يتهموننى بسرقة الأفكار كلما امتدحت عبد الناصر أو البرادعى أكره إسرائيل ولكنى معجب بها مثل طفيل الملاريا.. وتمنيت أن أرى حاكمًا عربيًا مهمومًا بشعبه مثل بن جوريون «لا أعتقد أن هناك كثيرين يريدون معرفة شيء عن المؤلف.. فأنا أعتبر نفسى بلا أي تواضع شخصًا مملًا إلى حد يثير الغيظ».ص هكذا يتحدث الأديب والطبيب أحمد خالد توفيق عن نفسه التي يسخر منها في كل أحاديثه، رغم ما حققه من نجاح على مدى عقدين من الزمان وارتباط الكثير برواياته وقصصه بدءًا من وراء الطبيعة وانتهاء بآخر الإصدارت «ممر الفئران». «فيتو» التقته في سياق الحوار التالى: لماذا يثير أدب المدينة الفاسدة اهتمامك.. ويغريك التاريخ البديل؟ جربت هذه التيمة مرتين ولم أتعمدها، ولا أعتقد أننى سأكررها ثانية منعًا للملل، لكن الواقع العربى يوحى بمستقبل مكفهر وأنا بطبعى متشائم، لذا اكتب أسوأ الاحتمالات القادمة. التاريخ البديل (الأوكرونيا) تيمة محببة في الخيال العلمي، ماذا لو ربح هتلر الحرب ؟ ماذا لو انتصرت اليابان ؟ ماذا لو خرجت الطائرات المصرية لتواجه الطيران الإسرائيلى في 1967 ؟ هذا نوع من ألعاب المختبر المسلية تتم في العقل.. ماذا لو وضعنا المركب أ مع المركب ب ؟ سلسلة سالم وسلمى التي قدمتها كلها تلعب على التاريخ البديل. في «يوتوبيا» كنت خائفا جدا.. هل مازلت متخوفا مما قد يحدث لمصر في المستقبل؟ متخوف جدًا جدًا.. هذا واضح من كتاباتي.. تخلصت من الخوف ستة أشهر بعد ثورة يناير، ثم بدأت أقلق من جديد، كنت متفائلًا ثم بدأت أدرك أنه تفاؤل عبيط. هل ندم الدكتور أحمد خالد على دعمه أحد الشباب الصاعد؟ مستحيل.. بالعكس ندمت على عدم دعمى كثيرين، المشكلة هي الانشغال وضيق السعة النفسية وعدم التفرغ ووهن الصحة وكثرة الأعمال التي تعرض على، لدرجة أننى صرت عاجزًا تمامًا عن متابعة الشباب الصاعد، ثم أننى لست ناشرًا أو ناقدًا، هناك من دعمتهم بقوة ثم راحوا يشتموننى بعنف وقسوة لكنهم قليلون.. تلقيت الكثير من الهجوم لأننى كتبت مقدمات أو خلفيات لكتب لم تعجب الناس، لدرجة اتهامى بتقاضى المال من المؤلفين ! لهذا صرت أعتذر دائمًا عن كتابة أي مقدمات أو خلفيات.. بعد فترة صار من المستحيل أن أفعل لأن من اعتذرت لهم من قبل سيغضبون. في أحد مقالاتك تحدثت عن نجاح قادة إسرائيل في تحقيق مصالح بلادهم.. ما الذي كنت تريد قوله بين السطور؟ ليس مقالًا قديمًا هو مقال طازج جدًا أعجبت بجولة نتنياهو في أفريقيا والتخطيط طول الأمد لمحاصرة مصر.. في مذكرات بن جوريون تراه يدون كل ليلة ما قدمه اليوم لإسرائيل بصدد المفاعل النووى أو التعويضات من ألمانيا، تمنيت أن أرى حاكمًا عربيًا مهمومًا بشعبه لهذا القدر. رؤيتك للوضع الإسرائيلى تقول إنك من مؤيدى زيارة وزير الخارجية المصرى لتل أبيب.. هل ترى أن الوقت مناسب ؟ مؤيد إيه يا راجل.. ؟ حرام عليك.. هات لى أي سطور أقول فيها إننى مؤيد أو متحمس... قلت إننى أكره إسرائيل جدا لكنى معجب بها كما أنا معجب بطفيل الملاريا أو بعوضة الأنوفيليس آلة قتل واحتلال مصممة جيدًا.. هل هذا تأييد لزيارة وزير الخارجية ؟ أنا من جيل تعلم أن يكره كل ما هو إسرائيلي.. اقرأ كتابى (قصاصات) ضمن سلسلة سافارى لتفهم.. هل تأثرت بالكتابات الروسية في أعمالك؟ جدًا.. جدًا.. جدًا.. بل الروس هم من جعلونى أمسك بالقلم.. هناك اتهام باقتباس أحمد خالد توفيق في بعض أعماله؟ هذه تهمة واسعة جدًا وفضفاضة.. قرأت اتهامات لعلاء الأسوانى بأنه سرق يعقوبيان من ميرامار وسرق نادي السيارات من حفلة التيس.. بالذمة هل يوجد أي تشابه ؟ أنا متأثر جدًا بالأدب الغربى لكن هل هذا اقتباس ؟ عندما كتبت «حب في أغسطس» راح أحد الأذكياء يؤكد أن الرواية الأصلية عنده للكاتب اليابانى فلان.. كيف يكون شعورك وأنت كتبت كل حرف من القصة وتعرف أنه يعرف أنك تعرف أنه كذاب ؟ طلبت منه أن يفضحنى وينشر الرواية اليابانية فخرس، ربما قرأ زمان رواية عن عاشقين تفرقا بعد القنبلة الذرية واعتبر أن هذا كاف لاتهام السرقة، أما الكلام عن البيوت المسكونة ومصاصى الدماء والزومبى ولعنات الأزتك فشيء مباح للجميع.. على كل حال هذه التهمة تطفو للسطح بشكل دوري كلما امتدحت عبد الناصر أو البرادعي.. يقررون فجأة أننى لص أفكار.