تنتشر في قرى محافظة أسيوط صناعة «الكشك»، وهو من الأكلات المصرية الأصيلة التي تعرف صناعتها سيدات القرى الفقراء، وتتفاوت أسعاره في المحافظات، ويُعد جبة رمضانية يصنعها الفقراء وتؤكل على موائد الأغنياء. رصدت «فيتو» طريقة صناعة الكشك العدوي، من بدايته وحتى تحضيره لتقديمه على الموائد كأشهر وجبات شهر رمضان المعظم الذي لا تخلو منه موائد المدينة. تقول السيدة عطيات فرغلي، 55 عامًا: «إن تلك الأكلة ورغم التقدم والطفرة في إعداد الأطعمة فإن سيدات المدن يطلبونها دائمًا قبل الشهر الكريم مهما ارتفع سعرها وبكميات كبيرة، خاصة في منازل العائلات الكبيرة»، مشيرة إلى أن الكِشك يحتوي على العديد من العناصر الغذائية تعوض الجسم ما يفقده الجسم خلال ساعات الصيام. وعن طريقة عمل الكِشك تقول عطيات: «نحضر القمح ثم يُسلق بعد تنظيفه ثم يجفف في الشمس ويتم فرمه ثم يوضع في إناء واسع ويضاف إليه "حادق اللبن" ويترك يومًا كاملًا في اللبن حتى يتشربه، ثم يتم عجنه من جديد مع إضافة الملح، ويقطع كرات صغيرة ويُترك في الشمس حتى يجف من جديد، ويأخذ وقت تجهيز الكشك من أسبوع إلى 10 أيام إلى أن يجف تمامًا، ويباع للتجار والعطارين أو كبار العائلات بسعر 20 جنيه للكيلو». من جانبه يقول إبراهيم طه أحد العطارين بأسيوط: «إن الكشك تُقبل عليه سيدات العائلات في الفترة قبل رمضان بشكل كبير ويرتفع سعره في ذلك الوقت كثيرًا عن باقي الأيام من العام، ولا يوجد الكثير من القرى تصنعه سوى بعض قرى منفلوط مثل بني عدي وقرى أخرى بأسيوط مثل الزاوية ودرنكة». وتقول سامية سليمان، مُدرسة: «إن شهر رمضان المعظم لا تكتمل المائدة فيه بدون الكشك على الفطار، فهو وجبة غذائية مكتملة العناصر وصحية ولذيذة، خاصة للأطفال وكبار السن، لسهولة هضمه». وتصف طريقة تقديمه فتقول: «يقدم الكشك أكثر في مناطق الصعيد على مائدة الإفطار بجانب العصائر والتمر عن طريق ترك بعض كرات الكشك في اللبن منذ الليل في الثلاجة وإضافة المكسرات له في اليوم التالي، ويقدم باردًا مع أذان المغرب، وعن طريقه طبخه كحادق يقدم مع الفراخ واللحوم بطبخه في الشوربة وإضافة البصل والتوابل له ويقدم ساخنًا».