. وفاة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوى 17 يونيو 1998    "تهنئة صلاح وظهور لاعبي بيراميدز".. كيف احتفل نجوم الكرة بعيد الأضحى؟    عيد الأضحى: لماذا يُضحى بالحيوانات في الدين؟    أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟    المحامين تزف بشرى سارة لأعضائها بمناسبة عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدارس الإخوان طريق الجماعة لتجنيد الأطفال


400 مدرسة تتبع الجماعة و80 مليون جنيه لغزو الصعيد
لا وجود لعلم مصر والتلاميذ يرددون الأناشيد الجهادية
75 قرشا دعما من حكومة صدقى لمدارس الإخوان فى عهد البنا
استغلت توجه السادات لضرب الشيوعية وأعادت افتتاح عشرات المدارس
المتحدث الرسمى للتربية والتعليم يترأس مجموعة من أهم مدارس الجماعة بالمحلة
لم يعد شيء بعيدا عن نطاق «الأخونة».. حتى الصغار لم يسلموا من عمليات التجنيد التي تمارسها جماعة الإخوان المسلمين لضمان استمرارية وجودها, وسيطرتها على «المحروسة» أو التي كانت «محروسة» قبل سيطرة الإخوان عليها فهناك ما يقارب ال400 مدرسة تتبع الجماعة مباشرة.. وهناك آلاف الأطفال الصغار يتم تربيتهم وفقا للعقيدة الإخوانية.. ليصبحوا «إخوانا» فيما بعد، لا يهم المستوى التعليمي لهؤلاء الصغار, فالأهم دوما أن يصبحوا «أخوة عاملين» في «الجماعة».
الملف التعليمي داخل «الإخوان» هو الأكثر خطورة, فمنذ زمن بعيد أوكلت الجماعة هذا الملف للدكتور «جمعة أمين» نائب المرشد العام للجماعة ليصبح «حارسا أمينا» على تجنيد «الصغار», وتحويلهم إلى «إخوان صالحين» وفقا لأدبيات الجماعة.
«أمين» يشرف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة تخص العملية التعليمية داخل مدارس الإخوان, التي باتت بعد ثورة يناير خارج النطاق الجغرافي لمراقبة وزارة التربية والتعليم وكأنها تقع جغرافياً في بلاد «الواق واق».
المعلومات التي حصلت عليها "فيتو" تشير إلى أن هناك مدارس إخوانية جديدة في الطريق للإنشاء والإشهار بتكلفة تبلغ 80 مليون جنيه كمرحلة أولي، ومعظم هذه المدارس سيكون في صعيد مصر!
وفي الوقت ذاته الذي تقوم فيه الجماعة باستخدام مدارسها لتجنيد الاطفال الصغار و"أخونتهم" هناك لجان أخرى داخل الجماعة تعمل على تحقيق أهداف أخرى من هذه المدارس, ومنها مثلا تحقيق مكاسب اقتصادية, وأخري سياسية مثلما حدث من قبل في ترويج هذه المدارس للدكتور محمد مرسي أثناء انتخابات رئاسة الجمهورية, والترويج للتصويت بنعم على الدستور مؤخرا.
البنا أول من وضع لبنة أخونة التلاميذ
تضع جماعة الإخوان المسلمين أهمية خاصة للتعليم ما قبل الجامعي، لما تمثله المرحلة من سهولة فى السيطرة، وتشكيل الفكر، وتكوين كوادر تكون قادرة على تنفيذ المطلوب، ويعد الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة المكتشف الأول لتلك الحقيقة، الأمر الذى دفعه إلى تأسيس تنظيم خاص بالطلبة، فليس بمستغرب أن أغلب القادة التاريخيين للجماعة كانوا فى الأصل مدرسين.
فقد عمل أحمد السكرى سكرتيرا بمدرسة رشيد الابتدائية، ووصل إلى منصب سكرتير مدير التعليم الزراعى بوزارة المعارف، وهو أحد مؤسسى جماعة الإخوان المسلمين، وكان وكيلا للجماعة وعضوا بمكتب إرشادها، ومحمد فريد عبد الخالق، أحد مؤسسى الجماعة كان معلما للغة الإنجليزية، بالمدارس الثانوية، وكان مسئولا عن تنظيم الطلبة داخل الجماعة، وكان من المساهمين فى إعادة إحياء تنظيم الإخوان فى السبعينيات.
