الفنان حمدى أحمد، أحد علامات الفن المصرى وعالم السياسة، إنه "محمد أفندى" فى "الأرض" الذى أخرجه يوسف شاهين عن قصة عبد الرحمن الشرقاوى عام 1970، الذى تنبأ بعودة الأرض وتحرير سيناء، ثم فى القاهرة 30.. كذلك كان أول من واجه الإخوان بحقيقتهم منذ زمن طويل، عندما رفعوا شعار "الإسلام هو الحل"، وقال لهم آنذاك: إنه "شعار نصابين"، غرضكم به النصب على الشعب باسم الدين، وفى حواره ل "فيتو" نتناول قصته مع جماعة الإخوان المسلمين فى حزب العمل، ورؤيته لطريقة حكمهم الآن، وهل يتوقع تحقيقهم الخلافة، وهل مصالح إسرائيل مع الإخوان أفضل ما كانت عليه فى عهد النظام السابق.. فإلى نص الحوار: - قلت إنك أول من واجه الإخوان بحقيقتهم.. كيف ومتى؟ * بالفعل أنا أول من واجه الإخوان المسلمين منذ زمن طويل، عندما رفعوا شعار "الإسلام هو الحل"، وقلت لهم - آنذاك - إن هذا شعار نصابين، غرضكم به النصب على الشعب باسم الدين، وقلت لهم: أين مشروعاتكم الاقتصادية والتعليمية والصحية؟.. وللأسف ليس لديهم شىء، وقد أُغلق حزب العمل فى فترة التسعينيات بسبب استيلاء الإخوان عليه. - ما قصتك مع الإخوان فى حزب العمل؟ * حزب العمل الاشتراكى هو الحزب الذى عرف الاشتراكية قبل أن يولد عبد الناصر، وقد كنا نتفوه بها منذ نعومة الأظافر، وكانت سببًا فى سجنى، وكانوا يتهموننا بسببها أننا ليس لنا دين ونمارس الشذوذ، وكل الكلام الذى يجعل الآخرين ينفرون منا، وعندما جاء الإخوان للحزب كان المهندس إبراهيم شكرى رئيسًا للحزب، فناقشته وقلت له: إن الإخوان فصيل له فكر يختلف عن فكرنا، وبيننا فجوة عميقة، فهم اليمين المتطرف التآمرى، وليس لهم دخل بالحكم أو السياسة، ولا يعلمون عنها شيئًا، وليس لديهم أى نوع من الثقافة، سوى ثقافتهم فى الكتب الصفراء وسيد قطب. - إذا كانوا غير مثقفين.. فكيف يحكمون الآن؟ * هم يحكمون على طريقة المرشد العام السابق، بطريقة (طظ) فى مصر، فمصر بالنسبة لهم لا تهمهم فى شىء، فهى ولاية ضمن المنظومة الكبرى للخلافة التى ستضم باكستان وأفغانستان وسوريا ولبنان والأردن.. هذه هى الخلافة الإسلامية التى يريدونها، أى أن مصر جزء من دولة الخلافة ليس إلا. - هل تتوقع تحقيقهم الخلافة؟ * مستحيل.. لن يحدث ولا فى المنام. - هل كان الفريق شفيق أفضل من الإخوان؟ * شفيق كان أرحم لمصر من مرسى، فقد كنت أستطيع مناقشته بسهولة، أما هم فيتهربون من أى مناقشة جادة ب"قال الله وقال الرسول"، والحمد لله أكلنا وشربنا. - هل هذا معناه أنهم يحكمون على أمل أن ينزل الغيث من السماء؟ * لا.. لكنهم منظمة صهيونية عالمية لتنفيذ مشروع إسرائيل الكبرى. - وماذا سيكسب الإخوان من هذا المشروع؟ * هم رابحون من الآن.. فهم يملكون المليارات، وكلهم تجار شنطة، ولا يوجد بينهم رجل صناعة واحد، وقناة السويس وغيرها، كلها تجارة بالنسبة لهم، وكل هذا فى النهاية لصالح مشروع إسرائيل الكبرى. - هل هذا معناه أن مصالح إسرائيل مع الإخوان أفضل ما كانت عليه فى عهد النظام السابق؟ * بالفعل.. إسرائيل مصالحها مع الإخوان أفضل مما كانت عليه فى عهد مبارك، والدليل "جون كيرى" الذى قال: نحن أعطينا 194 مليون دولار للنظام المصرى، وليس لمحمد مرسى، وذلك لتعاون النظام المصرى الاستخباراتى مع إسرائيل للمحافظة على الحدود الإسرائيلية - المصرية، وهذا كلام لا يحتاج إلى تفسير. - هل جماعة الإخوان كانت جزءًا من نظام مبارك؟ * الإخوان لم يكونوا جزءًا من نظام مبارك، لكنهم كانوا يتصارعون مع النظام، إنما الاثنان كانا يتعاونان مع أمريكا، والعمل لحسابها. - ماذا تقول لمن يهاجمون الفن؟ * الفنانون وعلى رأسهم أم كلثوم كانوا يجمعون الأموال من أجل المجهود الحربى، وكان الشعب يدير المصانع، والإنتاج كان قويًّا، حتى لا يشعر أى مواطن بأن هناك خللًا فى منظومة الحياة وقت الحرب، فى ذلك الوقت كان الإخوان يرتدون البامبرز، ولم يقدموا لمصر أى شىء يذكر. - أخيرا، هل الدراما التركية جزء من المخطط؟ * المسلسلات التركية هى أكبر جريمة فى حق الثقافة والعقلية المصرية؛ لأنها تريد تخدير الشعب، وهى جزء من المخطط الكامل لتمكين الإخوان.. فكل الدراما التركية تعلم الناس الفسق والجحود وشرب الخمر وضرب الوالدين.. فهل هذا هو الإسلام؟.. كما أن المساعدات التركية وهم.