سادت حالة من الجدل بين علماء الدين، حول جواز التضحية بالطيور في عيد الأضحى، لغير القادرين على التضحية بالإبل أو الكباش أوالأغنام، فاتجه فريق إلى التأكيد على جواز ذلك مستشهدًا بأحاديث شريفة، بينما رفض فريق آخر الفكرة، معتبرها «ليس من الدين في شىء». جواز الأضحية بالديك أجاز سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، التضحية بالطيور، قائلًا: "بعض صحابة رسول الله والفقهاء أجازوا التضحية بالطيور في عيد الأضحى المبارك"، مستشهدًا بأقوال وصفها بالصحيحة لمؤذن النبي محمد، بلال بن رباح، والصحابي عبد الله بن عباس. أضاف الهلالي، خلال مداحلة هاتفية مع الإعلامي سعيد حساسين، في برنامج «انفراد»، المذاع على قناة «العاصمة»: «بلال بن رباح قال: لا أبالي بأن أضحي بديك»، مستكملًا: «عبد الله ابن عباس أعطى مولاه درهيان، ليشتري بهم لحوم، وقال له: قل لما يلقاك في الطريق، هذه أضحية بن عباس». شعيرة وليست صدقة ومن جانبه، قال رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، الشيخ عبد الحميد الأطرش: إنه يجوز للفقراء التضحية بالطيور لأنها ليست صدقة، وإنما هي شعيرة، مشيرًا إلى أن الأضحية بالطيور، هي فسحة للفقير، الذي لا يقدر على "الأضحية"، مؤكدا أن الأضحية، سنة مؤكدة على القادرين. وأضاف الأطرش خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إنجي أنور، في برنامج "البيت بيتك" على TEN الفضائية، أن الأضحية تجوز بالبقر والجاموس والماعز والإبل، ولا مانع أن يضحي المسلم الفقير بالديك أو نحوه، مستدلا بقول الصحابي الجليل بلال بن رباح، مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا أبالي إن ضحيت بديك، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قوله قائلًا: "مؤذن ضحى بمؤذن" تعليقا على مقولة الصحابي بلال بن رباح، ووجه الأطرش حديثه للمعترضين قائلا: "اقرأوا الدين قبل أن تعترضوا". ذوات الأربع وعلى النقيض، أوضح الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، في برنامجه "المسلمون يتساءلون" على قناة المحور الفضائية، الحكمة من الأضحية وشروطها وأنواعها، مستشهدًا بوصية النبي بأن تكون الأضحية أو العقيقة من بهائم الأنعام الأربع، وهى الإبل والبقر والضأن والماعز، مؤكدًا أن قول الأضحية تجوز بالطيور كالبطة والديك «كلام ليس من العلم». حرمان من اللحوم أما رأى محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، فجاء مشابهًا لوكيل الأوقاف الأسبق، حيث قال في تصريح صحفي: إن الحديث حول جواز ذبح الطيور كأضحية من الفقير لم يرد في آية من القرآن أو الحديث النبوى، موضحًا أن الإسلام حدد أصناف الحيوانات مثل البقر والغنم والماشية كى يستطيع الأغنياء توزيع اللحوم على الفقراء. وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، في تصريحات صحفية، أن إجازة الفقراء ذبح الطيور يحرمهم من الحصول على اللحوم من الأغنياء، كما حددها الإسلام، وأنه ليس من الحكمة الحديث حول إجازة ذبح الطيور للفقراء لأن الإسلام طالب الأغنياء بذبح الأضاحى للتوزيع على الفقراء.