الوضع الراهن وكيفية الخروج من الأزمة الحالية ورسم سيناريو المفاتيح التى يراها للخروج من هذه الأزمة من خلال عمل فنى، وما هى المعالجة الدرامية وأهم العناصر التى سيركز ويلقى الضوء عليها؟ ومن هم الإبطال الذين يرشحهم للقيام بهذا العمل وضيوف الشرف، وهل يتوقع نهاية مشرقة لثورة يناير؟ وهل ذلك سيكون فى ظل وجود الإخوان أم فى حالة تركهم للمشهد السياسى؟ كانت محور الحوار مع السيناريست عاطف بشاى.. فى حالة كتابة عمل درامى فى ظل الوضع الذى تعيشة مصر كيف يتناوله بشاى؟ - هناك مفارقة غريبة فى الوضع الحالى ومستمرة إلى المستقبل، خاصة أننى كاتب كوميدى والكوميديا تقوم على المتناقضات والمفارقات؛ أحيانا يكون التناقض ضاحك جدا لدرجة المرارة كقول المتنبى "ضحكا كالبكاء" هذا هو حال مصر، ومن أهم هذه المفارقات والمتناقضات هو أنه منذ قيام الثورة حتى الآن لم يتحقق أى هدف من أهدافها، ولو حتى جزء بسيط من الأهداف الرئيسية "عيش حرية عدالة اجتماعية"، بل على العكس كل ما طالبت به الثورة تحقق عكسه تماما، إن الحرية يحدث عكسها، وأصبحنا نعيش فى عصر تقصف فيه الأقلام ويتم غلق القنوات والاعتداء على المبدعين، وهذه مفارقة أخرى بالإضافة إلى أن التيار المتأسلم يعمل على السيطرة على مصر وفشل التيارات الأخرى سواء ليبرالى أو مدنى أو وطنى. ويستكمل بشاى: إلى الآن لم يعلن أحد عن نظام الدولة ماذا ستكون.. رأس مالية اشتراكية؟ ثم أين مشروع النهضة؟ فرجال الدين الذين يظهرون فى القنوات الفضائية الدينية يعملون على المتاجرة بالدين لخدمة مصالحهم الخاصة فهم يفسرون الدين على أهوائهم ومع الأسف البسطاء يصدقونهم. سأتناول فى المسلسل موقفا طريفا حدث فى عام 1914 مع الأستاذ لطفى السيد صاحب نظرية مصر للمصريين ونظرية الديمقراطية، وكان مرشحا للانتخابات فى بلدة السمبلاوين، وكان دائما ينجح، إلى أن رشح عمدة البلد نفسه فى الانتخابات وكان "أمى" جاهل لكنه ذكى فجمع الفلاحين، وقال لهم: هل تعرفون ما يقصد الأستاذ لطفى السيد بالديمقراطية؟ هى أنه كما للرجل الحق فى الزواج من أربعة نساء فالمرأة لها نفس الحق فى الزواج من أربعة رجال، وهذا مخالف للشريعة والدين؛ فالديمقراطية ضد الدين والشرع، وفى هذا العام نجح هذا الرجل باكتساح وسقط لطفى السيد بسبب التلاعب بالدين واستغلاله لتحقيق أهداف خاصة. يدور المسلسل طوال أحداثه حول الصراع بين هذه المفارقات والمتناقضات الغريبة التى لا توجد فى أى شعب سوى الشعب المصرى، إلى أن تنتهى بانتصار إرادة الشعب والذى يلقنهم درسا لن ينسوه، ولن ينسى أبدا التاريخ ما سوف يفعله الشعب مع هذا الفصيل الذى لا يريد أن يعيش غيره من أبناء الوطن. المسلسل تراجيدى كوميدى يعد من أرقى أنواع الدراما؛ لأنه يجمع بين التراجيديا التى تعتمد على العواطف الإنسانية التى يكون محلها القلب ولغة الكوميديا التى تعتمد على العقل، فالجمع بينهم فى عمل تراجيدى كوميدى يعد أفضل أنواع الدراما المتعارف عليها، ويتناول وضع البلد بأسلوب كوميدى ساخر يحمل فى طياته مرارة الحقيقة ليجعل الشعب يضحك على حاله المؤسف ويحمل المسلسل اسم "إرادة شعب فى مواجهة ردة حضارية". المسلسل تدور فكرته حول الصراع القائم، والذى سيظل لفترة طويلة بين القوى الوطنية السياسية ممثلة فى حمدين صباحى وزعماء التيارات الإسلامية ممثلة فى خيرت الشاطر وغيرهم من زعماء القوى الوطنية والتيارات الإسلامية، ولكن البطل فى هذا المسلسل ليس القوى الوطنية السياسية ولا التيارات الإسلامية، ولكن البطل فى المسلسل هو الإرادة الشعبية التى ستنتصر فى النهاية وستنتصر مصر، خصوصا أننا مقبلين على ردة