( في عام 99 تزين مطار القاهرة احتفالًا بوصول د. أحمد زويل، صاحب جائزة نوبل في الكيمياء وكان وصوله بمثابة عيد لكل المصريين بعد أن حقق أحد بناء الوطن إنجازًا عالميًا بهر العالم ورفع اسم مصر في عنان السماء.. تحدث زويل خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد باستراحة كبار الزوار عن إمكانيات المصريين وعقولهم المتميزة وكفاءتهم في الوصول إلى القمة بشرط أن تتوفر لهم الإمكانيات.. وفي عام 2016 وبالتحديد السبت الماضى خيم الحزن على مطار القاهرة لوصول جثمان العالم الجليل أحمد زويل قادمًا من نيويورك وبصحبته زوجته وولديه وهما نفس الأسرة التي صاحبته أثناء وصوله إلى القاهرة بعد حصوله على جائزة نوبل.. المصاب جلل لكن هي إرادة الله سبحانه وتعالي فقد جاء أجله فرحل في سكوت تاركًا وراءه علمًا نافعًا وسمعة طيبة وتاريخ مشرف في المحافل العلمية.. لقد تقرر فتح الصالة الحكومية المخصصة لدولة رئيس الوزراء لاستقبال أسرة الراحل أحمد زويل الذين حضروا خصيصًا من مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ. أما زوجته ونجلاه فقد تم اصطحابهم من الطائرة والوصول بهم إلى الصالة الحكومية عبر مهبط الطائرات وكان في استقبالهم العديد من المسئولين في مقدمتهم اللواء فهمي مجاهد، مساعد وزير الداخلية لأمن مطار القاهرة الدولي وصفوت مسلم، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران. ولأول مرة ينزل جثمان العالم الجليل من مخزن الطائرة في سابقة أيضا تعد الأولى من نوعها، حيث من المتبع إنزال الجثمان في نهاية مخزن الطائرة.. كل ذلك بهدف الانتهاء من الإجراءات في أسرع وقت ممكن ليسدل الستار عن رحيل العالم بجسده إلى الأبد لبسكن دار الحق.. لقد شهد مطار القاهرة صورتان الأولى الأفراح والزغاريد يوم وصول زويل من أمريكا وهو يحمل جائزة نوبل والثانية يوم وصول جثمانه من نفس المحطة وهى نيويورك وقد خيم الخزن على مطار القاهرة واختفت كل مظاهر الفرحة والسعادة حزنا على حبيب مصر والمصريين، وأتذكر أنه يوم أن وصل مطار القاهرة بعد حصوله على الجائزة قال إن عمري الحالي سيجعلني أحلم بالحصول مرة أخرى على نوبل الثانية لكن القدر حال دون تحقيق حلمه ولكنه سيبقى دائمًا وأبدًا أحد عظماء المصريين علمًا وأدبًا ووطنية وعشقًا لوطنه فقد كانت إحدى وصاياه أن يدفن في وطنه.. رحم الله د. زويل.