ارتفعت مياه نهر السين، بعد ظهر الجمعة، لتصل تقريبًا حتى خصر «زواف»، تمثال الجندي عند دعامة جسر «ألما» الممتد عبر ضفتي نهر السين في باريس. وتشهد باريس واحدًا من أسوأ الفيضانات خلال أكثر من 30 عامًا، مع ارتفاع النهر الممتد وسطها لأكثر من 6 أمتار، أعلى من مستواه الطبيعي بعد ظهر الجمعة، وفقًا لموقع الحكومة الإقليمية. وأغلق متحف اللوفر الشهير عالميًا أبوابه، للسماح برفع الأعمال الفنية من الطوابق السفلية، وبث صورًا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ليظهر عملية نقل التحف الفنية، وأكد المتحف أنه "لا خطر على الأعمال الفنية في متحف اللوفر". وعلى طول ضفتي النهر أعلنت كثير من المواقع الثقافية البارزة في المدينة هي الأخرى إغلاق أبوابها، بما في ذلك متحف دورسيه، الذي يستضيف واحدة من المجموعات الأكثر شمولًا للفن الانطباعي في صالاته الشامخة التي كانت يومًا محطة قطار. وبالقرب من شارع الشانزليزيه، أغلق متحف ومعرض جراند باليه، المسقوف بقبة زجاجية، أبوابه بعد ظهر أمس، كما أغلق موقعان للمكتبة الوطنية أيضًا، بما في ذلك مكتبة فرانسوا ميتران، وهي مجمع حديث يضم بين جنباته حديقة تتخذ طابع الغابات. والتقت وزيرة الثقافة، أودري أزولاي، مع ممثلين للمتاحف والمؤسسات الثقافية المتضررة من الفيضانات في متحف اللوفر، فيما وعد رئيس الوزراء، مانويل فالس، في وقت سابق بتمويل طارئ لدعم الأشخاص المتضررين من الفيضانات. وتسبب هطول الأمطار الغزيرة في وقت سابق من هذا الأسبوع في فيضان نهر السين، وعلى الرغم من تناقص معدل الأمطار إلى حد كبير بحلول نهاية الأسبوع، صنفت وزارة الطاقة، والمحيط والبيئة منسوب مياه الأنهار في جميع أنحاء باريس في المستوى البرتقالي، وهو ثاني أعلى مستوى للمخاطر. ووفقا لإحصاء أجرته صحيفة «لوموند» فقد تم إجلاء ما يقرب من 20 ألف شخص خلال الفيضانات التي ضربت المنطقة المحيطة بباريس هذا الأسبوع، وذكرت الصحيفة أن السلطات سجلت حالتي وفاة، إحداهما لطفل في الثالثة من العمر. وفي ألمانيا ارتفع عدد ضحايا الفيضانات التي اجتاحت مناطق في ولاية بافاريا جنوبي ألمانيا إلى سبعة أفراد بعد وفاة رجل يبلغ من العمر 71 عاما أصيب بأزمة قلبية إثر نقله إلى المستشفى. وعثرت فرق الإنقاذ على زوجين يبلغان من العمر 81 و77 عامًا، كانا قد اختفيا منذ الخميس في مدينة زيمباخ بعد أن أغرقت المياه قبو منزلهما وذلك دون أن يمسهما أي مكروه، وقالت السلطات إنه لم يعد هناك أي شخص آخر في عداد المفقودين في المنطقة. وصرح مسئولون محليون بأن حجم الخسائر في المناطق المتضررة من الفيضانات في بافاريا السفلى، والتي تتضمن مدينتي زيمباخ أم إين وتريفتيرن وغيرهما من المدن القريبة من الحدود النمساوية، يقدر بمئات الملايين من اليوروات. وقال مسئولون إنه على الرغم من بدء المياه في الانحسار في بعض الأماكن، وبدء عملية تنظيف طويلة اليوم الجمعة؛ فإن آثار الفيضانات ستدوم لعدة أشهر. ه.د (أ ف ب، د ب أ) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل