و"لأن الصب تفضحه عيونه": "هويدى" يغازل مرسى ب "التركى".. لم يصب الممل أستاذنا فى مهنة "البحث عن المتاعب"، الزميل فهمى هويدى من إرسال خطابات "الود والغرام" لرئيس "أهلى وعشيرتى" الدكتور محمد مرسى، الذى يبدو أن أجهزة استقباله أصابها نوع من العطب، جعله لا يقابل "ود هويدى" إلا ب " تطنيش إخوانى". رسائل الكاتب الكبير التى لم تنقطع منذ دخول "مرسى" للاتحادية بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات فوز "العياط" بالرئاسة، كان آخرها رسالته التى يمكن أن نطلق عليها مجازاً، "الرسالة التركية"، فالرجل المعروف عنه ولعه الشديد بالتجربة الإيرانية، لم يجد حرجا ، رغم الاختلاف الحالى بين ساسة الإخوان وساسة أردوغان، فى التعبير عن فرحته بالاتفاق الذى جرى بين "أكراد تركيا"، وأصدقاء الرئيس وجماعته فى العاصمة "أنقرة". فرحة "هويدى" كان ممكناً مقابلتها بفرحة مماثلة أو أقل قليلاً، لكن شيطانه ونفسه "الأمارة بالسوء"، جعلتنا نصرخ "المقالة فيها عدة أفيال وليس فيل واحد"، خاصة أن البداية "المرهفة الناعمة"، كشفت عن فحوى مقال لا يتعدى كونه هجمة "هويدية " جديدة على أبناء صاحبة الجلالة، الذين تلاحقهم نيران "هويدى" منذ إعلانهم العصيان الصحفى على الرئيس والذين معه. الكاتب "المغرم" خرج علينا صباح السبت الماضي، وبعد أقل من 48 ساعة من الإعلان عن الاتفاق " الكردى – التركى" ، ليعلن "قرفه" من تحركات المعارضة التى خرجت لتطالب ب "رد الكرامة" للصحفيين – وهم من نفس المهنة التى جعلت من هويدى كاتبا كبيرا"، لكنها اصطدمت بقوات الأمن و"شبيحة الإخوان"، وكان ما كان. ولأن "مرآة الحب عمياء"، لم يستطع زميلنا الكبير – سنا – رؤية ومتابعة مشاهد سحل الصحفيين أمام مكتب إرشاد "جماعة مرسى"، لكنه كان فى كامل قواه العقلية، وهو يتابع دعوات التظاهر أمام مكتب الإرشاد، فخرج ليقول فى المقال الذى حمل عنوان "انقسام هنا وانسجام هناك": دخلت تركيا فى مصالحة تاريخية كبرى، فى حين تكاد مصر تغرق فى بحر الانقسام والخصام. وأكمل بقوله: ومن مفارقات الأقدار وسخرياتها أنه فى الوقت الذى كانت ترتيبات المصالحة تجرى بين أنقرة وبين القيادة الكردية، فإن النخبة المصرية كانت تواصل تجاذبها وعراكها، مستخدمة فى ذلك مختلف أسلحة القصف والاغتيال، المقبول منها والمحظور، حتى قرأنا لأحد هواة السياسة الجدد قوله "إن مصر لن تسعنا معا (المعارضة والإخوان). الغريب فى "معلقة هويدى الغرامية" أنه – دون أسباب قوية- لم يجد حرجاً فى الزج و"التشفى" من أصحابه وزملائه فى الصحافة، حيث ألقى بالمسئولية – وعليه التبرير- على وسائل الإعلام عامة والصحف خاصة، وتحديدا التى اقتربت من "فتى الجماعة الأول"، والمرشد البديع والنائب الشاطر ومن يتبعهم حيث قال "هويدى": أرجو أن تعتبر ما سبق «فشة خُلق» كما يقول إخواننا فى الشام، لأننى كنت قد عزمت على الحديث عن أهمية وعبرة المصالحة التاريخية التى حدثت فى تركيا يوم أمس الأول (الخميس)، لكننى وجدت أن بعض الصحف المصرية الصادرة فى صباح اليوم ذاته كرست صفحاتها وأخبارها وتعليقات كتابها للتعبئة والتحريض على الانخراط فيما سمى «طلعة الجمعة»، فدفعتنى المفارقة إلى المقارنة التى لم يكن منها بد". وإذا تسامحنا مع الأستاذ "فهمى" وقلنا عن الاتهامات التى وصم بها الصحف التى تحدثت – على حد قوله – عن "طلعة الجمعة" لا تتعدى كونها " فشة خُلق"، فهل سيمح لنا كاتبنا العزيز ويعتبر محاولتنا فى متابعة مقالاته أمراً يندرج تحت قول "من رأى منكم منكراً".