سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحول الجامعات إلى سبوبة لكسب الرزق.. عمال يسترزقون من التقديم والامتحانات.. أساتذة يجبرون الطلاب على شراء الكتب.. الدروس الخصوصية وسيلة المعيدين للإنفاق على رسائلهم.. وأصحاب المكتبات «الأكثر حظا»
بعد أن كانت أكبر صرح تعليمى لإخراج باحثين وعلماء، وتهدف بشكل أساسى لمصلحة الطالب المصرى الذي يريد الاستزادة علما وثقافة وخلقا، تحولت إلى مجرد سبوبة لكسب الرزق و"أكل العيش".. إنها الجامعات المصرية التي أصبحت محل استغلال لكثير من الأشخاص بداية من العامل البسيط في الجامعة، مرورا بالمعيدين، والطلاب، وأعضاء هيئة التدريس، ناهيك عن أصحاب المكتبات، ومزورى الشهادات ورسائل الماجيستير والدكتوراه. سبوبة التقديم منذ أول يوم يقدم فيه الطلاب أوراق التحاقهم بالجامعة والكلية التي تم قبولهم فيها، تبدأ سلسلة "السبوبة الجامعية" في التقديم، وفى بعض الأحيان يكون عدد كبير من الطلاب يتوجه لتقديم أوراقه بالكلية في يوم واحد، مما يؤدى لوجود كثافة وازدحام عند مكاتب شئون الطلاب، فيستغل بعض العمال ذلك في التقرب من أولياء الأمور، ويخبرونهم بأنهم يستطيعون أن ينجزوا لهم جميع أوراق التقديم، ويقدموا لهم الأوراق، دون الوقوف أو تحمل مشقة الطوابير وعناء التكدس والازدحام، وبالطبع يكون على ولي الأمر أن يدفع قدرا من المال للعامل، الذي أنجز له ورق نجله، فيعتبر العمال ذلك اليوم موسما لهم في كسب بعض النقود الإضافية. سبوبة الكتب الجامعية يستغل بعض الأساتذة الكتب التي يؤلفونها في تحقيق مكاسب إضافية لهم على حساب الطالب، فالبعض منهم يجبر الطلاب على شراء الكتب حتى لو لن تفيده في منهجه الدراسي الجامعى، أو يأتى منها جزء ضئيل جدا في امتحان الفصل الدراسي، ويضع بعض الأساتذة ما يسمى "شيت" في نهاية كل كتاب يملؤه الطالب ويضع عليه اسمه ويسلمه للأستاذ، لإثبات أن الطالب قد اشترى الكتاب بالفعل، ولم يقم بتصويره أو استلافه من أحد زملائه، والبعض الآخر من الأساتذة يوصى المكتبة التي تبيع له كتابه بتسجيل اسم كل من يأتى لشراء الكتاب. سبوبة مكتبات بين السرايات انتشرت مكتبات بين السرايات على الجهة المقابلة من جامعة القاهرة، والتي اتخذت من الجامعة سبوبة لكسب الرزق منها، عن طريق إعداد الملخصات والملازم، وبيعها للطلاب بأسعار معينة يتفق عليها مجموعة المكتبات الموجودة، بالإضافة إلى تواجد ماكينات التصوير، والطباعة، والتي يتوافد عليها مئات الطلاب يوميا، نظرا لارتفاع أسعار تصوير الأوراق بالمكتبات الموجودة بالحرم الجامعى، وانخفاضها في بين السرايات، وبخلاف أيضا بيع الأدوات المكتبية والمستلزمات الخاصة بالكليات وغيرها. سبوبة الدروس الخصوصية يستفيد من سبوبة الدروس الخصوصية بالجامعة أكثر من طرف، فيمكن أن يكون المستفيد الأول من ذلك هو الطالب نفسه على حساب ولي أمره، فقد يحقق بعض الطلاب لأنفسهم بعض الأموال الإضافية من آبائهم، بحجة أخذ دروس خصوصية، والطرف الثانى المستفيد من تلك السبوبة هم بعض المعيدين بالكليات الذين يلجئون لإعطاء الدروس الخصوصية لينفقون على رسائلهم العلمية، ومعيشتهم، هذا بخلاص أصحاب المكتبات الذين يفتحون مراكز للدروس الخصوصية ببين السرايات لتحقيق استفادة أكبر. سبوبة الامتحانات لعمال الجامعة أيضا نصيب آخر في سبوبة الامتحانات، وخاصة آخر يوم امتحانات في الكليات المختلفة، فمبجرد انتهاء الطالب من أداء امتحانهم، يخرجون من اللجان ليجدوا عددا من العمال يعترضون طريقهم، بحجة أخذ "حلاوة" آخر يوم في الامتحانات. سبوبة الشهادات المضروبة فأصبح هناك سبوبة للشهادة التي يحصل عليها الطالب بعد تخرجه، وبيزنس للشهادات المزيفة، وأصبح هناك أيضا إمبراطوريات لتزوير و"ضرب" الشهادات الجامعية، فالشهادات المضروبة وسيلة ليتحول عاطل أو جاهل إلى دكتور أو مهندس أو محاسب على حسب رغبته ونقوده أيضا، فقط يدفع مبلغ يصل إلى نحو 20 ألف جنيه ويحصل على الشهادة التي يريدها، لتغير مجرى حياته بالكامل.