تعتبر السجون مكانًا للتأديب والإصلاح يحتجز فيها المجرمون أو مرتكبو الأخطاء والمخالفات القانونية لتحسين أخلاقهم والدفع بهم لطريق سليم يبعدهم عن ارتكاب الجرائم، ولكن واقع السجون في الوطن العربي يختلف عن ذلك تماما فلا يمكن اعتبارها سوى سرح كبير للانتهاكات والتعذيب والإهانة لبنى البشر على مستويات مختلفة. الكاظمية بالعراق هو السجن الذي يختفي فيه العراقيون ويعتبر مركزًا أساسيًا لانتهاك حقوق الإنسان مما جعل نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان تصفت وضع المساجين فيه بأنه يشبه معالجة الحيوانات في المسلخ. يقع السجن في الضاحية الشمالية من العاصمة بغداد، وزادت سمعته السيئة بشكل كبير بعد إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حيث يشهد هو تنفيذ أحكام الإعدام بصور غير آدمية وذلك بعد أن يتم استجواب المتهمين بأبشع وسائل التعذيب للاعتراف بجرائم تستوجب عقوبة الإعدام، وفق صحيفة نيويورك تايمز. ومن أبرز الكوارث البشعة التي شهدها ذلك المعقل كان إصدار أحكام بإعدام 1400 سجين في الفترة بين 2007 و2012، من بينهم 38 امرأة كن يقضين عقوبتهن في سجن الكاظمية لحين تنفيذ الحكم وهي مدة ربما تصل لسنوات طويلة يعيش فيها السجناء بظروف لا آدمية تنتشر فيها الأمراض الخطيرة كالدرن والجرب. جو بالبحرين يقع ذلك السجن جنوبي المملكة وأنشئ عام 1970 ومعروف بسمعته السيئة، حيث إن منظمة العفو الدولية أعربت عن قلقها من الانتهاكات التي تحدث داخله وتتضمن تعذيب وإيذاء السجناء، فضلًا عن استخدام الغاز المسيل للدموع في أماكن ضيقة. سجن جو هو المنشأة الرئيسية التي احتجز فيها المئات بسبب مشاركتهم في احتجاجات مناهضة للحكومة وعنف سياسي أو لضلوعهم في هجمات مسلحة على قوات الأمن أو المدنيين، ويعد سجنا سيئ السمعة ففي 2013 أصيب 40 سجينًا بحرينيًا على الأقل عندما استخدمت قوات الأمن الهراوات والغاز ورذاذ الفلفل وقنابل الصوت، ضد سجناء احتجوا على أوضاع احتجازهم. وتكررت الواقعة مرة أخرى بعد ذلك حيث شهد السجن أحداث فوضى وعنف، بدأت الأحداث عندما احتجت عائلة بعد حرمان قريب لهم من الزيارة والاعتداء عليه فحدثت حالات تمرد بالسجن للتضامن مع السجين، فقامت على إثرها قوات الشرطة بالاعتداء على المعتقلين. ومنعت عناصر الشرطة، السجناء من الخروج من الزنازين، ومنعتهم من شراء احتياجاتهم وألغت جميع الزيارات، وأغلقت البوابة الرئيسية لمبنى السجن، وبدأت بعدها بإطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع ورصاص الخرطوش داخل المباني، مما تسبب في حالات اختناق وإصابات في صفوف المعتقلين، فيما قابلهم المعتقلون برمي زجاجات ماء بلاستيكية فارغة. كما تعرض مبنى العزل إلى هجوم من عناصر الشرطة، تعرض خلاله السجناء للضرب، وتم تسجيل حالات لمفقودين لم يتمكن زملاؤهم من معرفة مصيرهم أو مكان احتجازهم حتى الآن. رومية في لبنان افتتح سجن رومية عام 1970 بطاقة استيعابية تبلغ نحو 1500 سجين، إلا أن هذا العدد تتضاعف وبلغ أكثر من 5500 سجين عام 2008. يتعرض سجناء رومية للاعتداء اللفظي والجسدي بوحشية وسط عمليات تعذيب همجية إذ يضرب السجانون السجناء بالعصي، مع توجيه الإهانات والشتائم للسجناء ولمعتقداتهم الدينية وخاصة أن أغلب المحتجزين به من المتشددين الإسلاميين. وشهد سجن رومية عدة مواجهات في ما يعرف ب "المبنى – د" من السجن، بين السجناء وإدارة السجن، والقسم "د" هو القسم الذي يضم الموقوفين "الإسلاميين" كما تسميهم وسائل الإعلام اللبنانية.