وكان البهى الخولى أحد القيادات التاريخية للجماعة مسئولا عن الاتصال السياسى بين الجماعة وهيئة التحرير أولى تنظيمات ثورة 23 يوليو، وكان مديرا للإرشاد الدينى بالجماعة، وبدأ حياته مدرسا بالمدارس الابتدائية الأزهرية، ومحمد مهدى عاكف المرشد السابق للجماعة، بدأ حياته مدرسا للألعاب الرياضية بمدرسة فؤاد الأول الثانوية.
وتمتد جذور المدارس المملوكة للجماعة إلى مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا, الذى أرسل وفدا إلى وزير المعارف عام 1935, طالبه بضرورة تعديل أسس التعليم فى مصر لتتفق مع مبادئ الإسلام، منتقدا السماح للبعثات الأجنبية بافتتاح مدارس فى مصر، وبدأ البنا فى الضغط على الحكومة من جهة التعليم، من خلال تبنيه لدراسة تقدم بها وزير المعارف العمومية إلى شيخ الأزهر عام 1938، وطالب فيها بدمج التعليم العام مع التعليم الأزهرى.
وأرسل البنا رسالة إلى وزير المعارف وقتها, حثه فيها على المضى قدما فى ذلك الاتجاه من أجل هزيمة الليبراليين والعلمانيين، واستغل البنا مع نهايات عام 1945 وبدايات عام 1946 صداقته بوزير المعارف آنذاك محمد حسن العشماوى فى استقدام دعم لمدارس الجماعة، فأرسل وزير المعارف إلى البنا رسالة جاء فيها إن وزارته ستقدم دعما لمدارس الإخوان يقدر ب 75 قرشا لكل تلميذ فى تلك المدارس، مع تحمل نفقات الكتب والأدوات المدرسية، ومقابل استغلال إسماعيل باشا صدقى رئيس الوزراء لجماعة الإخوان المسلمين لدعم مفاوضات حكومته مع الإنجليز لترتيبات ما بعد الحرب العالمية، وهى المفاوضات التى رفضها حزب الوفد وعارضها بشدة، فكانت الجماعة هى الواجهة الجديدة التى أراد إسماعيل باشا صدقى ضرب شعبية الوفد من خلالها، ومقابل هذا وافق رئيس الحكومة وقتها على تقديم دعم كامل لمدارس الجماعة.
وعندما عاد تنظيم الجماعة مع عقد السبعينيات واختير عمر التلمسانى مرشدا للجماعة، عادت من جديد فكرة المدارس الإخوانية فى الظهور، ولكن هذه المرة أكثر قوة بسبب دعم النظام السياسى أيام السادات للتوجهات الإسلامية من أجل ضرب الشيوعية.
بدأ التلمسانى فى إعادة المدارس الإخوانية بمدارس المنارات الإسلامية والتى ظهرت فى منتصف السبعينيات، وفى الثمانينيات زادت المدارس الإخوانية، وظهرت مدارس "الجيل المسلم" بالغربية، والتى استقطبت نحو 7 آلاف طالب وطالبة، فى مراحل التعليم من الابتدائى إلى الثانوى العام، وتوزعت فى مدن المحلة الكبرى، والسنطة وطنطا وكفر الزيات، ومازال المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم محمد السروجى يترأس إدارة مجموعة مدارس «الجيل المسلم» بالمحلة الكبرى.
الباب الخلفى لإختراق المجتمع
وفى عقد الثمانينيات أيضا ظهرت مدارس «التربية الإسلامية» بمحافظة المنوفية، واستخدمت تلك المدارس أسلوبا تربويا قائما على الفصل بين البنين والبنات، والحرص على أداء الصلوات، بالإضافة إلى الدروس الدينية التى تتخلل الحصص، وزادت شهرة تلك المدارس، وتنبه النظام السابق إلى ما تمثله هذه المدارس من خطورتها على المدارس الحكومية والخاصة الأخرى، لأنها بمثابة مدارس تخلق تعليما متوازيا للتعليم الحكومى.
