سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حمى التعرى" وحرية المرأة.. "سكينة": لا توجد امرأة مصرية تقبل أى وثيقة تتناقض مع مبادئ وقيم دينها.."عبد المجيد": النساء المعيلات بمصر فى ازدياد.."باررنز": آليات السوق وراء تلك النزعة
فيما تتوالى الأنباء عن وقائع التعرى فى دول عربية بمسميات ولافتات احتجاجية بدا أن "العدوى تنتشر" وكأن الاحتجاج لا يكون إلا بالتعرى!. وفى الآونة الأخيرة بدا أن هناك نوعا من الإلحاح على نشر ثقافة التعرى فى دول عربية ومسلمة بصورة تدعو لكثير من التساؤل بقدر ما تعكس الحاجة لإضاءة ثقافية والتأكيد على حقائق حضارية. فقد نشطت منظمات وحركات غربية لما يسمى "بالنساء المتعريات" مثل "حركة فيمن" فى العالم العربى لتأسيس أفرع عربية لهذه الحركات و"التضامن بتعرية الأجساد" مع فتيات عربيات قمن بتعرية انفسهن فى سلوك مرفوض وممجوج ولاينتمى بأى حال للثقافة العربية. وينطوى هذا السلوك المرفوض على نوع من التقليد الأعمى ثقافيا وحضاريا لممارسات قد تكون وليدة ظروف مغايرة فى الغرب وجديد ثقافة التعرى هناك وبما يعبر عن هيمنة اليات السوق والسعى لتسليع المرأة او التستر وراء شعارات جذابة مثل "الجمال الطبيعى" مثلما حدث مؤخرا عندما تعرت عارضة الأزياء الروسية ايرينا شايك صديقة لاعب الكرة البرتغالى الشهير كريستيانو رونالدو بزعم ان صورها العارية ستستخدم لدعم مشروع اجتماعى غير هادف للربح!. ويقول الكاتب والباحث وحيد عبد المجيد ان "النساء المعيلات فى مصر فى ازدياد وتقوم كل منهن بما يعجز عنه اى رجل لأنها تعمل اما وابا فى الوقت نفسه واحيانا فى وجود زوج لايستحق حتى وصف ضل حيطة"!. واعتبر الدكتور وحيد عبد المجيد الهجوم على الوثيقة الختامية للدورة ال57 للجنة المرأة بالأممالمتحدة بشأن العنف ضد المرأة "حلقة فى هجمة شرسة ضد المرأة المصرية وحقوقها الأساسية" فيما ذهب إلى ان هذه الهجمة تستهدف مستقبل مصر اكثر مما تستهدف "اعادة المرأة إلى عصر الحرملك". واعربت الكاتبة سكينة فؤاد عن شعور بالقلق حيال "ماكشفت عنه مجموعة من الدراسات والاستقصاءات الحديثة عن تراجع اوضاع المرأة المصرية إلى الأسوأ بعد ثورة يناير " مضيفة ان "عام 2012شهد علاوة على تزايد فقر المرأة واحساسها تماما بافتقاد الآمان المادى وعدم توافر فرص العمل استمرار العنف ضدها من عنف منزلى وتحرش وتزويج الصغيرات". ولعل مايحدث الآن على صعيد قضايا المرأة المصرية والعربية يعبر ضمن تجلياته عن السؤال المركزى والرئيس:"هل هذا العالم ثقافة واحدة وحضارة واحدة ام عدة ثقافات وحضارات"؟ وعلى الذين يتحمسون لمقولة الثقافة الواحدة والحضارة العالمية الواحدة الا ينسوا او يتناسوا ان ذلك يعنى فى الواقع تحول ثقافتنا وحضارتنا إلى مجرد تابع للمركز الثقافى-الحضارى الغربي. وقالت الكاتبة سكينة فؤاد:"لاتوجد امرأة مصرية تقبل اى وثيقة تتناقض مع مباديء وقيم وحضارة دينها وبلدها " منوهة بأنه لو وجد فى وثيقة الأممالمتحدة للمرأة مواد تتعارض مع ذلك فسنأخذ فقط مايتوافق مع قيم ومباديء المرأة المصرية. ولفتت سكينة فؤاد إلى ان "هذا ماوجدته فى موقف المجلس القومى للمرأة ورئيسته السفيرة المحترمة ميرفت التلاوى" فيما شددت على ان "قيم المرأة المصرية التى حفظتها وحافظت عليها عبر تاريخها الطويل والعميق وايمانيتها وتكوينها حائط صد صلبا لاتستطيه ان تتعداه او تعتدى عليه او تخترقه اى وثيقة ولو كان بها شطط". ويقتضى الانصاف والموضوعية التأكيد على ان اصواتا ثقافية مسموعة ومرموقة فى الغرب ترفضبشدة ثقافة التعرى وهاهو القاص البريطانى جوليان بارنز صاحب جائزة بوكر يقول ان العنصر التجارى او اليات السوق وراء تلك النزعة من التوسع فى الكتابة الحسية وتناول العلاقات الحميمة بتفاصيل مثيرة لتلبية مطالب قراء جائعين هم جمهور ثقافة التعري. وكانت ثلاثية "خمسون لونا" للكاتبة البريطانية اريكا يونج والتى تكتب بالاسم المستعار "ايه.ال.جيمس" قد تصدرت قوائم افضل مبيعات الكتب لأسابيع طويلة خلال العام الماضى واثارت جدلا حول مايسمى "بالكتابة الايروتيكية" ورفض العديد من النقاد الكبار فى الغرب لهذا النوع من الكتابة التى قد يتحمس لها انصار ثقافة التعرى فى العالم العربي!. والتعرى الانسانى من اى نبل او حتى اى قيم دينية قد يتجلى فى حادث الاغتصاب الذى تعرضت له مؤخرا فتاتان مسلمتان من اصل باكستانى وتحملان الجنسية البريطانية فى مدينة بنغازى وهما فى طريقهما مع والدهما إلى قطاع غزة للتضامن مع الفلسطينيين من ابناء القطاع. من هنا اعرب معلقون فى صحف ووسائل إعلام عربية عن الشعور بالعار حيال جريمة الاغتصاب فى وضح النهار لفتاتين مسلمتين "تركتا بيتهما وكل شيء اخر وعرضتا حياتهما للخطر من اجل خدمة قضية اسلامية انسانية والتضامن مع اشقاء مسلمين محاصرين". "هل هناك ماهو انبل من ذلك وهل هذه هى المكافأة"؟ كما تسائل عبد البارى عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربى فيما شهدت تونس ايضا مظاهرات غاضبة احتجاجا على توالى جرائم الاغتصاب فى الآونة الأخيرة ومن بينها جريمة بشعة تعرضت لها طفلة صغيرة مازالت فى الثالثة من عمرها!. وتؤكد الكاتبة سكينة فؤاد على الحقيقة المتمثلة فى ان الاسلام يرفض اى شكل من اشكال العنف ضد المرأة او التحرش بها كما انه لايناهض تعليمها او يسمح باغراقها فى العجز والفشل والفقر والعوز معيدة للأذهان ان النساء المصريات مثلن نقطة ارتكاز اساسية فى ثورة 25 يناير الشعبية "وكن دائما اخطر واقوى اعمدة الدولة المصرية". ومن هنا تدين سكينة فؤاد ماتصفه "بتزايد محاولات إقصاء المرأة وتهميش دورها ومكانتها ورؤى متخلفة عن صحيح الدين والمنزلة التى انزلها لها". إن مصر التى انجبت رجالا مثل سعد زغلول الذى سعى الزعيم الهندى غاندى للتعلم منه ونساء مستعدات للشهادة من اجل الوطن كبيرة برجالها وبنسائها..كما ان الحقيقة التاريخية أشد كثافة وأكثر دهاء وتركيبا من اختزال سطحى لقضايا المرأة فى مجرد جسد!.