عقدت كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر بالقاهرة، مؤتمرا دوليا بعنوان "المرأة ومسيرة التطور التنويرى الواقع والمأمول"، والذي يستمر لمدة يومين، بحضور وفود من 21 دولة حول العالم. بدأ المؤتمر بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للطالبة مريم رشاد بجامعة الأزهر، بحضور الدكتور عباس شومان وكيل المشيخة، والدكتور إبراهيم الهدهد القائم بأعمال رئيس الجامعة، وعددا من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وقال الدكتور إبراهيم الهدهد القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر: إن الإمام الأكبر أحمد الطيب يسعي إلى الآخرين المسلمين وغيرهم في جميع أنحاء العالم ويخاطبهم في عقر ديارهم لتصحيح صورة الإسلام. وأضاف خلال كلمته، أن تاريخ الأزهر ملئ بأضافات المرأة بالفكر منذ نشأته وحتى الآن، مشيرا إلى أن التاريخ الإسلامي أبرز دورها في شتي المجالات كأسماء بنت أبي بكر وأسماء بنت عميس. واستعرض رئيس جامعة الأزهر، دور المرأة على مر العصور في خدمة جميع القضايا وشتي المجالات. من جانبها قالت مدير إدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم الإماراتية الشيخة خلود القاسمي، إن للمرأة دورا عظيما في تحقيق التنمية المنشودة، مشيرة إلى أن العالم العربي اتخذ خطوات لتمكينها من المناصب القيادية. وأضافت خلال كلمتها، أن المرأة الإماراتية حازت اهتمام جميع المسئولين هناك، وأخذت مكانها في شتي المجالات تحت رعاية أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت المبارك. وأوضحت مدير إدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم الإماراتية، أن المرأة في بلادها أصبحت نموذجا لقريناتها في الدول العربية. وأعربت الشيخة خلود القاسمي عن شكرها للأزهر الشريف لحرصه على مراجعة مواد الشريعة الإسلامية التي تدرس بالإمارات. فيما قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن المؤتمر يعالج قضية هامة تحتاج إلى كثير من العمل وتضافر جهود المؤسسات والهيئات المعنية من أجل وضع المرأة المسلمة في مكانها التنويري الصحيح وإبراز مكانتها في المجتمع على الأصعدة كافة. وأضاف خلال كلمته في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور عباس شومان، أن المرأة كانت ولا تزال محل العناية والرعاية في شريعة الإسلام، ونظرة مجردة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - واجتهادات الفقهاء، تُظهر مدى المكانة التي ارتقت إليها المرأة وتبين تبدل حالها من الذِّلة والمهانة في الجاهلية إلى العزة والكرامة في الإسلام. وتابع:"لا نبالغ إذا قلنا إن حالها تحول من النقيض إلى النقيض؛ فقد جعل لها الإسلام حق الحياة بعد أن كانت تُدفن حية بعد أن تسودَّ وجوه من بُشِّروا بها، يقول الله تعالى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)، ويقول عز وجل: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ)". وأشار الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر إلى أن الإسلام جعل للمرأة في ذمة الرجال وعنايتهم من مولدها إلى وفاتها تنتقل من ولاية أبيها إلى زوجها، فإن فقدت زوجها عادت إلى ولاية أبيها أو قريب لها، وإن بلغت من العمر عتيًّا لا تفارق ولاية رجل عليها إكرامًا وليس تضييقًا، وجعلها الإسلام وارثةً نصيبًا مفروضًا بعد أن كانت تورَّث بذاتها وتتنقل بين الرجال انتقال التركات، وأفرد لها الإسلام ذمة مالية مستقلة لم تعرفها في الجاهلية، وجعلها جوهرة مكنونة تُصان وتُحمَى بستر جسدها عن نظر العابثين، وأخبرنا الإسلام أن النساء شقائق الرجال. ومن المقرر، أن يواصل المؤتمر فعالياته غدا الأربعاء لليوم الثانى على التوالى بقاعة الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.