4 كليات بجامعة القاهرة تشعل غضب الطلاب بسبب النتائج.. حقوق ودار علوم تشككان في دقة التصحيح.. أستاذة بسياسة واقتصاد تتهم الإدارة بإجبارها على تخفيض الدرجات.. ورئيس اتحاد تجارة يطالب برفع دعاوى قضائية

بعد ظهور نتائج الطلاب في كليات جامعة القاهرة والجامعات الأخرى بالجمهورية، سادت حالة من الغضب بين الطلاب بسبب تدني الدرجات ورسوب عدد كبير منهم في عدد من المواد.
أزمة حقوق القاهرة
كانت أولى تلك الأزمات في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، حيث دشن مجموعة من الطلاب دعوة عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" للتظاهر بالحرم الجامعي، اعتراضًا على نتائج الكلية، مبررين ذلك بسرعة انتهاء الكلية من تصحيح أوراق الإجابات، حيث لم تستغرق أكثر من 10 أيام في التصحيح وإعلان النتائج.
وبالفعل نظم الطلاب وقفة احتجاجية، أمام مبنى الكلية، مطالبين بأن تعقد امتحانات مادة اللغة قبل شهر أكتوبر، والنظر في التظلم الذي يقدمه الطلاب بجدية، وإضافة درجتين لجميع الطلاب بالامتحانات كافة، نظرًا للظروف التي تمت بها الامتحانات، من أدائها في خيام ودرجة حرارة عالية وخلافه.
وجاء رد الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، مهدئًا لغضب الكثير من الطلاب حينها، حيث أشار إلى أنه لن يسمح بتنظيم أي مظاهرات داخل الحرم الجامعى، ودعا الطلاب إلى الحوار في جميع الأشياء التي يعترضون عليها، وأن باب مكتبه مفتوح في أي وقت، وأن الجامعة هدفها في المقام الأول مصلحة الطلاب ثم الحوار معهم.
أزمة اقتصاد وعلوم سياسية
أزمة أخرى أشعلتها إحدى عضوات هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وهى الدكتورة "نورهان الشيخ"، بعد أن كتبت على صفحتها الشخصية في "فيس بوك": "طلابي الأعزاء يؤسفني أنني أجبرت على تخفيض درجاتكم حتى تتسق مع النسبة المحددة من قبل الجامعة والكلية، والتي تحدد الإمتياز ب 10%، والعجيب أن هذا طبق على الشعبة العربي فقط بحجة أن عدد الشعب الأخرى قليل، كل الأساتذة قاموا بالمثل.. ولكنها المرة الأولى التي أقوم بعمل لا يرضي ضميري ولا يتسق مع منظوري للعدالة انصياعا "للأوامر" التي أصبحت غير مفهومة.. أرجو أن تسامحوني جميعا".
وتم تهدئة الطلاب بعدما أكد عدد من الأساتذة داخل الكلية عدم إجبارهم على تخفيض درجات الطلاب، وعدم تعرضهم لمثل هذه المواقف من قبل، بالإضافة إلى حملة توضيحية قادها أساتذة الكلية وعلى رأسهم الدكتور محمود السعيد، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وبدأ تحقيق فوري مع الدكتورة نورهان الشيخ بخصوص ما أعلنته، وقرر مجلس جامعة القاهرة التدخل، وأعلن منع عضوة هيئة التدريس من التصحيح وأعمال الامتحانات والكنترول، لحين الانتهاء من التحقيق.
وقرر المجلس أيضا تشكيل لجنة متخصصة من أستاذين في التخصص من داخل وخارج الكلية لإعادة تصحيح أوراق إجابات الطلاب مرة أخرى، في المادة التي قامت بتدريسها في الفصل الدراسي الثانى من هذا العام الجامعي.
أزمة تجارة القاهرة
ونظم عدد من الطلاب بكلية التجارة بجامعة القاهرة، وقفة احتجاجية للمطالبة بإعادة تصحيح بعض المواد، وزيادة درجات الرأفة إلى ست درجات، خاصة وأن بعضهم قد رسب بسبب درجتين أو ثلاث، واشتكى الطلاب من سوء تصحيح أوراق امتحاناتهم، وتخفيض درجاتهم، مؤكدين أن كشوف نتائج هذا العام تنم عن وجود فوضى في رصد الدرجات وتوزيعها ورفعها على موقع النتائج، وطالبوا الإدارة بالتدخل، وتوضيح الأمر.
وجمع عدد من الطلاب توقيعات لتقديمها إلى رئيس الجامعة الدكتور جابر نصار، وعميد الكلية الدكتور إيهاب أبو عيش، وإلى وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وطالبوا بالنظر بجدية في التظلمات التي قدموها، ومراعاة ظروف امتحاناتهم خاصة وأنهم أدوها في الخيام خلال شهر رمضان.
ومن جانبه قال محمد مرتضى، رئيس اتحاد طلاب تجارة القاهرة، في تصريح خاص ل"فيتو"، "إن المشكلة ليست في التصحيح أو الدرجات، إنما هي في صعوبة الامتحانات نفسها التي يضعها أعضاء هيئة التدريس"، مشيرًا إلى أن الامتحانات كانت صعبة، وفوق مستوى الطالب المتوسط.
وأضاف مرتضى، أن إدارة الجامعة صدتهم عن إقامة وقفات احتجاجية أخرى بالحرم الجامعي، مما هبط من عزيمة بعض الطلاب، وجعلهم يتيقنون بأن أي شيء يفعلوه لأخذ حقهم لن يجدي، مؤكدًا أنه طالب الطلاب برفع دعاوى قضائية لإعادة التصحيح لكنهم رفضوا فاقدين الأمل في التغيير.
أزمة دار علوم القاهرة
الأزمة الأخيرة أثارتها إدارة كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، بعد أن أعلنت عن نسب نجاح مرتفعة في مادتي النحو والفلسفة للفرقة الثالثة، ليتفاجأ الطلاب بظهور النتيجة بدرجات عكس ما تم الإعلان عنه تمامًا، فكان معظم الطلاب راسبين في المادتين، ونسبة كبيرة منهم حصلوا في مادة الفلسفة على 4 أو 5 درجات من مجموع 20 درجة، وكذلك نفس الأمر في مادة النحو، التي حصل عدد كبير من الطلاب فيها على 6 أو 8 درجات من مجموع 20.
ودشن عدد من الطلاب دعوة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لتنظيم وقفة احتجاجية اعتراضًا على نتائج الكلية المنخفضة حتى بعد تقديم الالتماسات في المادتين، فبالرغم من تقديم عدد كبير من الطلاب التماسات في مادتي النحو والفلسفة، تم قبول التماس 7 طلاب في كل مادة، بينما ظلت درجات الطلاب الباقيين كما هي.