لم يترك أحد جدلا في مصر حول صلاحيته لأداء دور البديل، أكثر من حمدين صباحي، وربما لو سألت نفسك ومعها أغلب الناقمين عليه، لن تجد إجابة شافية وواضحة تفسر حقيقة كم الاعتراضات الساخطة عليه. لعنة «البديل» لازمت حمدين صباحي، وخاصة بعد ثورة 30 يونيو، ومن أعلى سقف وصلت إليه طموحاته، بعدما حل ثالثا في الانتخابات الرئاسية الأولى إبان ثورة يناير، دارت الدوائر وجارت الدنيا عليه، بعدما وقف منفردا في وجه المشير السيسي وقتها، لتصيب الرجل الذي رآه البعض يوما، مشروع بديل قوي، «انتكاسة سياسية» تحولت إلى لغز لا ينجح في تفسيره، حتى أعتى المقربين إليه. ودون أسباب واضحة، بات صباحى بعيدا عن خيارات المصريين، ويبدو أن الرجل نفسه أدرك ذلك، فخرج في مقابلة تليفزيونية شهيرة، أعلن فيها أنه لن يترشح مرة أخرى لرئاسة الجمهورية، وبجوارها أي منصب سياسي، وكأنه أدرك أن لعنة البديل أكبر من مجرد الاقتراب منها، حتى لو كان ذلك «حمدين صباحي».. المشاغب الذي واجه السادات ومبارك والإخوان، والذي يصر على منازلة النظام الحالي، وإعلان راية العصيان عليه، حتى لو كان ذلك كما قال، «بلا غاية أو هدف» !