لاشك ان أسعار مستلزمات الزواج شهدت خلال الأيام الماضية ارتفاعا كبيرا ضمن موجة الغلاء التي تعرضت لها مصر نتيجة للانخفاض الكبير في قيمة الجنيه المصري.. الأمر الذي يهدد بزيادة نسبة العنوسة في مصر مما يكون له تأثير خطير علي الأسر المصرية.. خاصة ان الاحصائيات الحالية تشير الي وجود أكثر من 13 مليون فتاة وشاب "عانس" في مصر بعد ان تجاوز سن ال 35 عاما بدون زواج وسيكون هذا العدد مرشحا للتزايد خلال الفترة القادمة.. ويحذر البعض من انه قد يصل الي 20 مليون عانس!! والسؤال الذي يفرض نفسه.. كيف نواجه هذه الأزمة ونضع لها الحلول الكفيلة بالقضاء عليها أو علي الأقل بالحد منها. طرحنا هذا السؤال علي عدد من الخبراء والمختصين فماذا قالوا؟! في البداية تقول د.سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس : ان أسباب مشكلة العنوسة في مصر معروفة للجميع وليس خافية علي أحد وعلي رأسها ارتفاع معدلات البطالة وغلاء المهور وارتفاع أسعار الشقق السكنية مشيرة الي ان أهل العروس يبالغون في متطلبات بحكم العادات والتقاليد ويتجاهلون ما نعانيه حاليا من أزمة اقتصادية تتطلب منا ان نيسر الزواج. أوضحت انه في دول أوربا الغنية لا نجد ما يحدث في مصر حيث يكتفي العريسان بشقة صغيرة عبارة عن استوديو فقط بينما في مصر نطالب بالشبكة والمهر وشقة تمليك وأجهزة كهربائية كاملة وتصل التكلفة التي يتكبدها الي أكثر من 300 ألف علي الأقل!! نتساءل: من أين يأتي الشاب بهذه المبالغ الطائلة في ظل الأزمة الحالية؟! تؤكد د.سامية علي ضرورة ان تتغير الأسرة المصرية وتسهل عملية الزواج وبدون ذلك ستزداد أعداد "العرائس" في مصر. وتتفق معها المحامية عبير علي مدير مشروع يمكن الشباب والفتيات بجمعية الفسطاط مؤكدة علي ان اصرار الأسر علي العادات والتقاليد البالية مثل الشبكة والمهر وغيرها من أهم أسباب العنوسة. أشارت الي ان هناك ظاهرة خطيرة حاليا تتمثل في عزوف الشباب عن الزواج بسبب المتطلبات الهائلة وخاصة مع الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب وباقي مستلزمات الزواج مؤكدة علي ضرورة تدخل الدولة من خلال توفير فرص عمل للشباب وتوفير شقق سكنية بأسعار مخفضة والعودة الي نظام الايجار بدلا من التمليك لعدم قدرة العديد من شباب اليوم علي شراء الشقق وألا تبالغ في قيمة هذا الايجار للتيسير علي الشباب. تطالب "عبير" بضرورة التنازل عن كل المظاهر الشكلية التي تصر عليها الأسرة المصرية بداية من اقامة فرح كبير بأحد الفنادق أو الأندية يتكلف آلاف الجنيهات وتوفير هذه الآلاف لصالح العروسين. وتقول الدكتورة عزة سلام أستاذ أصول التربية بجامعة المنيا ورئيس جمعية الأسرة العصرية للتنمية ان ارتفاع معدلات البطالة وغلاء المهور والشقق السكنية وارتفاع أسعار تكاليف الزواج الأخري الناتجة عن العادات والتقاليد المتبعة وكذلك ارتفاع معدل التعليم بالنسبة للإناث. أوضحت من الحلول المقترحة للحد من تزايد هذه النسبة بعد الزيادات الكبيرة في الأسعار الغاء الشبكة والمهور والقبول بالشقة الايجار وتشجيع الحكومة للمتزوجين من خلال خفض الضرائب علي المرتبات للمتزوجين وتوفير الأثاث بأسعار مخفضة خاصة مع اقامة مدينة للأثاث بدمياط ودعم المؤسسات الخيرية عينيا لغير القادرين علي مصروفات الزواج وزيادة التكافل الاجتماعي بين الأفراد بالمساهمة في تكاليف الزواج. وتحكي ثمية خليل مدير الاتحاد الاقليمي لمراكز شباب القري بالجيزة: تجربتها التي مرت بها من خلال ابنتها التي تعمل مدرسة لمادة الرياضيات باحدي مدارس اللغات بمرتب 2500 جنيه وبلا تأمين صحي واجتماعي مشيرة الي أن عدم الاستقرار في العمل من أهم عزوف الشباب عن الزواج بالرغم من ان قانون العمل يلزم صاحب العمل بتوفير التأمينات الصحية والاجتماعية للعاملين ولكنه لا يفعل مستغلا أزمة البطالة وغياب الرقابة من الحكومة. أكدت علي ضرورة عودة الترابط الأسري الذي كان موجودا من قبل حيث كان يساهم البعض في شراء غسالة وآخر في شراء ثلاجة وثالث في شراء تليفزيون مما يخفض تكاليف الزواج علي أسرة العروس!! أضافت ان ما نشاهده الآن هو وصول الغارمات الي السجون نتيجة للضغط عليهن من قبل العروس علي شراء بعض المستلزمات المبالغ فيها من أجل التباهي والتفاخر وليس من أجل شراء المستلزمات الضرورية وهذه أزمة كبيرة نشاهدها بين سيدات القري في محافظة الجيزة!! أما جمهورية عبدالرحيم رئيس جمعية "نساء من أجل التنمية": فترفع شعار "بلاها شبكة" والاكتفاء بدبلتين فقط و"بلاها حجرة أطفال" والتنازل عن الديب فريزر والتكييف وشاشات العرض.. والاكتفاء بغرفة نوم بسيطة وانتريه معقول وترابيزة بدلا من السفرة والنيش وعدم الافراط في شراء المفروشات والملابس والستائر بأسعار باهظة الثمن. أكدت علي انه بدون زواج ستستمر العنوسة وتزداد عاما بعد عام. أضافت انه لابد من توعية الفتيات بهذه الأفكار البسيطة من خلال الاعلام والصحافة.. لأن مصر بتتغير ولابد ان للأفكار العقيمة والمعتقدات الراسخة أن تتغير وان تصبح الفتيات والأسر أكثر واقعية في الوقت الراهن وهذا التغيير سيكون بداية علي الطريق السليم!! مع الفتيات * تقول اعتماد محمود ليسانس آداب: رفضت فكرة الزواج قبل الحصول علي وظيفة وكان العمر قد تقدم وتجاوزت الثلاثين وبالتالي أصبحت فرص الزواج أمامي صعبة.. وأنا مستعدة الآن للزواج حتي من رجل متزوج. * وتتفق معها في الرأي صديقة. ع بالكالوريوس تجارة 31 سنة ان الشباب صغير السن الآن غير قادر علي الزواج.. بينما الرجال المتقدمون في السن لديهم الامكانيات الكافية للزواج من أكثر من واحدة مؤكدة علي انه آن الاوان للبنت المصرية أن تغير الكثير من المفاهيم حتي تتجاوز أزمة العنوسة.