سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«المدن الجديدة.. أرض الإرهاب».. قيادات كبيرة تعيش فيها وعناوينهم معروفة.. تمنح الإرهابيين مزيدا من التدبر والتصوير العملياتي والإعداد للجرائم قبل ارتكابها
هل نقل الإرهاب معركته مع الدولة من سيناء إلى المدن العمرانية الجديدة ؟.. لن تفكر كثيرا قبل أن توافق على هذا الطرح، بعد انتشار العمليات النوعية الإرهابية ضد رموز الدولة المصرية بكل مستوياتها وأركانها في تلك المدن، التي تتميز بطبيعة جغرافية، تخدم الأساليب التكتيكية والعملياتية التي تدرب عليها إرهابيو الجماعات الإسلامية، سواء في صحراء سيناء، أو التضاريس الجبلية في آسيا الوسطى، أو على حرب العصابات في غزة. وما يعزز القبول بتحويل قبلة «دواعش الإسلاميين» ونقل معركتهم التي يرونها صفرية مع الدولة المصرية، من صحاري سيناء إلى المدن الجديدة، تصاعد عمليات الاستهداف الأخيرة من النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز، المقيم في التجمع الأول، لمحاولة اغتيال الشيخ على جمعة، أمام منزله في الشيخ زايد، نهاية باستهداف العميد عادل رجائي، في مدينة العبور. اقرأ: باحث إسلامي: 3000 فتوى تصدر يوميا منها إجازات ب«القتل» وبتتبع فنيات عمليات حركة حسم الإرهابية في أقل من أربعة أشهر، نجد المدن الجديدة القاسم المشترك في العمليات الإرهابية، خاصة أنها تمنح القتلة سياجا طبيعيا يحميهم ويساعدهم على الإفلات والهرب بعد تنفيذ جرائمهم، ما يجعلهم يفضلونها مسرحا دائما للعمليات النوعية الخسيسة. وبحسب مصدر أمني فإن الطبيعة الهادئة للمدن الجديدة تسهم في منح الإرهابيين المزيد من التدبر والتصوير العملياتي -على الطريقة الداعشية- والإعداد المحكم للجرائم قبل ارتكابها، دون أن يكشفهم أحد، فضلا عن سهولة الحركة في الشوارع، قليلة الازدحام نسبيا، وعدم انتشار التضييقات الأمنية من كمائن وغيرها كما هو الحال على كل مفاصل القاهرة. اقرأ أيضا: فرغلي: التكفيريون ليس بينهم أي خلافات إلا في «التربية والتصفية» وما يعزز هذه المخاوف انتقال قيادات كبيرة في الجيش والنظام بكل مؤسساته السيادية، للعيش في المدن الجديدة، بعيدا عن صخب القاهرة، والخطير أن عناوينهم لا تخفى على أتباع الجماعات الإسلامية، الذين انتقلوا هم أيضا للعيش هناك؛ منذ بداية تعمير المدن واكتمالها بالخدمات المعيشية. وكونت هذه الجماعات ما يشبه الخلايا المترابطة هناك، وبات الكشف عن ملابسات أي جريمة إرهابية سلاحا ذي حدين، وخاصة مع انتشار الوسائل التكنولوجية الحديثة والبرامج التي تخفي عمليات التواصل والتتبع والانتشار والرسائل، والتي تجيدها أعضاء الجماعات الإسلامية. تابع: 3 انحرافات للإخوان عن «أدبيات البنا» تهدد بزوال الجماعة للأبد وتزداد مخاوف استهداف المزيد من رموز الدولة، بسبب رغبة الجماعات الإرهابية في إنتاج عمليات نوعية ضخمة في هذا التوقيت، لخلق حالة من الفزع والعنف والتشكيك في نظام الرئيس السيسي، واستغلال ذلك بجانب الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد، لدفع مصر لحالة من الغضب