في مجلة «المصور» عام 1948 كتب فكرى أباظة مقالا قال فيه: عرفت الإسكندرية لأول مرة عام 1911 عندما رفض طلب التحاقى بمدرسة السعيدية الثانوية بسبب عدم وجود شهادة ميلاد. لم يقيد عمدة الناحية اسمى في دفتر المواليد حين ولدت لكى لا أدفع العشرين جنيها بدل الإعفاء من الجهادية حين أبلغ سن التجنيد. ذهبت لعمى الصحفى السياسي إسماعيل أباظة باشا لكى يعرض الموضوع على المرحوم سعد باشا زغلول وزير المعارف يومئذ، وكانت الحكومة تصطاف في الإسكندرية في "بوكلى". جرنى عمى من يدى ودخلنا على الزعيم الكبير فأمر فورا بإلحاقى بالمدرسة رغم سقوط القيد، وها أنذا أسجل فضلا لسعد زغلول على حاضرى ومستقبلى وكان جزاؤه منى أنى عارضته في حياتى السياسية والنيابية أعنف معارضة. ومن يومها أصبحت من زبائن بلاجات الإسكندرية الجميلة لكن فلوسى كانت شحيحة نادرة فكنت أعيش في شواطئها عيشة الكادحين المحرومين إلى أن تفد إلى فلوس الشهر فاعتدت أن أستأجر فيها فيلا أو شققا من سنة 1925 إلى هذا الحين، وأقمت في مختلف بلاجات الإسكندرية قصص غرامى وهيامى. ومصيف الإسكندرية له طابعه الخاص والفريد وهو توليد الحب بين المصطافين والمصطافات وخطبت بفتح الخاء، وخطبت بضم الخاء أكثر من مرة. ولو أن الله سبحانه وتعالى شاء لى التوفيق لتزوجت وأنجبت بنينا وبنات، من يدرى ماذا كانوا اليوم وماذا يصبحون ويمسون في سنة 1956.