ولي من أولياء الله الصالحين, مسجده قبلة المتصوفين الزاهدين الباحثين عن الحقيقة, يتدارسون علمه , ويتزودون بنور كتبه , إنه العارف بالله سيدى ابراهيم الدسوقى انقطع للعبادة , ووهب حياته لرب العرش العظيم , فأفاء الله عليه بنور اليقين وأنوار الملكوت , وظهرت للعارف بالله كرامات يتحدث بها الركبان , في حلهم وترحالهم . ويعد مسجد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق، بمحافظة كفر الشيخ سابع أكبر مساجد العالم، وقد مر المسجد بمراحل إحلال وتجديد عديدة منذ بداية إنشائه في عام 1277 ميلادية. المسجد به 11 بابا و4 مآذن و3 قباب، كما أن به صالونا لكبار الزوار ومكتبة تحوي العديد من كتب الفقه والحديث والتفسير والسيرة النبوية العطرة ,بالاضافة الي كتب العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي بن أبي المجد المدلجي القرشي المولود في عام 653 هجرية وتوفي عام 696 هجرية، عاش 43 سنة فقط , وينتهي نسبه من جهة أبيه إلي سيدنا الحسين بن علي بن ابي طالب , ومن جهة أمه إلي سيدنا الحسن بن علي, فهو حسيني حسني, ويقال إنه حين ولد كانت ليلة الشك قبل رمضان, وكان في قرية «سنهور»-مركز دسوق- رجل صالح كانت الناس تسأله عن الصيام, فقال لهم : اسألوا فاطمة التي ولدت إبراهيم الدسوقي الليلة, إن امسك عن الرضاعة فجرا يصبح غدا أول شهر رمضان , وان شرب من ثدي أمه بعد الفجر يكون غدا المتمم من شعبان, فسألوا والدته فاطمة بنت أبي الفتح , فقالت لهم إنه لم يرضع بعد الفجر, فولد العارف بالله صائما. ومن كرامات سيدى إبراهيم الدسوقى أنه : توجه بعض تلاميذه إلى ناحية الإسكندرية لحاجة يقضيها لأستاذه , فتشاجر مع رجل من السوقة في شأن حاجة اشتراها منه, فاشتكاه الدسوقى إلى قاضى المدينة ,وكان جباراً ظالماً متكبراً على الفقراء, فلما وقف ذلك الفقير بين يديه أمر بحبسه وأراد ضربه بلا موجب بغضاً في الفقراء, فأرسل الفقير إلى شيخه سيدى إبراهيم يتشفع به في خلاصه, فلما بلغه الخبر كتب إلى القاضى رقعة فيها: سهام الليل صائبة المرامى إذا وترت بأوتار الخشوع يقومها إلى المرمى رجال يطيلون السجود مع الركوع بألسنة تهمهم في دعاء بأجفان تفيض من الدموع إذا وترن ثم رمين سهماً فما يغنى التحصن بالدروع فلما وصلت الرقعة إلى القاضى جمع أصحابه, وقال لهم : انظروا إلى هذه الرقعة التى جاءت من هذا الرجل الذى يدّعى الولاية.. وكان القاضي قد آذى حامل الرقعة بالكلام , واحتقره , ثم زاد في سب كاتب الرقعة الشيخ ابراهيم الدسوقي , ثم أخذ القاضي يقرأها , فلما وصل إلى قوله «إذا وترن ثم رمين سهماً», خرج سهم من الورقة فدخل في صدره وخرج من ظهره فوقع ميتاً . ويكشف المهندس السيد عبد اللاه -عضو الطريقة العزمية, إحدى الطرق الصوفية - أن الاحتفال بمولد العارف بالله سيدى ابراهيم الدسوقى الذى يتم فى شهر رجب ويستمر 3 أيام يقصده كل عام أكثر من 4 ملايين زائر من مختلف محافظات مصر, ومن دول العالم العربى والاسلامى, منها السودان، وليبيا، وتركيا, ليشهدوا منافع لهم, من حلقات علم وفقه , فى هذه الاحتفالية التى تنجذب اليها القلوب والعقول, باعتبار العارف بالله سليل آل بيت النبوة, وما أكثر محبيه لما له من مناقب يعرفها من يقصده, لأن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .. «السيد» لافتا الى أن هناك الاحتفال الأكبر فى شهر أكتوبر من كل عام يستمر لمدة أسبوع , ويشارك فى الليلة الختامية المحافظ والأجهزة الشعبية والتنفيذية وعلماء الأزهر وبعض المقرئين بإذاعة القرآن الكريم، والمنشدين الذين يتغنون بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم طوال أيام الاحتفال بالمولد. ويشير عبد اللاه الى أن مسجد سيدى العارف بالله ابراهيم الدسوقي يعد قبلة للساسة, فقد زاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات وأدى فيه الصلاة عندما نزل بميدانه فى أواخر السبعينيات من القرن الماضي ,كما زاره السفير الأمريكى السابق بالقاهرة فرانسيس ريتشاردوني مع الشيخ حسن الشناوى - شيخ مشايخ الطرق الصوفية السابق- بهدف التعرف على الجوانب الروحانية والثقافة الاسلامية فى الموالد.