غير المسبوق يصب في إنجاح تظاهرات 11/ 11، والتي تحشد له الإخوان بقوة، ومن خلفها غالبية التيارات الإسلامية المتطرفة. وكانت تقارير أمنية رصدت محاولات من إرهابيي "داعش"، للتخفي والعودة للأراضي المصرية لتنفيذ عمليات انتقامية، بسبب سيطرة الجيش على مخالب التنظيم في سيناء وقطع أطرافه ومحاصرته ومنع الإمدادات عنه، وبالتالي لن يكون هناك مأوى لهم، ولمسرح عملياتهم الإرهابية إلا المدن الجديدة، وخاصة أنهم من المجهولين الذين لم يسبق رصدهم من الأمن، ولا توجد لهم ملفات تسهل التعرف عليهم وتتبعهم. وبحسب مصادر، يشدد الأمن حاليا من قبضته الحديدية على المدن الجديدة، وشمل ذلك مسح كامل وإعادة رسم لخطط تأمين القيادات والرموز المقيمين هناك على كل المستويات، وخاصة المتستهدفين منهم على قوائم الاغتيالات، سواء الذين لم يسبق تتبعهم، أو الذين تتبعتهم الجماعات الإرهابية، وحاولت اغتيالهم وباءت محاولاتهم بالفشل. تابع أيضا: بالأسماء.. «رجال الظل» في جبهات الإخوان المتصارعة وشملت الخطط الأمنية ما هو أبعد من المدن نفسها، حيث تم إعداد خطط استباقية، لقطع الطريق على الجماعات الإرهابية في استغلال العناصر المتوقع استخدامها، سواء من أبناء الجماعات الإسلامية، أو من الطلاب الوافدين من الخارج، وخاصة جامعة الأزهر القريبة من المدن الجديدة جغرافيا، والتي تضم الكثير من طلاب الإخوان. تاريخيا.. يعتبر استهداف القيادات ورجال الدولة في المدن الجديدة جزءًا من أدبيات الإخوان في تنفيذ أهدافها بالعنف، هكذا أكد ثروت الخرباوي، القيادى الإخوانى المنشق، مستدلا بواقعة قتل أحمد الخازندار، القاضي الذي استهدفه الجناح العسكري للإخوان في أولى عمليات التصفيات السياسية التي نفذها أمام منزله في «حلوان» وكانت من المدن الجديدة في ذلك الوقت. ورأى "الخرباوي" أن خطة التصفية يتم وضعها، بشقيها «التنفيذ والهروب» بعد رصد قوة الحراسة الشخصية المكلفة بحماية الشخص المطلوب تصفيته، معتبرا أن تنفيذ أكثر من عملية عبر «الأسلحة الآلية» لا يعني أن هناك جماعات مختلفة عن بعضها تنفذ عمليات التصفية بحق رجال الدولة، مرجعا اختلاف وسيلة التنفيذ لارتفاع فواتير عمليات القتل، فالسيارات المفخخة أعلى تكلفة من الأسلحة الآلية. وكشف "الخرباوي" امتلاك الإخوان بشكل خاص، لجنة تسمى الرصد والتحري، مهمتها تتبع الأماكن التي يتردد عليها الشخص المرصود، وهي توضح بكل دقة مسالك الشوارع ومسارات الهروب، المتوفرة في المدن الجديدة، مثل الرحاب والتجمع و6 أكتوبر والعبور، لتتسلم أمر الضحية بعد ذلك لجنة التنفيذ والهرب بوسائل مساعدة، ومنها اقتراح أداة النقل سواء كانت سيارات تنقل الدراجات النارية بعد التنفيذ، أو نقل القتلة بسيارات أخرى. شاهد: سامح عيد: شهادة البرادعي في صالح الإخوان أمام «المحاكم الدولية» وأكد أن عمليات التنفيذ تكون في الغالب بجوار منازل الضحايا، لسهولة الهرب ولشل حركة تتبعهم، لا سيما أن أهالي وجيران الضحايا سيهرولون بالطبع إلى محاولات إسعافهم في المقام الأول، ما يسهل عملية هروب القتلة وتأمين خروجهم بعيدا عن مكان الحادث.