يسمي اليوم "الأحد السادس من الصوم المقدس" بأحد التناصير لأن الكنيسة الأولي اعتادت فيه أن تمنح جماعة الموعوظين سر المعمودية المقدسة قبل عيد القيامة. واختارت الكنيسة لهذا اليوم فصلاً من إنجيل معلمنا يوحنا البشير وهو الإصحاح التاسع بأكمله الذي يروي معجزة شفاء المولود أعمي والسبب في اختيار هذا الفصل أنه يصف حالة المعتمد قبل نوال سر المعمودي وبعده. فمن يتقدم للمعمودية يعتبر مولودا أعمي بالخطية الأصلية وبنعمة المسيح يغتسل في جرن المعمودية (الذي يشير إلي بركة سلوام) فيخرج منها وقد تطهر من خطاياه وانفتحت عيون قلبه ونال بصيرة روحية يعاين بها أمجاد الحياة في المسيح علي الأرض وأمجاد الملكوت بعد أن يكمل جهاده علي الأرض. وينقسم طقس أي نظام المعمودية إلي أربعة أقسام كبار هي: تحليل المرأة وجحد الشيطان وقداس المعمودية والعماد وتسريح الماء. فأول إجراء يقوم به الكاهن هو صلاة تحليل المرأة وهو بمثابة إذن لها بدخول الكنيسة والتناول من الأسرار المقدسة بعد فترة الولادة والنفاس ولكنه لا يحل محل سر التوبة والاعتراف فعلي السيدة أن تجلس مع أب اعترافها وتعترف له بخطاياها. وفي حالة المولوده ذكر بعد أربعين يوماً من ولادتها تأتي الأم إلي الكنيسة بمولودها تطلب من الأب الكاهن أن يقوم بعماده بعد أن تكون قد قضت أيام نفاسها. وتعافت من تعب الولادة أما في حالة المولودةأنثي: تأتي الأم إلي الكنيسة مع طفلتها بعد ثمانين يوماً من تاريخ الولادة وذلك لعماد الطفلة. وهذه الثمانون يوماً للطفلة الأنثي والأربعون يوماً للطفل الذكر مأخوذة من سفر اللاويين الإصحاح الثاني عشر وحتي أن كنا لا نعرف تفسيراً لهذا الفرق في ضوء العهد الجديد لكن يجب إطاعة هذه الوصية. ويقام نفس طقس تحليل المرأة إذا ولدت ذكراً يقام للسيدة التي أجهدت "أسقطت" بدون ارادتها نتيجة حادث أو غيره أما الإجهاض الإرادي فهو خطية لأنه قتل نفس ويستلزم قانون توبة أولاً. وتخلع الأم ملابس الطفل ثم تحمله علي يدها اليسري وتنظر إلي الغرب وترفع يدها اليمني وتردد وراء الأب الكاهن عبارات جحد الشيطان. أجحدك أيها الشيطان وكل أعمالك النجسة وكل جنودك الشريرة وكل شياطينك الرديئة وكل قوتك وكل عبادتك المرذولة وكل حيلك الرديئة والمضلة وكل جيشك وكل سلطانك وكل بقية نفاقك أجحد. أجحدك. أجحدك. ثم تنظر الأم إلي ناحية الشرق وطفلها في يده اليسري ويدها اليمني مرفوعة إلي أعلي وتردد خلف الكاهن الاعتراف وقانون الإيمان ثم يسألها ثلاث مرات قائلاً: هل أمنت علي هذا الطفل؟ فتجاوبه ثلاث مرات: أمنت. حينما يتجه المعمد أو الأشبين إلي الشرق يرفع يده اليمني ويردد عهد الارتباط بالمسيح فهو يصلي طالباً المعونة من الله ليكمل هذا العهد المقدس. ثم يأخذ الكاهن الزيت المقدس الغاليلاون ويدهن به المتقدم للعماد في قلبه "صدره" وظهره وذراعيه بعلامات الصليب قائلاً: أدهنك "يا فلان" بدهن الفرح مضاداً لكل أفعال المضاد لتغرس في شجرة الزيتون اللذيذة الدسمة في كنيسة الله الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية آمين. ثالثاً: تقديس ماء المعمودية يسمي قداس المعمودية ويسير علي نمط القداس فيشمل صلاة الشكر وقراءات الإنجيل ثم الأواشي ثم صلوات تقديس الماء. بعد ذلك يمسك الكاهن الطفل بيديه من تحت إبطيه ووجه الطفل إلي الغرب. ينزله إلي الماء بهدوء رويداً حتي لا يصاب الطفل بالخوف والفزع إلي أن يغطسه في الماء تماماً وهو يقول أعمدك "يا فلان" باسم الأب: وهذه الغطسة الأولي ثم يصعده من الماء وينفخ في وجهة. ثم يغطسه ثانية وهو يقول والابن: وهذه هي الغطسة الثانية ثم يصعده من الماء وينفخ في وجهه. ثم يغطسه ثالثة حتي يغمره كله في الماء وهو يقول والروح القدس: وهذه هي الغطسة الثالثة ثم يصعده من الماء وينفخ في وجهه مرة ثالثة. يسلم الكاهن الطفل إلي أمه من الناحية اليمني وتكون واقفة علي يمين الكاهن ممسكة بفوطة كبيرة نظيفة لتستقبل فيها الطفل وتقوم بتنشيف جسده من الماء استعداداً لدهنه بالميرون.. واليوم الأحد يتم تعميد آلاف الأطفال بالكنائس منذ الصباح الباكر.