لحد إمتى؟!

ميدو الرايق مخاطبا مذيع التلفاز بالقناة الثقافية: معلش يا أستاذ كامل اتأخرت عليك شوية.. أصلى لسه راجع من الساحل الشمالى الجو كان حر خالص اليومين اللى فاتوا جدا في القاهرة، تصور.. ما كناش عارفين نلعب جولف خالص من حرارة الجو أنا وبابى وعمو المستشار صالح، عشان كده كان لازم آخد أسبوعين تلاتة في الساحل؛ أروق أعصابى شوية الواحد بيعانى خالص من تغيير الجو ده، تكييف في البيت والمكتب والعربية بس الشوارع هانعمل فيها إيه ؟!!
كامل الوديدى مذيع القناة الثقافية: آه لو الناس اللى انت مموت نفسك عشانهم في قصايدك دول يعرفوا قد إيه انتم بتتعبوا وتبهدلوا نفسكم لأجل خاطرهم، معلش الله يكون في عونك يا أستاذ ميدو أنت وأمثالك من الشعراء الوطنيين.
ميدو الرايق: طيب عشان ما نضعيش وقت، كلمات الأغنية الجديدة تتحدث عن الإنسان المصرى وسلبيته المعهودة وتطالبه ببذل الجهد وإلقاء ثوب الكسل بعيدا عنه حتى يستطيع اللحاق بركب الحضارة والتقدم في يوم من الأيام.
المذيع: طيب اتفضل يا أستاذ ميدو...
يعتدل الأستاذ ميدو الرايق في جلسته ويوجه حديثه للكاميرا مخاطبا مشاهديه بقصيدته الجديدة التي سيغنيها مطرب الشباب سامر فوزى في فيديو كليبه الجديد قائلا:
لحد إمتى هاتفضل مستنيها !!
لحد م غيرك يسبق ويفوز بيها
انت أصلك سلبى ومقضيها..
ياخوفى وقتك يخلص وتروح فيها
الدنيا دى عايزة المجدع
اللى قلبه جريء
مش عايزة القعدة الفاضية
ع القهوة ف كل طريق
مسيرةا بكرة هاتفرج
يا حبيبى مهما تضيق
المهم تحاول فعلا
مش تتصل بصديق
لحد إمتى هاتفضل مستنيها !!
لحد م غيرك يسبق ويفوز بيها
انت أصلك سلبى ومقضيها..
يخوفى وقتك يخلص وتروح فيها
ياما حطيت إيدك
ع الخد ياما بكيت
لا حد قال لك مالك
ولا حد زار لك بيت
يا رب تجرى وتلحق
لحسن أنا انشليت
تعبتنى قعدتى جنبك
ومسيرى أقول لك تيييييت
لحد إمتى هاتفضل مستنيها !!
لحد م غيرك يسبق ويفوز بيها
انت أصلك سلبى ومقضيها..
يخوفى وقتك يخلص وتروح فيها
وبعد أن أنهى حمادة الرايق قصيدته أو أغنيته المنتظرة الطافحة بالهمة والعزيمة واللوم للشباب المصرى على تقاعسه وتخاذله وقعوده عن العمل، نظر مصرى عبد الراضى خريج كلية الآداب قسم فلسفة بدرجة جيد جدا إلى زميله المهندس المعمارى سالم سعداوى الذي كان يلاعبه دور طاولة على المقهى نظرة ساخرة مكتنزة بالألم والمرار، ومصمصا شفاههما طويلا ومطاها في تعبير عدمى بليغ أغناهما عن تبادل الحديث الممجوج الذي ملاه منذ فترة طويلة بعد أن أعاداه وزاداه آلاف المرات دون جدوى، ليكملا الدور الذي لم ينته يوما منذ أن تخرجا وقضّيا فترة تجنيدهما وحاولا العمل بشهادتهما مئات المرات دون فائدة، وبينما كان سالم يرمى الزهر كانت نفس القناة تمعن في إغاظتهما والسخرية منهما بطريقتها الخاصة، حيث كان المطرب الشعبى الكبير أحمد عدوية ورامى عياش يشدوان مغنيين: "وبحب الناس الرايقة اللى بتضحك علطول" ؟!!