وسط الاحتفالات.. والطقوس الدينية المسيحية يبرز عيد الختان، وهو احتفال سنوى يوافق يوم 6 طوبة من كل عام قبطى،وهو عيد له طابع خاص، ينتمى إلى الأعياد السيدية الصغيرة، ويرتبط بختان السيد المسيح بالجسد في لحم الغرلة,حسب الوصية المقدسة التي وردت فى الإنجيل (تك 17: 9 – 14), وفيه : «هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك، يختن منكم كل ذكر، فتختنون في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني وبينكم, ابن ثمانية أيام ,يختن كل ذكر في أجيالكم.. فيكون عهدي في لحمكم عهدًا أبديًا.. وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها ,إنه قد نكث عهدي». وتشير تفاسير الكتاب المقدس إلى أن النص السابق كان وصية من الله إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهى توضح أهمية الختان كطقس مسيحى يميزهم عن بقية الناس في العالم،ووفقا للوصية السابقة,فعدم الختان يكون للشخص الأغلف، وهو شخص مقطوع من الشعب،لأنه نكث عهد الرب.. والختان فى المسيحية طقس خاص بالذكور فقط دون الاناث, ولا يوجد في الوصايا ما يخص ختان المرأة، ويذهب علماء اللاهوت إلى أن ختان المرأة خطية روحيًة ,وتبريرهم أنه يفرض العفة علي المرأة بدون إرادتها، والله - فى الديانة المسيحية- لا يرغم أحدا علي اقتناء أية فضيلة. ويكون الختان للذكر فى اليوم الثامن من ميلاده، ولرقم 8 تفسير مسيحى يقول:إن الأسبوع 7 أيام، وأن اليوم الثامن هو يوم ميلاد الحياة الجديدة، ويذهب علماء الدين المسيحى إلى أن الرب قام فى اليوم الثامن للخلق، وهو يوم الأحد،وحلول الروح القدس كان في اليوم الخمسين في بداية الأسبوع الثامن للقيامة، وخلاص نوح ومن معه,الذين كانوا ثمانية أنفس، ونوح نفسه هو الثامن «من آدم». ويؤكد آباء الكنيسة أن ختان السيد المسيح لم يكن لاحتياجه الشخصى,ولكن لمؤازرة البشر فى تحقيق معانى الختان الروحى القلبى الجديد للحياة الجديدة، لأنه هو رأس الكنيسة التى سيسلمها للآب السماوى فى الأبدية، لذلك يقول (أفسس) :»ويخضع للذى خضع له الكل». ويربط القديس كيرلس الكبير- الملقب بعمود الدينيين – بين الختان والمعمودية، ويرى أن الختان الروحي يتم الآن في المعمودية, وهذا ما أكده القديس بولس الرسول بقول: « وبه أيضاً ختنتم ختاناً غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح مدفونين معه في المعمودية « (كو 2: 11، 12) والمدة من عيد الميلاد إلي عيد الختان ( من 29 كهيك علي 6 طوبة) تؤدي فيها الصلوات بالطقس «الفرايحي», وتقام القداسات بعد مزامير الساعة الثالثة والسادسة، مع صوم الأربعاء والجمعة في هذه المدة ينتهي بعد القداس مباشرة,ويكتفي فيها بالاطعمة الخالية من الدسم الحيواني دون انقطاع طويل,لأنها أيام فرح. وقد ورد في كتاب «ترتيب البيعة» المخطوط في طقس عن الختان قداس العيد,يبدأ بحمل البشارة والصليب والدوران حول المذبح كما يلي: بعد قراءة إنجيل القداس قبطياً وعربياً,يلف الانجيل المقدس في ستر حرير,ويحمله الكاهن كمثل ما حمل سمعان الكاهن المخلص علي يديه, ثم يطوف موكب الكهنة والشمامسة أرجاء الهيكل والكنيسة وهم يرددون لحن «جليل الأمم»,وبعدها يقف الكاهن أمام باب الهيكل ويسجد كل واحد ويتبارك من الانجيل المقدس.