ضربت محافظة أسيوط، موجة طقس سيئة تبعها هطول أمطار غزيرة يصاحبها عواصف رعدية، تسببت في انقطاع التيار الكهربائي وشلل مروري بعاصمة الصعيد؛ نتيجة تراكم المياه في الشوارع، فضلا عن انهيار أسوار 4 مصانع ومنازل وخسائر في الأرواح. الخسائر التي تعرضت لها المحافظة جراء السيول تسببت في حالة احتقان بين المواطنين، خاصة مع تجاهل المسئولين للمياه المتراكمة في الشوارع دون تدخل يذكر. حرائق سيارات وكشفت السيول المسكوت عنه من سلبيات يغض الطرف عنها المسئولون، ولعل أبرزها تجاهل تغطية أسلاك الكهرباء العارية والاكتفاء بتغطيتها ب«ورق كارتون وبلاستر»، وهو ما لم يصمد أمام الأمطار الغزيرة لعدم استطاعة شركة الكهرباء تحمل أعباء التغطية بالألومنيوم مما أدى إلى تعرض السيارات للماس الكهربائي واحتراق بعضها. ويعد مشهد مصرع فتاة بحي الأربعين تدعى "نجلاء محمد سيد 27 سنة"، أحد أهم المشاهد المؤثرة خلال موجة الطقس السيئ بعدما أصيبت بصعق كهربائي، أثناء مرورها بجانب أحد الأعمدة، كما توفي طفل وأصيب شقيقه بقرية الدوير بصدفا بصعق كهربائي عند ملامستهما أحد الأعمدة التي يظهر أسلاكها عارية. مخرات السيول «عطلانة» رغم تصريحات محافظ أسيوط المتكررة حول الاستعداد التام لمواجهة السيول والأمطار وتجهيز المخرات والسدود لتصريف المياه إلا أن الموجة الشتوية الأولى كشفت عن إهمال المسئولين في التنسيق بين هيئات المحافظة المختلفة لاتخاذ اللازم، وخاصة بين الكهرباء والمحافظة مما أدى إلى تفاقم الأزمة وانسداد الأنفاق بالكامل ووقوع عدد من الحوادث لعدم تشغيل طلمبات المخرات. وتلقت غرفة عمليات المحافظة عدة بلاغات بنشوب حرائق في أماكن مختلفة من المحافظة، ناتجة عن الماس الكهربائي وقت سقوط الأمطار ومصرع عدد من الضحايا فاتخذت قرارها بقطع التيار الكهربائي لأكثر من 3 ساعات غير مبالية أن مخرات السيول تعمل بطلمبات ومواتير لصرف المياه تتطلب تشغيل الكهرباء مما أدى إلى تراكم المياه. بحيرات الأنفاق تحولت أنفاق السيارات في أقل من ساعة إلى ترع وبحيرات لا يمكن المرور من خلالها، وخاصة بنفقي الزهراء والمنفذ اللذين شهدا توقفا تاما في الحركة وغطت المياه جميع السيارات المارة بهما، ولم يتم تصريف المياه منها وذلك لانسدادها وعدم فتح طلمبات المخرات لتصريف المياه. تعويض الضحايا وسادت حالة من الاستياء والغضب الشديدين بين أهالي المحافظة لغياب محافظ أسيوط عن المشهد وانشغاله بمؤتمر الشباب بشرم الشيخ وعدم اتخاذه قرارات جادة في محاسبة المقصرين، وخاصة بعد وقوع ضحايا وخسائر مادية بانهيار عدة منازل بمنفلوط وأبنوب ونفوق عدد من الحيوانات "7 حمير" واحتراق 5 سيارات وتهدم عدد من الأسوار، وخاصة لتجاهل سكرتير عام محافظة أسيوط التصريح بصرف أي تعويضات تخص الضحايا أسوة بالمحافظات الأخرى. سيارات كسح لسحب المياه بعد تضخم أزمة تراكم المياه بأرجاء المحافظة وخاصة في الأنفاق وبجامعة أسيوط التي تحولت لبركة مياه والشوارع الرئيسة التي تحولت لترع وشهدت شللا تاما، ظهرت سلبية جديدة وهي تجاهل المحليات لإرسال ما يكفي من سيارات الكسح لسحب المياه رغم كونها المنوطة بذلك فيما قامت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بإرسال معداتها لمحاولة شفط المياه؛ ولكن عدد السيارات بالنسبة لكميات المياه الضخمة لم تسعفها في سحب المياه حتى هذه اللحظة.