وضيق النظام السابق على الجماعة فى بناء المدارس الخاصة، وأصبح بناء المدارس لا يتم إلا بعد موافقة جهاز أمن الدولة، وهو ما دفع الجماعة إلى استحداث طرق جديدة للتوسع فى إنشاء المدارس الخاصة، فلجأ رجال الأعمال فى الجماعة إلى فكرة الجمعيات الأهلية للهروب من رقابة أمن الدولة، وانشأت الجماعة عددا من المدارس بأسماء جمعيات أهلية، وكان الإخوان هم من يديرون العمل داخل تلك المدارس من خلف الستار، ومن أبرز تلك الجمعيات "جمعية الدعوة الإسلامية" التى أسست مدارس الدعوة الإسلامية، ومازالت تلك المدارس تعمل حاليا, ومنها: مدارس الدعوة الإسلامية بسوهاج، ومدارس الدعوة الإسلامية ببنى سويف ويرأسها الشيخ عبد الخالق الشريف، ويديرها على محمد على، وتستغل إدارة المدرسة التلاميذ الصغار فى الدعاية السياسية لحزب الحرية والعدالة والترويج لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما وضح من الحملة التى نظمتها المدرسة فى الدعوة ب"نعم" للدستور, وكذلك الدعاية للدكتور محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة.
كذلك هناك جمعية التربية الإسلامية التى أسست مدارس التربية الإسلامية بالمنوفية، والجمعية التربوية الإسلامية بمحافظة الغربية، فضلا عن مدارس الأفراد, مثل: مدارس حراء بأسيوط، ومدرسة الجزيرة الخاصة بالإسكندرية، ومدارس الرضوان بالقاهرة، والتى يترأس مجلس إدارتها محمد بدوى مسئول المكتب الادارى لجماعة الاخوان المسلمين فى وسط القاهرة، وتهتم المدرسة بتربية طلابها على الرياضات القتالية العنيفة، وهو ما وضح من خلال المهرجان الذى نظمته المدرسة مع بداية العام الدراسى الحالى لتلاميذ المرحلة الابتدائية والاعدادية فى مدرسة الرضوان الاسلامية, حيث أدى التلاميذ تدريبات قتالية كانوا خلالها يقفزون من الطوق المشتعلة، وهناك مدارس المدينة المنورة، ومدارس طيبة الخاصة بدمنهور.
ومع منتصف التسعينيات زاد التعنت الحكومى مع الإخوان خاصة بعد ازدياد وتيرة العنف، وتفجيرات فندق أوروبا، وضيقت الحكومة على الجماعة فى تراخيص إنشاء المدارس الخاصة، كما ضيقت على الجمعيات الأهلية التابعة للجماعة، فلجأت الجماعة إلى أسماء وهمية تتخفى وراءها لإنشاء عدد من المدارس الخاصة، بأسماء أصحابها الجدد، على أن تكون الإدارة فى المدرسة من حق الجماعة، ويبقى صاحب المدرسة المعلن اسمه مجرد صورة، لا أكثر ولا أقل.
وزادت شوكة الإخوان المسلمين فى المدارس الخاصة بعد عام 2005 وحصولهم على 88 مقعدا فى مجلس الشعب، وبدأ أصحاب المدارس المنتمون للجماعة فى ممارسة أعمال لم يكونوا يستطيعون ممارسة شبيه لها، ففى 28 أغسطس من عام 2006 استبدل الطلاب فى عدد من المدارس الإخوانية النشيد الوطنى بأحد الأناشيد الجهادية للجماعة، وردد الأطفال الصغار فى بعض دور الحضانة بمحافظة كفر الشيخ النشيد الإخوانى الذى يقول: " قادمون.. قادمون.. نحن الإخوان المسلمون" وكان الطلاب الصغار يرتدون زيا عسكريا فى احتفالات حضانة "الياسمين" بقرية إبيانة التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ، وهى القرية نفسها التى نشأ فيها زعيم الأمة الراحل سعد زغلول، وتكرر الأمر نفسه مع الفرع الثانى للحضانة ذاتها فى قرية «منية المرشد»، وكذلك فى الفرع الثالث لها فى قرية فزارة بمحافظة البحيرة.
