في وقت من الأوقات، كان الباب مفتوحا على مصراعيه للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، القيادى الإخوانى البارز، الذي انشق عن «جماعته» عقب ثورة 25 يناير، بعدما تمرد على قرارها، بعدم الترشح لانتخابات الرئاسة، والذي تراجعت فيه فيما بعد، لترشيح مندوبها محمد مرسي، ومعه ثلة من رجالها، لكل المناصب الكبري، لتكتب بذلك «عشرية سوداء» جديدة في تاريخ مصر. ولم ينتج حزب «مصر القوية» الذي أسسه أبو الفتوح لينافس به على السلطة، ما يضمن للحزب نفسه مبررات الاستمرار، فتحول لكيان منعزل، يعيد إنتاج عبارات لا تسمن ولا تغنى من جوع، ومثلما تأرجحت مواقف أبو الفتوح، والتي صار مشهورا بها، باتت «الميوعة السياسية» واللا موقف.. السمة الرئيسية ل«مصر القوية». وكانت المناظرة الشهيرة بين أبو الفتوح وعمرو موسى، والتي حاول فيها تسليط الضوء على أمراض "موسى" الجسدية، دونما التركيز على خطته لمستقبل البلاد، اللهب الذي أشعل النار في مستقبله السياسي، فتراجعت شعبيته بشدة، وتبرمت من مساندته كثير من القوى التي أعلنت تأبيدها له في وقت سابق، وانعكس الأمر على نتائج الانتخابات، ليحل الرجل رابعا، بعد شفيق ومرسي وصباحي، ويكتب بذلك بداية النهاية لمستقبل مشروعه السياسي، لتغلق «ستارة البديل» عرض أبو الفتوح بعد تأييده لثورة 30 يونيو، ثم انقلابه عليها، بعدما جرت مياه أخرى في النهر، وبات القيادى التاريخى للإخوان «محظورا» بجوار جماعته الأولى، من خيارات المرحلة، التي فرضتها قوانين الضرورة.