الأولى في زيارة المواقع الجنسية.. وقبل الأخيرة في «جودة التعليم» نحتل مركزا متقدما في مؤشرات الفساد العالمية لا وجود ل«المدينة الفاضلة» في مصر في ظل استمرار الفوضى وغياب العدالة الاجتماعية وتفشى السلوكيات المنحرفة على نطاق واسع، وفى السطور التالية نحصد ملامح المدينة «الفاشلة» التي نعيش فيها ولكن نتطلع يوما إلى أن تتطهر من كل ذنوبها وعيوبها المتراكمة.. الأولى عالميا في «الإباحية» كشفت إحصاءات شركة «إليكسا» المتخصصة في ترتيب المواقع الأكثر زيارة في العالم أن مصر التي يدخل الإنترنت فيها 35 مليون مستخدم «من أصل 84 مليون نسمة» تأتى في الترتيب الثالث بعد الولاياتالمتحدة «250 مليون مستخدم من أصل 90 مليون نسمة»، والهند «137 مليونا من أصل 1،2 مليار نسمة»، من حيث تصفح واحد من أشهر المواقع الإباحية في العالم. وفى تقييم آخر بالاستعانة بأشهر مواقع تحليل زيارات صفحات الإنترنت لمعرفة أكثر الدول دخولًا إلى أحد أشهر المواقع الإباحية تبين تصدر الولاياتالمتحدة لعدد الزيارات إلى هذه المواقع تليها إيران ثم الإمارات ومصر والبحرين والكويت بالمرتبة السابعة تليها قطر بالمركز العاشر والسعودية بالمركز الحادى عشر علمًا بأن هناك رقابة صارمة وحجبًا للمواقع الإباحية في كل من الكويت والسعودية البلد الذي يتصدر قائمة الدول الأكثر حجبًا للمواقع، وحسب إحصائيات جوجل جاءت مصر في المركز الثانى بعد باكستان. جرائم الشرف وزنى المحارم انتشرت حوادث زنى المحارم داخل المجتمع المصرى بشكل يثير القلق، حيث لا تخلو صفحات الحوادث من ذكر هذه الحوادث البشعة. وأرجع الدكتور أحمد المجدوب، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أسباب تفشى جرائم زنى المحارم في مناطق العشوائيات إلى عدة عوامل أهمها العوامل الاقتصادية وتتضمن "أزمة السكن" فالأسر الفقيرة تضطر إلى السكن في مساكن ضيقة تتكون من غرفة أو اثنتين يحتشد فيها عدد من الأفراد ما بين خمسة وسبعة، فتنعدم الخصوصية وعادة تكون دورة المياه مشتركة بين عدد من الأسر مما يسهم في إضعاف الشعور بالحياء لدى ساكنيها نتيجة اعتيادهم مشاهدة بعضهم في أوضاع تنطوى على الإثارة الجنسية". وأضاف الخبير الاجتماعى "أن العديد من دراسات المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أثبتت أن جرائم زنى المحارم تصل إلى 20% في المسكن الذي يتكون من غرفة واحدة، في حين ارتفعت إلى 31% في غرفتين، تليها نسبة الإقامة في ثلاث غرف لتصل إلى 28%، ثم الإقامة في أربع غرف تصل إلى 5.15%". الجدير بالذكر أن بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تفيد أن 33% من الأسر المصرية تقيم في غرفة واحدة بمتوسط 7 أفراد، كما يوجد في مصر 4 ملايين فتاة فوق الثامنة والثلاثين لم يتزوجن مقابل ستة ملايين شاب لم يتزوجوا. أسوأ مكان في العالم يمكن أن تعيش فيه المرأة صرح مكتب شكاوى المجلس القومى لحقوق الإنسان في مصر بأن نحو 64% من نساء مصر يتعرضن للتحرش الجنسى سواء باللفظ أو بالفعل في الشوارع والميادين العامة، الأمر الذي يجعلها تحتل المرتبة الثانية على العالم بعد أفغانستان في التحرش الجنسي. وأظهرت أيضًا نتائج دراسة أجرتها مؤسسة «تومسون رويترز»، واستعانت فيها بخبراء متخصصين في مجال قضايا المرأة، أن التحرش الجنسى وارتفاع معدلات ختان الإناث وزيادة العنف، كلها عوامل جعلت من مصر أسوأ مكان بالعالم يمكن أن تعيش فيه المرأة. وفضلا عن هذه السلوكيات المنحرفة وتفشى البلطجة بوتيرة متصارعة داخل المجتمع المصري، فإن مصر تحتل أيضا مركزا متقدما في مؤشرات الفساد والمركز قبل الأخير في جودة التعليم وتحتفى بالأعمال الفنية الرديئة ما يجعلها في حاجة إلى عملية تأهيل أخلاقى شاملة.