أناشيد جهادية
وبعد ثورة 25 يناير ووصول الجماعة إلى سدة الحكم، بدأ أصحاب تلك المدارس فى استعادة ملكيتهم لها دون خوف، ومن تلك المدارس مدارس فضل الخاصة بالهرم, التى تستحوذ على النصيب الأكبر من أسهمها زوجة الدكتور عصام العريان، والتى لم يظهر اسمها إلا بعد وصول الدكتور محمد مرسى لكرسى الرئاسة.
وتحرص إدارات المدارس الإخوانية على ألا تخالف تعليمات وزارة التربية والتعليم فى الأمور الإدارية، كما أنها تحرص على أن تبتعد عن مخالفة المناهج الدراسية الموضوعة، ولكنها تقدم ما تحتاجه الجماعة من جرعات فكرية للتلاميذ الصغار عبر الأنشطة الطلابية، التى تتحكم فيها إدارة المدرسة، فتدخل فى هذا الإطار الأناشيد الجهادية, كذلك النشيد الذى ردده تلاميذ مدارس "جنى دان" المملوكة لخديجة خيرت الشاطر، بالشراكة مع زوجها، ونصه يقول: "بلادي بلادي اسلمي وانعمي.. سأرويك حين الظما من دمي.. ورب العقيدة لن تهزمي.. ومن أكمل الدين للمسلمين.. سنحمي الجبال وتلك التلال.. ويحيا الجهاد به يكتب النصر للمسلمين.. بلادي إذا ما دهتك الخطوب.. فإنا بأرواحنا والقلوب.. سنحمي ثراك ونحمي الدروب.. هتافاتنا النصر للمسلمين.. سنلقي الحمام أسودا كرام.. نذيق اللئام جحيما يسعر من مسلم.. سأمضي الى الله في كل حين.. وإني لمجدك صرح مبين.. ولن أخشى ظلما ولا ظالمين.. فإني لربي نذرت دمي.. تلونا اليمين لرب ودين.. بألا نلين ونصنع النصر للمسلمين".
ويردد الطلاب ذلك النشيد فى أوقات ممارسة الأنشطة الطلابية، أو فى نهاية الطابور الصباحى بعد أن يكونوا قد رددوا النشيد الوطنى الذى يردده التلاميذ فى كل مدارس الجمهورية.
ومن المدارس الإخوانية التى تعتمد مثل هذا الأسلوب مدارس "أمجاد" المملوكة للإخوانية كاميليا العربي شقيقة الإخواني وجدي العربي, التى تحرص على تدريس تاريخ حسن البنا في مذكرات للطلاب في المرحلة الثانوية بعيدا عن المنهج الدراسى تحت مسمى النشاط التدريبى.
وكذلك تفعل مدارس "المقطم الدولية" المملوكة للمهندس عدلي القزاز مستشار الوزير لتطوير التعليم، ومدرسة "طيبة" للغات التي أحالت مؤخرا خمسة تلاميذ صغار لديها للتحقيق بسبب انتقادهم للإخوان، وتجبر إدارة المدرسة الطالبات على ارتداء الحجاب، ومدرسة «تاجان» بمنطقة التجمع بمدينة نصر، ومدرسة "الفتح" الخاصة ببنها، ومدرسة الدعاة بالسويس.
«المدينة المنورة» .. ممنوع الاقتراب
وعندما نسأل فى منطقة السيوف شرق الإسكندرية، تقع مدارس «المدينة المنورة» أحد أهم القلاع التعليمية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وتعتبر المدرسة معسكراً مغلقاً لكل أبناء وأحفاد قيادات الإخوان، حيث كانت حديث الساعة فى مديرية التربية والتعليم، بسبب وجود تحذيرات لكل مدير مديرية بعدم الاقتراب من المدرسة أو الاعتراض على ما يحدث فيها لأن لها من الخصوصية التى تميزها عن باقى نظرائها.
المسئولون يتذكرون واقعة الإطاحة بمحسن زمارة مدير مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية سابقا, لاعتراضه على وجود فصلين داخل المدرسة من أجل الترويج لحزب الحرية والعدالة, ويدير المدرسة "عبدالناصر على» نقيب معلمى الاسكندرية.
