رغم المشكلات المتراكمة التي سببتها مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن شباب البحيرة أطلقوا عليها 3 حملات أثرت كثيرًا في تعديل عادات وتقاليد ومتطلبات الزواج فمن «اشتري راجل» إلى حملة «تخفيض المهور» مرورًا بحملات استبدال الذهب بالفضة وانتهاءً ب«بلاها نيش»، حيث يحاول شباب البحيرة التفكير خارج صناديق العادات والتقاليد البدوية والريفية للعائلات والقبليات المؤثرة في أعراف البحيرة، للبحث عن فرص أفضل لبناء حياة جديدة. وتعتبر البحيرة من المحافظات التي برغم تميزها بتنوعها الاجتماعي، إلا أنها تعاني كلها من ارتفاع المهور الملحوظ، والبذخ الشديد في متطلبات الزواج. يقول محمد أبو حمد، أحد الأهالي: "في البدو لا يمكن أن تكون فتاة من بيت أو قبيلة كبيرة وشبكتها صغيرة، يجب ألا تقل الشبكة عن 20 أو 30 ألفًا وفي بعض العائلات تصل إلى 50 ألفًا، وعلى رأي المثل «كل برغوث على قد دمه» الأمر الذي لم يختلف في الريف البحراوي، ففي قرى البحيرة يتكفل والد العروس بالأجهزة الكهربية، ومتطلبات المنزل في حين يتكفل العريس بالذهب والخشب والشقة، التي مجموعها جميعا قد يفوق النصف مليون جنيه في بعض الأحيان". يقول هيثم عبد العزيز، مؤسس حملة «إلغاء الشبكة واستبدالها بالفضة» بمدينة كفر الدوار، ل«فيتو»:«في البداية كنا نبحث عن محاوله إيجاد لحل مشكله عزوف الشباب عن الزواج وزيادة نسبه العنوسة وسط الفتيات والذين أضيف لهم هذه الأيام المطلقات ووجدنا أن أهم الأسباب هو زيادة تكاليف الزواج وخاصة في الشكليات، فوجدنا أن الشاب محمل بتكاليف الذهب والشبكة والفتاه محمله بتكاليف النيش والشكليات التي تحب أن تظهر بها أمام أقرانها فدشنا الحملة التي لقيت قبولًا بين الشباب والفتيات إلا أن التقاليد تحول بينهم وبين أحلامهم في التفكير خارج الصندوق». يضيف «هيثم»:«عندما بدائنا حملتنا لمحاوله المساعدة واجهتنا صعوبتين الأولى العادات والتقاليد التي أصبح من الصعب التخلي عنها حتى لا تتم معايرة من يخالفها والثانية قله الثقة بين أطراف العلاقة فكل طرف يجهز أسلحته للطرف الآخر مستعدا للمعركة في أي وقت والذهب والنيش يعتبرا أحد هذه الأسلحة، ومازلنا نحاول البحث عن إيجاد الحل المناسب وإلا ستزداد في الأيام المقبلة نسب العنوسة». ول«مي وعماد» قصة أخرى، حيث أن الفتاة من أصول قبلية بحوش عيسى، والشاب من حضر دمنهور، قررا الحديث بصراحة عن رفض النيش ومحتوياته وبناء منزليهما ببساطة، فيقول عماد عبد المنعم ل فيتو: الأمر الذي لقي استحسانًا بين شباب دمنهور وعبروا عن ذلك بمئات التعليقات على صفحتينا بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، داعيًا الشباب لتطبيق النموذج العصري والبعد عن تقاليد وعادات مرهقة وغير مناسبة للظروف الاقتصادية والوقت الحالي.