أهالي صقر قريش يسقطون في فخ "وعود المحافظ السابق".. ونقل الورش إلى مدينة الحرفيين "رابع المستحيلات" "لسانك حصانك".. أمر كان يجب أن يدركه جيدا الدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة السابق، وزير النقل الحالي، عندما أخذه الحماس وأطلق عشرات الوعود لأهالي محافظة القاهرة، بلا خطط حقيقية أو نية في التنفيذ، خاصة أن "السعيد" يعلم –كما يعلم كل من يحصل على منصب تنفيذى- أنه سيأتى اليوم الذي سيرحل فيه، تاركا خلفه "تركة ثقيلة" لمن سيأتى بعده. رغم علم المحافظ السابق، أن الوعود التي قطعها على نفسها، تحتاج ما هو أكبر من الكلمات والتصريحات البراقة، إلا أنه استمر في سياسة "المسكنات" حتى رحل عن منصبه تاركًا الدكتور عاطف عبد الحميد، المحافظ الحالى، يواجه الأزمة وحيدا. من جانبه بدأ المحافظ الحالى يتذمر من تركة المحافظ السابق، وأعلن بذلك صراحة لمقربين منه، مؤكدا أن هناك أزمة ثقة بدأت تزداد بين المحافظ والأهالي بسبب تصريحات «السعيد». المثير في الأمر هنا أن «السعيد» وسط الكم الهائل من الوعود التي قطعها على نفسه لأهالي العاصمة لم يستطع أن ينجز سوى مشروعين فقط وهما إسكان الأسمرات، وهو أكبر مشروع سكنى في تاريخ العاصمة؛ وذلك لأن هذا المشروع تحديدًا كان يحظى باهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي والثانى افتتاح جراج التحرير والذي كان يحظى –هو الآخر- باهتمام المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق، مستشار رئيس الجمهورية الحالى، في حين أصبح موعد افتتاح بقية المشروعات التي تحدث عنها "في علم الغيب". ولعل أبرز هذه المشاريع مشروع تطوير القاهرة الخديوية، والذي يهدف لاستعاده رونق وسط البلد وإحياء روح الخديوية بها مرة أخرى، ورغم افتتاح المرحلة الأولى من المشروع التي تضمنت شارع الألفى وميدان أحمد عرابى، إلا أن المرحلة الثانية لم يتم افتتاحها بعد، والتي تتضمن ميادين (عابدين وطلعت حرب ومحمد فريد، وشوارع الشواربى وسراى الأزبكية وممر بهلر) إضافة إلى تطوير أكثر من 50 مبنى من الطراز المعمارى المميز، كان المقرر افتتاحها خلال شهر رمضان قبل الماضى، غير أن عدم وجود موارد لاستكمال المشروع أصبح عائقا، خاصة أن الموارد تعتمد على اتحاد البنوك والشركات الكبرى بالعقارات التراثية بوسط البلد، ورغم إعلان "السعيد" عن فتح حساب للتبرع للمشروع على غرار حساب "تحيا مصر" إلا أن الأمر لم يجد نفعا. المشروع الثانى هو مدينة الحرفيين المقرر إنشاؤها على طريق الأوتوستراد الأوسط لنقل ورش السمكرة من صقر قريش ومساكن الكندى إليها وذلك بعد أن تعالت استغاثات الأهالي من نقل الورش من مجمعاتهم السكنية نظرًا للإزعاج الذي يتعرضون له، وبعد ثورة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" للأهالي تحت شعار "انقذوا أهالي صقر قريش"، أعلن المحافظ السابق أنه سيتم إنشاء هذه المدينة على مساحة 6 أفدنة ونقل الورش نهاية عام 2015، ليس هذا فحسب لكنه أكد اعتماد 25 مليون جنيه بشكل مبدئى لتهيئة المدينة للورش، إلا أنه وبعد مرور عام ورحيل السعيد، لم يجد الأهالي سوى حملات لغلق هذه الورش التي تفتح مرة أخرى، وتأكدوا أيضًا أن مسألة نقلها أصبحت من رابع المستحيلات. المشروع الثالث هو نقل مغالق الخشب من وسط المدينة مثل الشرابية ودرب سعادة والدرب الأحمر والمناصرة والبغالة بحى السيدة زينب وكذلك مغالق حى البساتين إلى مجمع مغالق وورش صناعة الأخشاب الجديد بالمنطقة الصناعية بالقطامية، وذلك لتلافى أي كوارث قد تحدث بسبب وجود هذه المغالق وسط التجمعات السكنية دون وجود اشتراطات الدفاع المدنى، ورغم أنه كان من المقرر نقلها خلال فبراير الماضى -حسب تأكيدات جلال السعيد- إلا أن المشروع لم يتم الانتهاء منه حتى الآن. وأخيرًا قرار إخلاء مجمع التحرير الذي أعلن عنه «السعيد» قبل رحيله بفترة قصيرة، مؤكدًا أنه سيتم الانتهاء من إخلائه يونيو 2017 وخرج المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة الحالى، ليعترف بأنه من الصعب أن يتم إخلاؤه في الموعد المحدد.