وتنتشر بالمدرسة وعلى جدرانها صور مؤسس جماعة الاخوان المسلمين حسن البنا، وتستقبل الطلاب الجدد فى بداية العام بإعطائهم نشرة صغيرة تحدثهم عن بطولات الإمام البنا فى ربوع الوطن العربى, وحملت النشرة هذا العام عنوان «الإمام الرسول».
ولا تقبل المدرسة سوى أبناء قيادات الإخوان، فيوجد بها أبناء وأحفاد مصطفى محمد نائب الإخوان السابق عن دائرة المنتزه, التى تقع فيها المدرسة، وتفصل المدرسة بين الأولاد والبنات منذ المرحلة الابتدائية, وتراقب التلاميذ داخل الفصول ولا تسمح لهم باللعب فى الفسحة.
وكان رئيس مجلس ادارة المدارس الأسبق هو حمدى عبدالعليم, الذى أصبح الآن مديرا للمعاهد القومية على مستوى الجمهورية.
أما طابور الصباح داخل المدرسة فيتخلله كلمة يلقيها احد التلاميذ عن نصائح القيادى والمفكر جمعة أمين, باعتباره متخصصا فى العملية التعليمية.
وتشير المعلومات إلى أن أى فرد بالاسكندرية يريد أن يكون عضوا فاعلا بالجماعة عليه إلحاق ابنائه او أحفاده للدراسة بالمدينة المنورة, مع التبرع بمبلغ من المال لصالح أبناء فلسطين أو سوريا او الصومال, وبعدها يبدأ تصعيده ومن ضمن هؤلاء كانت القيادة الاخوانية بشرى السمنى, وهى مدرسة لغة عربية بإدارة شرق التعليمية، وعندما ترددت على المدينة المنورة وشاركت فى الدورات التدريبية الخاصة بالمدرسين أصبحت مديرة إدارة بمديرية التربية والتعليم. وهناك حلقة الوصل بين إدارة المدينة المنورة ومديرية التربية والتعليم وهو شخص يعمل بمكتب مدير المديرية, ينقل ما يحدث من قرارات ضد أى مدرسة, وهو الذى أخبر مدير المدينة المنورة بنية محسن زمارة باتخاذ الاجراءات القانونية ضد المدرسة, عندما فتحت فصولها أيام الانتخابات الماضية للدعاية للحرية والعدالة ومرشحه محمد مرسى العياط. اكد أحد أولياء الامور ل"فيتو" انه لا وجود لعلم مصر داخل فناء المدرسة والعلم الموجود هو علم جماعة الإخوان, لكنه داخل مكاتب الإدارة، اما النشيد فهو نشيد جهادى أحد أولياء أمور التلاميذ ذات مرة عن السر وراء عدم ترديد النشيد الوطنى المعروف "بلادى" قيل له وقتها: "إن مؤلف النشيد كان مدمن مخدرات ومات متأثرا بجرعة مخدرات زائدة, فهل تقبل أن يردد أبناؤنا كلاماً لشخص لم يتق الله فى بدنه وصحته!".
«الجيل المسلم» لأخونه «الصغار» في الغربية
في محافظة الغربية وفي معقل الاخوان المسلمين، كانت الجماعة تتعامل في مدارسها قبل الثورة بمبدأ «يا حيط داريني»، وما أن استقر لهم الأمر وجلسوا على كرسى الحكم حتى بدأوا التعامل بمنطق المتضرر من الاسلوب التعليمي بمدارس الاخوان ينتقل الي مدارس التربية والتعليم, وهذا ما تم بمدارس "الجيل المسلم" التابعة لجماعة الاخوان المسلمين والتي يديرها القيادي بالجماعة وعضو مجلس الشعب الاسبق عن الاخوان محمد العزباوي، ويرأس ادارتها محمد السروجي مستشار وزير التربية والتعليم، وما أن استقرت لهم الأمور بعد الثورة حتى منعوا دخول الرجال لمدرسة البنات حتي لو كان الرجال من اقارب الطالبات، وتغيير الزى المدرسى.
