سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«لعبة القط والفأر» بين الأوقاف والسلفيين مع اقتراب رمضان.. الوزارة تسيطر على المساجد وتحجم الاعتكاف.. والدعوة تسعى للتوسع في الزوايا.. قيادي سلفي: المساجد ملك لنا.. برهامي: ملتزمون بقرار الوزارة
مع اقتراب شهر رمضان، بدأ ناقوس الخطر يدق أجراسه لبدء الحرب الباردة بين الدعوة السلفية ووزارة الأوقاف، ومحاولة كل منهما أن يستحوذ على القدر الأكبر من التحكم والسيطرة على المساجد، وتدور المعركة على المساجد في ظاهرها إلا أن باطنها معركة صامتة على انتشار وتوسع الدعوة السلفية، فالدولة متمثلة في الأوقاف تحاول تقليم أظافر الدعوة السلفية، والأخيرة تحاول أن تصمد أمام قرار وزير الأوقاف محمد مختار. معركة المساجد بدأت وزارة الأوقاف في فرض سيطرتها على عدد كبير من المساجد قبيل حلول شهر رمضان بأيام معدودات؛ حيث بسطت نفوذها على أكبر المساجد المعروف عنها استحواذ السلفيين عليها، وتركت للسلفيين عدد قليل من المساجد للشيوخ الحاصلين على تصاريح للخطابة داخل المسجد من وزارة الأوقاف مع تعهدهم بالاتلزام بالخطب والدروس التي تطرحها الوزارة وإلا يتعرض من يخالف قرار الوزارة إلى المنع من اعتلاء المنبر مرة أخرى، إلا أن السلفيين، خاصة من ينتمون للدعوة السلفية يحاولون التغلب على قرار الأوقاف والانتشار في رمضان بالمساجد التي لا يوجد عليها رقابة شديدة من الأوقاف. ضوابط الاعتكاف وخاضت وزارة الأوقاف صراعًا آخر مع السلفيين، حيث وضعت ضوابط لراغبي الاعتكاف خلال شهر رمضان، يأتي على رأسها أن يكون الاعتكاف بالمسجد الجامع لا بالزوايا ولا المصليات، مشددة على ضرورة أن يكون الاعتكاف تحت إشراف أحد أئمة الأوقاف أو أحد الشيوخ الحاصلين على تصريح من وزارة الأوقاف، فضلا عن شرط أن يكون المعتكفون من قاطني المنطقة نفسها التي يوجد به المسجد، وهو ما يسعى السلفيون أيضًا للتغلب عليه بزيادة عدد المعتكفين والمساجد المخصصة للاعتكاف، وفي نفس الوقت تجنب الصدام مع الوزارة قدر المستطاع. الخلاف داخل الدعوة السلفية وأبدى سامح عبد الحميد، القيادي بالدعوة السلفية، استياءه من قرارات الأوقاف قائلًا: "إن المساجد ملك للسلفيين منذ سنوات، ولا يمكن أن يتركوها أو يتخلوا عنها، رغم دعوتهم لتوحيد الصفوف مع الدولة ضد الإرهاب. وأضاف عبد الحميد، أن وزارة الأوقاف تحاول التضييق على السلفيين بكل السبل، ولا ندري سببًا لهذا، نحن ندعم الدولة ونقف بجانبها ونساعد على نشر قيم الإسلام ونمنع التطرف ونلقي الخطب والندوات لتوعية الشباب بحقيقة الإسلام بعيدًا عن التنظيمات الإرهابية التي تشوه صورة الإسلام وتتمكن من استقطاب الشباب. حق وزارة الأوقاف ومن جانبه قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، إنه لا توجد أزمة في الحصول على تصريح للخطابة، موضحًا أن وزارة الأوقاف هي الجهة المنوط بها بمنح تصاريح الخطابة، وفق القانون واللوائح. وأوضح «برهامي» في تصريحات صحفية، أنه ملتزم بما تقرره الوزارة من موضوع الخطب الموحدة، ومدة الخطبة، وعدم استغلال المسجد في الدعاية السياسية، وهذا أمر متابع بالضبطية القضائية لمفتشي وزارة الأوقاف.