سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور.. «وحدوه.. أسرار طقوس الدفن عند اليهود».. غسل الميت وإقامة صلاة «قاديش».. ختان الرضع المتوفين قبل وضعهم في باطن الأرض.. المقابر درجات اجتماعية.. لا يجوز دفن جثة بجوار عظام أخرى
تشغل مراسم الدفن حيزًا كبيرًا في العقيدة اليهودية، كما تُعد المقبرة في الفكر اليهودي مكانًا مقدسًا يُدفن فيه الموتى وفق مراتبهم في المجتمع، ورمزية المكانة الاجتماعية التي يحتلها كل واحد. 1- غسل الميت وتبدأ مراسم وطقوس الدفن باليهودية بأمور مشابهة للإسلام وذلك عن طريق الغسل، إذ يقومون بغسل موتاهم بأسرع وقت ممكن، ثم يقومون بدفنهم في احتفال يجب أن يتسم بالبساطة بعد أن تتلى صلاة تسمي "القاديش". 2- صلاة الحداد صلاة الحداد أو القاديش.. و«قاديش» كلمة آرامية تعني "مقدس".. و"القاديش" نوع من أشهر التسابيح الدينية اليهودية المكتوبة بالآرامية، وأصله قديم، فقد عرف منذ عهد الهيكل الثاني، إذ كان يُتلى قبل وبعد الصلاة أو قبل وبعد قراءة التوراة، إلا أنه لم يكتسب صيغته الحالية إلا في القرنين الثامن والتاسع الميلاديين. وحينما يُتلى "القاديش" كصلاة حداد على أرواح الموتى، فإن ابن الميت هو الذي يقوم بالتلاوة إذا لم يكن هناك ابن، فذَكر رشيد من الأسرة، أو أي يهودي متطوع. 3- حفرة الهاوية وتُعرف حفرة القبر ب"شؤول"، التي من معانيها "الهاوية" و"مكان السؤال"، ويصف أحد الحاخامات أن المقبرة أكثر قداسة من المعبد اليهودي، أي أن المكان الذي يُدفن فيه اليهودي أكثر قداسة من المكان الذي يعبد فيه الإله، وهنا يكمن سر الاهتمام المبالغ فيه من جانب الكيان الصهيوني بجثث الجنود القتلى الإسرائيليين. 4- قبور عائلية الاهتمام بجسد الميت وقبره لهما دخل كبير في تحديد مصير الروح أينما كانت، يدل على ذلك حرص الآباء الأوائل على اقتناء قبور عائلية، فهذا إبراهيم عليه السلام يشتري قبرًا للعائلة (مغارة المكفيلة بمسجد الخليل بفلسطين)، ويعقوب يطلب نقله من مصر ودفنه مع أجداده، ويوسف الذي حُنِّط جسده ونُقلت عظامه من مصر بحسب وصيته، باعتبار أولئك الأنبياء آباء اليهود. من هنا جاء حرص السلف والخلف على الدفن في قبور عائلية، يُفضل أن تكون داخل الأراضي المحتلة، ولتأكيد وصايا الآباء بالدفن في فلسطين ربط المشرع اليهودي ذلك بوصايا شرعية تتضمن أن الأراضي الخارجة عن حدود فلسطينالمحتلة "إسرائيل" تُعد نجسة، وقد تسبب المتاعب لروح الميت وعدم استقرارها. 5- الختان قبل الدفن ويزور اليهود المقابر في الأعياد ليقيموا الصلوات أمام قبور الموتى حتى يتشفعوا لهم عند الإله، والمقابر أنواع، منها ما يخص الأغنياء وأخرى للصدِّيقين، كما توجد مقابر خاصة بالأطفال الصغار الذين يموتون وهم أجنَّة في بطون أمهاتهم أو في أثناء الولادة أو بعدها في أثناء العمليات الجراحية مثلًا وغير ذلك، وتهتم بهم شركات خاصة، ويرجع السبب في ذلك إلى ضرورة ختن الذكور منهم قبل الدفن. 6- صلاة التسليم تُقرأ بعد الدفن دعوات هي بمنزلة "صلاة" لتقبل القضاء تسمى «صِدوق هدين» أو التسليم به، وأحيانًا تكون القراءة قبل الدفن، ويرتبط ذلك بالأماكن. ولا تقرأ تلك الدعوات إذا دفن الميت بعد منتصف الليل من يوم السبت، ولا على الموتى من الأطفال دون الثلاثين يومًا من العمر. وعقب الانتهاء من الصلاة على الميت، وفي طريق العودة من المقابر، يتناول العائدون حفنات من التراب والعشب ويلقون بهما خلف ظهورهم ويقولون: «تذكر أننا من تراب»، أما العشب فهو رمز لإحياء الموتى، ثم تغسل الأيدي بالماء. 6- عظام الميت ولا يدفن ميتان إلى جوار بعضهما في قبر واحد، ولا ميت إلى جوار عظام ميت آخر، ولا توضع عظام ميت إلى جوار عظام ميت آخر. ويجوز دفن الرجل مع ابنته الصغيرة. والمرأة مع ابنها الصغير. والقاعدة في ذلك أن كل من يحل نومه مع الشخص حال حياته يحل دفنه معه. ويوضع الميت في تابوت خشبي تترك فتحة مناسبة في أرضيته ليكون جسد الميت ملامسًا لتراب الأرض، يوضع الميت ظهره جهة الأرض ووجهه لأعلى، ويغطى التابوت بلوح، ولا يهال التراب على جسد الميت؛ لأن في ذلك إهانة له. ومن المعتاد حرق البخور ساعة الدفن، خاصة عند دفن الملوك، وعلية القوم. وهناك - حديثًا - مقابر خاصة بالأغنياء. وهناك طقوس تختلف باختلاف البلدان الذي عاش فيها اليهود، فمثلًا في ليبيا كانوا في حال أن أرملة الميت كانت حبلى فإنهم يرفعون النعش وتمر الأرملة تحته حتى تبين أن الميت هو أبو الجنين الذي تحمله. ولاشك أن كثيرًا من هذه العادات والطقوس مستمد من التقاليد الحضارية للشعوب التي عاش بينها أعضاء الجماعات اليهودية، وهو الأمر الذي يفسر اختلاف عادات الدفن بين يهود أوروبا، مثلًا، ويهود البلاد العربية أو أفريقيا.