مواقف مصر واضحة تجاه القضية الفلسطينية ولا أحد يستطيع أو يتجرأ أو يزايد عليها، وقد كلفها ذلك الكثير والكثير وخاضت حروبًا من أجل الحصول على حقوق الفلسطينيين واسترداد أراضيها المغتصبة من العدو الإسرائيلي.. في الأيام القليلة الماضية صدرت تصريحات من الرئيس عبد الفتاح السيسي خاطب فيها المجتمع الإسرائيلى بإمكانية السلام بشرط الحفاظ على حقوق الفلسطينيين، وهو ما يعد خطوة إيجابية للوصول إلى سلام ويحقق الأمن والأمان لدى الطرفين، ولكن لكى يتحقق السلام لابد من وجود ضغوط من المجتمع الدولى وبخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي تملك أدوات إتمام السلام أو عرقلته.. وعلى الفلسطينيين أن يبتعدوا عن الفرقة والانقسام ويتم المصالحة بين كل فصائلها قبل السير قدمًا نحو تحقيق السلام الذي دعا إليه الرئيس السيسي من خلال الاتفاق على البرنامج السياسي وتشكيل حكومة وفاق وطنى والدعوة إلى انتخابات رئاسية.. لقد نجحت مصر من خلال رئيسها في تحريك المياه الراكدة، حيث تعمد الإسرائيليون الهروب من أي مسار سياسي طوال السنوات الماضية وقد حان الوقت لفتح هذا الملف الشائك أمام المجتمع الدولى والإعلان عن مواقف الدول تجاه السلام المطروح والموقف المصرى الذي يعتبر سندا مهما في طرحه الآن ولكن هل تنجح مبادرة السلام ؟ المهم أن مصر قامت بدورها وعلى الطرفين المتنازعين أن ينضموا إلى مائدة المفاوضات للوصول إلى قرارات تحفظ حقوق الفلسطنين. بديهى أن هناك فصائل فلسطينية وأيضًا إسرائيلية تسعى لإفشال المبادرة المصرية لأنها في وضعها الحالى تشعر بالقوة والنفوذ. التصريحات سواء من الجانب الإسرائيلى أو الفلسطينى تؤدى للتفاؤل وأننا على مشارف المصالحة والسلام بين الطرفين، لكن من المؤكد أن هناك مناورات ومآرب لدى الطرفين ولن تنجح المصالحة إلا إذا كان هناك إجماع دولى على إتمامه.. فهل نرى هذا الإجماع وبخاصة أمريكا التي تملك تحريك مبادرة المصالحة ؟! على العموم نحن أمام اختبار الطرفين من مدى استعدادهم للسلام أو أن كل طرف لديه "ارتياحية" في الوضع القائم !!