من فرط أياّم وليْالي الحُزن أصبحت أستمتع به.. ويُدمن مُرافقتى.. ويَحلو له السّهر.. يشُربنى خمرا.. ويُراقصى مُترنّحا.. ! فأنتظره.. على أريكة الذكريْات وَحدى..؟ في لَهفة الظمآن.. وتَشوّق المَحروم.. على مَحطة سَفر وَحْدى أترقّب وصوله ووصله..؟ وللأسف.. هو لا يَتأخّر بموعده مَعي أبدًا.. أبدا.. ! كعصفور يَنتظر العِشق منذ ألف ألف عام.. لم يتوقّف عن الغناء مِنذ وَقع في عشّ الحُبّ.. ونام على خَدر غَرام..! وناداه ترنيم فرخ صغير.. ما يزال يتعلّم الطيْران.. ولم يكتمل نِموّ جناحيْه بَعد..! لم يَحدث أن أخلفَ الحُزن وَعده.. أو تخلّف عن موعده..؟ إلا مرّة واحدة.. في بُعاد حُبّى..؟ يأتى ليسامرني في سَحْرى.. يشاركني بَعثرة كلماتى وأرق ّحرفى.. وأحيانًا يَسطرنى بمىّ دَمعى..! ليْتنى بعدما فقدت حُبّى وجدت صديقًا..؟ صديق وَاحد ياربّى.. مثل حُزنى.. وَفىّ حَقًّا..؟ فقط.. باهتمام ورقىّ.. يَنصت لأنين الخُضرة.. وهى تسّاقط من غُصنى..؟ يُدثّر غُصنى من وَحشة عُريى..؟ ويُقدّر نزف بُوح نّبضى..؟ لايشفق علىّ.. ولايَسخر من صفح نفسى..؟ ويتقبّل سَماحة روحى في رَحيل حُبّى..! يوم يشمّ ريح حَبيبى في عَصف دَمّى..؟ ويمسح بصدق عَيْنيه زَخّات قطيْرات مَطر في عَزاء هجرى..؟ وفى حضنه يَدفن وَجهى.. و ويَحمينى من الرَعد الغاضب في أنّى..؟ أيا حُزنى.. لما كُلّ شيء يَرحل إلا أنت..؟ كُل شيء يَقُدم وينزوى ويضأل إلا أنتَ..! حُزنٌ في الدنيْا غدوت.. عَصىّ عَلى الرُخص..! أبىّ على الاعتيْاد.. ! ويرفض الترويض.. ! ويتمنّع ولو قليلًا أن يفارقنى..! حُزنٌ.. لم يَكن وفيّا مِثل ( عِشق روحى)..! لا يليق إلا بي..! يرحل أوْحَد.. أوْحَد حُبّى ويبقى.. يبقى حُزنى في رحمى.. ينتظر ولادته ولادته يوم فقدى..؟