شهددت تركيا صراعا بين الحكومة والجيش، بعدما حاول الجيش الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتسود حالة من الترقب في جميع الأوساط في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع خلال الفترة القادمة. وبلا شك، فإن أعضاء الجماعة الإرهابية الهاربين إلى تركيا سيتأثرون باضطراب الأوضاع، ومن الممكن أن تتأثر الآلة الإعلامية التي يبثون منها سمومهم ليل نهار. وأكد الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الصحافة في كلية الإعلام جامعة القاهرة، أن الآلة الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية والتي تبث من تركيا لن تشهد أي استقرار خلال الفترة القادمة. وأضاف علم الدين، ل"فيتو" أن الحكومة التركية تعاني من توتر العلاقات الداخلية التي تحدث بين الجيش والحكومة، وتلك الأوضاع تهدد الاستقرار في صفوف الهاربين من الجماعة الإرهابية، مؤكدا أن الراحة التي شهدها قيادات الإخوان الإرهابية خلال الفترة الماضية بتركيا لن تستمر الفترة المقبلة. وتابع أن تركيا حاليا في وضع لا يسمح لها بالتستر على كائنات هاربة داخلها وسيأتي الوقت التي تطلب الحكومة من الهاربين من الجماعة الإرهابية مغادرة البلاد لاسترجاع الاستقرار وتهدئة الأوضاع. وتابع أستاذ الصحافة أن القنوات التي كانت تبث من تركيا من قبل الإخوان الإرهابية لم تؤثر على الشعب والشارع المصري لأن شعب مصر أصبح مثقفا يدرك من هم الإخوان ومدى خطورتهم على الدولة لذلك لم تتأثر مصر بتلك القنوات، مشيرًا إلى أن حان الوقت لعودتهم وتطبيق القانون المصرى عليهم. وقال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية، إن محاولة انقلاب الجيش التركي، تعد جزءًا من الصراع الدولي حول تركيا، بالإضافة إلى فشل الانقلاب يعني أن أمريكا وأوروبا كانت رافضة للانقلاب. وأوضح عودة، أن مسألة الانقلاب مرتبطة بأن أردوغان استطاع تغيير أساس الشرعية من الهيمنة العثمانية إلى مفهوم على يلردم وهو اعتبار تركيا جزءًا من المثلث التركي الروسي الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الاعتماد على قوات غير نظامية لدحر الانقلاب كما ساهمت طائرات f 16 في الدفاع عن نظام أردوغان، موضحا أن إعلان أمريكا أنها ضد الانقلاب، لذلك لم ينجح الانقلاب. الدكتور عبد المنعم زمزم وكيل كلية الحقوق بجامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، أكد أن ماحدث بتركيا ليست مجرد محاولة فاشلة للانقلاب لكن ما حدث في أمر خطير وليس بالبساطة التي يتصورها البعض. وأضاف زمزم أن انشقاق الجيش في أية دولة حدث جلل قد يرتب نتائج في منتهى السلبية على الأمن والسياسة والاقتصاد وغيرها ذلك، قائلا:"فشل الانقلاب سببه عدم توحد الجيش أو أغلبيته وليس بسبب موقف الشعب كما يصور البعض، فلم تتح للشعب التركى فرصة اتخاذ أي موقف لأن مدة الانقلاب لم تتجاوز 12 ساعة". وتابع وكيل الكلية حديثه، أن الخوف من أن تدخل تركيا في موجة دامية من العنف، لذلك ستدخل تركيا في مزيد من الفوضى والإرهاب لم يستفيد منه إلا الدول الغربية والمنطقة لا تحتمل، مشيرًا إلى أنه يرى أن وحدة تركيا أمر هام بغض النظر عن رفضنا لأردوغان وسياساته، فأردوغان حاكم مثل أي حاكم، راحل يوما ما لا محالة. وأكد الدكتور محمد كمال، المتحدث باسم النقابة المستقلة لأعضاء هيئة التدريس، أن انقلاب تركيا فشل لافتقاده لعنصر التأييد الشعبي. وأضاف أن "30 يونيو" في مصر كانت ثورة شعبية نزل فيها الملايين في تظاهرات، أما في تركيا افتقدت المحاولة للتأييد الشعبي. ووصف الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، ما حدث بتركيا وانقلاب الجيش التركي على الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته، بأنه ثمرة طبيعية لسياسات الرئيس التركي الفاشلة والفاشية. وقال جابر نصار إن ما يحدث في تركيا هو ثمرة طبيعية لسياسات فاشلة وفاشية لحكومة أردوغان الذي التبسته مظاهر العظمة وأحلام الزعامة الكاذبة حتى أصبح مريضًا بحب السلطة والسيطرة وراودته آمال وتطلعات مريضة، فأورد نفسه وبلاده موارد التهلكة والخراب، وتفرغ لحياة القصور وإعادة مظاهر البذخ التي تجاوزها الزمن. وأضاف: "لقد فتح أردوغان الباب واسعًا لدعم الإرهاب في سوريا والعراق ومصر بالمال والسلاح، وجعل تركيا ممرًّا وجسرًا لتجميع هؤلاء الارهابين من شتى بقاع الأرض ودعمهم بالمال والسلاح، فضلًا عن معاندته لإرادة الشعب المصري، والإمعان في إهانته وايواء الإرهابيين ومدهم بالأموال ودعمهم إعلاميًا، وأن السياسات الفاشلة والفاشية لأردوغان وحكومته هي المسئولة عما آل إليه الأمر في تركيا". وتابع رئيس جامعة القاهرة قائلًا: "لا يستطيع أحد أن يماري في وطنية الجيش التركي ومهنيته، وأنه تاريخيًا هو الحارس لمبادئ الدولة التركية التي أسسهها أتاتورك، هذا الجيش التركي العظيم لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام سياسات فاشلة تؤدي إلى حرب أهلية أو تحول تركيا إلى دولة داعمة للتطرف والإرهاب ومصدرة له إلى دول الجوار مثل سوريا ومصر". وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع ل"منظمة الكيان الموازي" الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية في معظم المدن والولايات التركية، وتوجه المواطنون تجاه البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب ما ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.