« فيتو» انتقلت لمدارس "الجيل المسلم" الكائنة بشارع سعيد بطنطا لتكشف ما تفعله الجماعة داخل مدارسهم الخاصة، حيث اكدت الطالبات اللاتي امتنعن عن ذكر اسمائهن خوفا من فرمانات الادارة بالمدرسة, وتحويلهن للجان التحقيق وحرمانهن من دخول الامتحان انهن كن يرتدين "دريل بناتي" مع حرية الطالبات بدخول المدرسة بالحجاب او بدونه, وكانت الحياة مستقرة وفوجئن بعد ثورة 25 يناير بتغيير الاحوال وتزايد الفرمانات وتغيير ادارة المدرسة, وأصبح مديرها ابو المجد قطب الحاكم بأمره الذي بدأ في عملية تصفية الطالبات واستبعاد غير المنتميات للإخوان, رغم انهن من ابناء المدرسة في مراحل التعليم.
واضافت الطالبات أن الفرمانات الجديدة تضمنت ارتداء الزي المدرسي الجديد وهو عبارة عن: جلباب واسع, بدلا من الدريل وطرحة كبيرة رصاصي او كحلي, ومن تخالف الشروط يتم منعها من دخول اليوم الدراسي او من دخول الامتحان, رغم ان اولياء الامور يدفعون مصاريف باهظة بخلاف اجبار اولياء الامور علي تبرعات او تجديدات علي نفقتهم الخاصة.
واكتشف «محرر فيتو» ان حفلات مدارس "الجيل المسلم" لابد ان يحضرها جميع القيادات البارزة بالجماعة وحزب الحرية والعدالة, كي يتباهوا بكَم الاعداد التي تحضر الاحتفال, ليردد باقي الطلبة كم الحضور وتغرس بداخلهم ان القائمين علي المدرسة هم جماعة قوية, وليست ادارة من مجموعة موظفين، ويرأس مجلس الآباء والامناء بالمدرسة المهندس فايز حمودة نقيب المهندسين في طنطا والقيادي البارز بالجماعة وعضو حزب الحرية والعدالة.
« الدعوة الإسلامية».. مصدر تمويل الجماعة ببني سويف :
في بنى سويف, أنشئت مدارس «الدعوة الإسلامية» على يد الشيخ «حسن جودة» أحد قيادات الجماعة بالمحافظة وعضو مجلس الشعب عنها في الثمانينيات، وكانت المدرسة أحد أنشطة جمعية الدعوة الإسلامية التي تحوي داخلها مستشفى ومجموعة المدارس. وتعد المدرسة أحد أهم مصادر التمويل للجمعية، وتختلف مصروفاتها الدراسية من مرحلة لأخرى, وتعد الحضانات أكثر ارتفاعاً وغلوا في أسعارها عن بقية المراحل، لكن المتوسط دائما يتراوح ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف جنيه للطالب في العام، علاوة على مصروفات الكتب التي غالبا ما يكون متوسطها 350جنيها للكتب في الفصل (التيرم) الدراسي، كما يتم تدريس كتب دراسية خارجية بالمدرسة، وغالبا ما تكون كتب (IT) باللغة الانجليزية، بينما لا توجد أي كتب عن التربية الوطنية حتى المرحلة الابتدائية كاملة. وبطبيعة المدرسة كمشروع رأسمالي يبحث عن المكسب (المادي والسياسي) فهي ليست مقصورة على أبناء جماعة الإخوان، وإنما مفتوحة للجميع من القادرين، بينما تقتصر الإدارة على كامل الفريق من أبناء الجماعة فقط، ولم يرد أنه تم اختيار مدرس أو إداري بالمدرسة من خارج أبناء جماعة الإخوان المخلصين لها، ومن رواتبهم يتم دفع 5% لتمويل أنشطة الجماعة المعتادة. وتحرص المدرسة على الأنشطة الصيفية وأبرزها (النادي الصيفي) الذي يمارس أنشطة دعوية لحساب الجماعة، ويحاول اجتذابهم للدعوة.
وتخص المدرسة المنتمين لحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين دون غيرهم بحضور حفلات المدرسة، وأثناء الانتخابات الرئاسية, كما تم توزيع دعاية مباشرة للدكتور "مرسي" على ظهر شهادات المتفوقين، وشهادات الطلبة، وتم إعداد أغنيات مدح في "مرسي" الرئيس المؤمن الذي سيدخل بالطلبة إلى القدس، على حسب كلمات الأغنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.