استكمالا لما بدأته «فيتو» من مرافقة الفرق المشاركة بمهرجان سماع الدولي للإنشاد والموسيقى الروحية، تتواجد الآن في إحدى الباصات الناقلة لثلاث من أهم الفرق المشاركة بالمهرجان وهم الهند وسيريلانكا فضلا عن دولة الكويت، لتتكون صورة أخرى من صور التكامل الثقافي والفني والتواصل الفكري عبر الموسيقي، فداخل هذا الباص ستظهر جلية هذه الصورة منذ مغادرة عناصر الفرق للفندق في منطقة الدقي وحتى وصولهم إلى القلعة، في رحلة استغرقت 30 دقيقة. لا صوت يعلو فوق صوت الموسيقي والفن، فحتى همهمات اللغات المختلفة لا وجود لها، فلغة الحديث والتواصل الوحيدة تكمن في لحن عذب كأنما اتفقوا عليه مسبقا في ليال عدة جمعت بينهم البروفات والتكتيكات الفنية المنضبطة، لاسيما الوضع داخل رحلتنا القصيرة هذه يختلف تماما عن أي شئ تحكمه قيود وحدود قد تعيق حركته، فالضابط الوحيد لفنهم هو لا ضابط. «هدوء حذر» يقف المسئول عن ركوب الفرق المشاركة بالمهرجان وينادي بأسماء الدول الثلاث، كل منهم يحمل لواء بلده، في دقائق معدودة يكتمل عقد الفرق داخل الباص لنقلهم للقلعة، لنبدأ بالتحرك وسط جو من الدهوء الحذر الذي ربما ينذر بعاصفة فنية جارفة لا تحمل في طياتها سوي سلام وحب وأخوة بين ثقافات مختلفة قد تجمعت هنا على أرض الديانات السماوية، تاركة كل ما يمكن أن يعكر صفوها خارج حدود هذه البلد، فالليلة ترفع شعار المحبة ولا شيء سواها. شاهد أيضا..بالصور.. «فيتو» ترافق فرق مهرجان سماع بمحل إقامتهم في القاهرة. «ألوان وملابس» كل بحسب ثقافته وتاريخه يلبس ما يروق له ويعبر عنه وعن بلده ممثلة فيه، فالملابس متعددة الألوان والتفاصيل المعبرة والواصفة لثقافة بلادهم،وجاءت فرقة الهند ممثلة في 5 أفراد بين سن الشباب والكبار، كل منهم على آلة موسيقية مختلفة لكنها متكاملة فيما بينها تحمل تاريخ هذا البلد الكبير وتطلعاته، فيما تحلى أعضاء فرقة الكويت بلبسهم المعتاد كالجلباب والعقال،وأما فرقة سريلانكا فبملابس بسيطة لا يخرج عن قميص طويل أسود اللون أعلى بنطال غامق. «جلوس متداخل» لم يعبأ أعضاء الفرق الثلاث بالجلوس في أماكن بعينها أو حتى مجتمعين كل فرقة على حدة، وانما ما حدث كان اشبه بقطعة فنية تتناثر مكوناتها داخل حدودها المنضبطة لتجد أحد أعضاء فرقة سريلانكا يجلس مع آخر هندي، في مشهد يتكرر من أول الباص وحتى آخره، وكأنهم أرادوا أن يزيلوا كل جبال الجليد فيما بينهم. «غناء وبهجة» وبعد دقائق من التحرك نحو الحدث الفني، انطلقت أولى أهازيج الإنشاد من صوت سريلانكي منفرد حتى جاءت بعده أصوات أخرى واحد تلو الآخر ليجد أول خيوط المتعة، ومن ثم أرادت الفرقة الهندية أن تثبت نفسها أمام جارتها المقربة، فبدأ أكبر أعضاء الفرقة عمرا بإطلاق أول صيحاته وتابعه أعضاء فرقته لينتبه الجميع لما يدور بين جنبات الباص، حتى أفاق الكويتيون من راحتهم واستعانوا بقفشات من الأفلام والمسرحيات المصرية ليرسموا البهجة على وجوه الحاضرين حتى على من لا تربطهم بهم أي لغة.