تعد طقوس الدفن جانبا مهما لدى اليهود، ولها أشكال مختلفة على حسب الجماعة اليهودية ومكانها التي تقيم فيه، من منطلق أن اليهود ينتشرون على هيئة جماعات في أنحاء العالم، قبل أن يزرعون "شوكة" الشرق الأوسط، "إسرائيل"، ويتوافدون عليها، ومن الصهاينة من يظل بمكانه يعمل على مصلحة صهاينة إسرائيل الموجودين داخل الكيان الصهيوني، فكان من الطبيعي اختلاف أشكال الدفن على حسب كل جماعة، والبيئة المحيطة بها، والحضارة التي يعايشونها، وهناك أساسيات يتبعها كل اليهود في طقوس دفنهم، وهناك من الطقوس ما يختلفون فيها مابين يهود الشرق "السفارديم"، ويهود الغرب "الأشكينازيم". يتسم الدفن اليهودي بالبساطة في طقوسه، فمن الأساسيات "غسل الموتى"، وهو ما يقومون به سريعا بعد الوفاة، لكن يختلف يهود الشرق عن الغرب في استخدام التوابيت، حيث يستخدم يهود الغرب توابيت يضعون فيها الموتى، أما يهود الشرق فيُدفنون في الأرض شأنهم شأن المسلمين، ويعود ذلك من تأثير المكان والمحيط عليهم، ولكن يحل محل "الكَفَن" عند المسلمين شال "الطاليت" عند اليهود، إذا توفى اليهودي وفاة طبيعية، أما إذا قتل، فيتم لف شاله بملابسه الملطخة بالدماء وفيه أي جزء من أعضائه تم قطعه. أما إذا كان الميت طفلًا، فيتمسك اليهود بختانه قبل الدفن، إذا لم يتم ختاه في حياته، وإذا كانت أرملة المتوفى تحمل منه، فلابد أن تمر من تحت التابوت، لإثبات أن الطفل الذي تحمله هو ابن المتوفي. وترجع أهمية الجثامين عند الإسرائيليين الزائدة جدًا، إلى تصريح أحد الحاخامت اليهود، بأن المقبرة أكثر قدسية من المعبد اليهودي، ولذلك تتمسك إسرائيل برفات، أو جثامين موتاهم خارج الكيان، كما أن هناك اعتقادا أن زيارة المقابر وإقامة الصلوات بها تعد شفاعة لهم عند الإله، كما للدفن في الأرض المقدسة دلالة خاصة، لأنه أخ مكانه في أرض الميعاد أو أرض إسرائيل الكاملة، ما جعل المقابر في إسرائيل باهظة الثمن، بسبب توافد اليهود من جميع أنحاء العالم لشراء المقابل في إسرائيل حتى يدفنون فيها. يقول عمرو زكريا الباحث في الشأن الإسرائيلي، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، إن كلمة "قاديش" كلمة آرامية، وهي أحد انواع التسابيح اليهودية، والتي يتم تلاوتها من قبل أقارب الميت عند الدفن، وهو أربعة أنواع، الأول "نصف قاديش" قبل وبعد أجزاء معينى من الصلاة، والقاديش الكامل، ويكون في ختام الصلاة اليهودية، والحاخامي، ويكون بعد الانتهاء من الدروس الدينية، أما الرابع فهو قاديش الحداد للميت، وهي عبارة عن تمجيد لاسم الإله أملًا في سرعة ميج "الماشيح". ويقوم بتلاوة "قاديش الحداد" الابن الأكبر للميت، وإذا لم يكن له ابن ذكر، فأي رشيد من الأسرة، وبعدها أي متطوع، حيث يستمر ترتيله 11 شهرًا ويوم واحد بدءا من يوم الوفاة، من منطلق إيمانهم بأن عقاب اليهود الآثمين يستمر عاما كاملًا في جهنم. ويقول الدكتور خالد سعيد الخبير في الشأن الإسرائيلي، ل"الوطن"، إن دفن اليهود في الأراضي المقدسة، نوع من أنواع التقديس الديني للرفات، بدعوى أنهم شعب الله المختار. أما عن طلب نتنياهو بشأن دفن يهود فرنسا في أرض فلسطينالمحتلة، فيقول سعيد إنه "نوع من أنواع الابتزاز السياسي، لأن حادثة شارلي إيبدو أخذت أكبر من حجمها دوليًا"، مؤكدًا "هذا ليس ادعاء دينيا".