حضارية لأن التيارات الإسلامية ستعود بنا إلى عصور الجاهلية بسبب فكرها المتعصب، فليس من يختلف معى فى الرأى كافر، وهذا أخطر ما سوف يواجهنا فى الفترة القادمة، فعلى سيبل المثال تم إصدار كتاب بعنوان "لماذا أنا ملحد"، فرد علية خان محمد خان بكتاب بعنوان "لماذا أنا مؤمن"، هكذا يكون الرقى بالأخلاق التى ينادى بها الإسلام، وليس بالرد بقنبلة وعنف وقتل وتكفير وغيرها مما تعودنا عليه فى الفترة الأخيرة، وهذه المواقف ستكون مادة للسخرية والضحك فى المسلسل، كما سوف أتناول أداء الإخوان الهزيل للغاية. وفى النهاية بطل العمل من وجهة نظرى بالإضافة إلى الإرادة الشعبية سيكون حمدين صباحى بمشروعة الاشتراكى؛ لأن مصر تحتاج إلى هذا المشروع، خاصة عندما تعلم أن مجموعة رأس مالية تستورد مواد غذائية 280 مليون دولار فى حين أن غيرهم من الشعب المصرى يسكن فى القبور، ولا أحد يعلم عنهم شيئا إننى أتبنى الفكر الاشتراكى الذى يتنصر للإرادة الشعب. هل تتوقع أن تسيطر التيارات الدينية على الفن فى المسلسل؟ - نعم فالفن أصبح بعد صعود التيارات الإسلامية مهدد بسبب فرض قيود على الإبداع والفن، فنحن كنا نرفض من قبل الرقابة على الإبداع الآن ظهرت رقابة جديدة اسمها "الرقابة الدينية"، وهذا لن نقبله أبدا، وسوف يعود بنا الزمن إلى عصور الجاهلية "الزيت لا يختلط بالماء أبدا"، وهذا لأن الخطاب الدينى يقيد الفن. ويجب التفرقة بين أن الفن تعبير عن الواقع وليس واقعا، بمعنى أن الفن يعبر عن الواقع وليس هو الواقع فحلاله وحرامه ليس هو كما فى الواقع، فالفن لا يقاس أبدا بمقياس أخلاقى، فنحن مقدمين على ردة حضارية، وهذا ما سأقوله وأوضحه فى المسلسل. ماذا سيكون محور الأحداث "الماستر سين"؟ - هو مشهد ثورة النساء وظهورهم فى ميدان التحرير "بالحلل"؛ اعتراضا على الدستور الجديد والمطالبة بسقوط النظام؛ لأن هذا الدستور يلغى نصف المجتمع الذى تمثله المرأة وتساعد على العودة بالمرأة مرة أخرى إلى عصر الجوارى مثلما كان فى عام 1800، والعودة إلى عصر رفاعة الطهطاوى والشيخ محمد عبده وعلى عبد الرازق وقاسم أمين، فهذا العصر على الرغم من وجود الجوارى فيه إلا أنه كان يقدر أهمية المرأة لدرجة أن رفاعة الطهطاوى عندما تزوج كتب وثيقة لزوجته قال لها: "لن ألمس جارية أو أتزوج امرأة أخرى عليكِ، لن يحدث هذا على الإطلاق وسأحافظ على عهد الحب ولكِ مطلق الحرية عندما تغضبى منى أن تطلبى الطلاق"، هذا كان فى عصر رفاعة الطهطاوى عكس ما يحدث الآن، فنحن فى عام 2013 نريد أن نهدر حق المرأة. ما هى الشخصية التى ستكون ضيف الشرف فى المسلسل؟ - ضيف الشرف سيكون البرادعى؛ لأنه هو صاحب الحلم وفكر التغيير، وصاحب الشرارة الأولى للثورة، ولكنه سيظل دائما صاحب نظرية ماركس وليس "ستالين"، وتوجد مسرحية عبثية اسمها "فى انتظار جودوا" الذى يظل الجميع ينتظره أن يأتى طوال فترة عرض المسرحية، لكنه حتى نهاية المسرحية لم يظهر وتنتهى وهو لم يظهر، فلا شك أن البرادعى سيظل فى انتظار جودوا. كيف ترى المستقبل بخيال المبدع؟ البداية 2012 كانت أسوأ السنوات التى مرت على مصر نتيجة وصول جماعة معينة للحكم، وضرب وانتهاك القضاء والتحكم فى الإعلام ومحاولة تهريبه وانهيار اقتصادى، وسنة 2013 ستكون أسوأ من 2012، وهذا بسبب زيادة وسيطرة هذه الجماعة على مقاليد الحكم فى مصر، وسوف تعمل فى 2013 على قمع شديد للحريات والعمل على السيطرة على الإعلام سيتم توجيه ضربة قوية للإبداع والفن ومصادرة للحريات العامة، وما كان يحدث من حوادث فردية ستصبح جماعية وستظهر جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بقوة.