يواصل المحتجزون بالسجن المركزي ببني سويف إضرابهم عن الطعام واستقبال الزيارات، وذلك لليوم العاشر على التوالي؛ احتجاجا على المعاملة غير الآدمية التي يتعامل بها معهم ضباط وأفراد وجنود السجن، والتي انتهت برش عبوات الغاز المسيلة للدموع على المعتقلين في زنازينهم المغلقة، بالإضافة إلى سوء المعاملة التي يتلقونها وأسرهم أثناء الزيارات الأسبوعية. بدأت الأزمة ظهر أول أيام شهر رمضان، حين كان المعتقلون يعدون لمأمور السجن هدية بمناسبة قدوم الشهر الكريم، وفي محاولة منهم للوصول إليه وإبلاغه بما يعانونه، قام ضابط المباحث محمد عبد الله بصفع المعتقل عبد الرحمن خليفة حسب الله، الطالب بالفرقة الأولى بكلية التربية، على وجهه بعد أن سبه بألفاظ نابية، وقال له: "مأمور مين اللي عايز تقابله يا روح أمك؟". وعلى الفور، قامت مجموعة من أمناء الشرطة والجنود المرافقين للضابط بالتعدي على السجين، فيما تضامن باقي المعتقلين مع زميلهم، فقاموا بترديد هتافات "حسبنا الله ونعم الوكيل"، "الداخلية بلطجية" من داخل زنازينهم، فقامت على الفور فرقة يطلق عليها في السجن "القوة الضاربة" بالتعدي على عنابر "7،8،11" التي بدأ منها الهتاف، وأطلقوا بشكل هستيري عبوات الغاز المسيل للدموع والمهيج للأعصاب، والذي يحتوي على نسب عالية جدا من مواد حارقة للجلد. كان إطلاق العبوات على المعتقلين داخل حجراتهم الصغيرة، ما أسفر عن حالات اختناق عديدة، ومن ثم قاموا بتجريد السجناء من الأغطية والأطعمة وكل ما يكفل لهم البقاء على قيد الحياة. كما تسببت الاعتداءات على المعتقل عمر عرفات حسين، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة، في كسر بعظام الكتف، وما زال باقي المعتقلين المضربين عن الطعام يعانون من آثار هذا الاعتداء حتى الآن. يذكر أن السجن المركزي ببني سويف عبارة عن سجن مؤقت بمبنى مستقل من 4 طوابق بجوار مديرية أمن بني سويف، ومبنى أمن الدولة الذي يسمع منه أصوات الصعق والتعذيب والاعتداء طوال ساعات الليل، كما يحتوي السجن على 11 عنبرا، كل عنبر مصمم ليتحمل ما لا يزيد عن 15 مسجونا، وأصبح مكتظا بما يزيد عن 25 شخصا، وسط أجواء الصيام ودرجات الحرارة المرتفعة وسوء التهوية وضعف الإضاءة، وانعدام الرقابة القضائية على أماكن الاحتجاز.