يكفى محافظة الغربية فخرا، أن خرج من أرضها اثنان من أعظم من تلوا القرآن الكريم ترتيلا وتجويدا، على مستوى العالم الإسلامى، هما: الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمود خليل الحصرى، كما أنجبت عددا من أبرز المطربين، مثل: عبده الحامولى ومحمد فوزى وهدى سلطان ومحمد ثروت، ويعتبر الحصرى ومصطفى إسماعيل من النجوم الزاهرة والساطعة فى سماء الإقليم. ولد الشيخ «الحصرى» في قرية شبرا النملة بطنطا في محافظة الغربية، عام 1917, وأتم حفظ القرآن الكريم في الثامنة من عمره قبل الالتحاق بالمعهد الديني بطنطا بعد أربع سنوات. تتلمذ الحصري في الأزهر وتمكن من ضبط الروايات العشر للقرآن ليصبح بعد ذلك قارئا للذكر الحكيم في مسجد قريته، وفى عام 1944، التحق بالإذاعة المصرية، وبثت أول قراءة له في منتصف العام نفسه، واحتفظت بعد ذلك الإذاعة المصرية بالنقل لتلاوة الحصري خلال عشر سنوات. عين «الحصري» شيخا لمقرأة سيدي عبد المتعال بطنطا قبل أن يصبح مؤذنا لمسجد سيدي حمزة عام1948م, ثم بعد ذلك قارئا في المسجد ذاته في 10 أكتوبر من العام نفسه، ثم تم تعيينه بقرار وزاري مشرفا على مقارئ محافظة الغربية. فى عام 1949، تولى الشيخ الحصري قراءة القرآن بمسجد سيدي أحمد البدوي بطنطا قبل أن ينقل إلى مسجد الإمام الحسين بالقاهرة عام 1955. الشيخ محمود خليل الحصري هو أول من سجل القرآن الكريم مرتلا بمختلف رواياته، كما أنه كان أول من سجل المصحف المعلم والمصحف المفسر. عين «الحصرى» رئيسا لاتحاد قراء العالم الإسلامي عام 1968, وقد كان أول من تلا الذكر الحكيم في مجلس الشيوخ الأمريكي (الكونجرس) وهيئة الأممالمتحدة. توفي الحصري عام 1980 عن عمر يناهز 63 سنة. اما الشيخ مصطفى إسماعيل فهو بحق معجزة التلاوة فى مصر والعالم أجمع, فهو صاحب أسلوب متميز وبديع ومدرسة فريدة فى التلاوة, وكان يركب النغمات والمقامات في تلاوته بشكل يفاجئ المستمع ويثير إعجابه، وينتقل بسلاسة من نغمة إلى أخرى، ويعرف قدراته الصوتية بشكل جيد، ويستخدمها في الوقت المناسب. استطاع «مصطفى إسماعيل» بصوته الذهبى أن يمزج بين علم القراءت وأحكام التلاوة وعلم التفسير وعلم المقامات مزجا لم يسبق له مثيل, فكان ينتقل بسامعيه من عالم الدنيا الى عالم تسوده الروحانيات والفيوضات الإلهية، مستغلا ما وهبه الله من قدرة على استحضار حجة القرآن فى صوته وبثها فى أفئدة المستمعين لاستشعار جلال المعنى القرآنى. ويعتبر «مصطفى إسماعيل» ملك المقامات فقد قرأ القرآن بأكثر من 19 مقاما بفروعها, وامتازت قراءته بالتفرد في الأسلوب وشدة التعبير, وهذا الذي جلب اليه المستمعين, فجعلوه أول قارئ يسجل في الإذاعة المصرية دون اختبار. الشيخ مصطفى إسماعيل الذى عاش بين عامى عام 1905 و 1978، من مواليد قرية ميت غزال، مركز السنطة، محافظة الغربية، حفظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من العمر في كتاب القرية والتحق بالمعهد الأحمدي في طنطا ليتم دراسة القرءات وأحكام التلاوة.