في بلد المتناقضات، في مصر فقط تجد الشيء وعكسه، فكما تجد الحي الراقي النظيف متكامل الخدمات، تجد بجانبه مباشرة المنطقة العشوائية، وفي الشارع تسير السيارة باهظة الثمن بجانب العربية "الكارو"، أيضًا في القليوبية ترى مناطق محرومة من مياه الشرب وأخرى تغرق يوميًا بها، مناطق تغرق في مياه الصرف الصحي، وأخرى محرومة منها، كل هذا يكشف عن خلل في توزيع الموادر. الأزمة فإذا تحدثنا عن أزمة الصرف الصحي، نجد أن أكثر من 50% من قرى المحافظة، تعاني الحرمان من الصرف الصحي، ويتجه الأهالي بها إلى الصرف عبر "كساحات" تقوم بإلقاء مياهها بالترع والمصارف، مما يسبب كارثة إنسانية وبيئية، ويوازي انعدام وجود خدمة الصرف الصحي إلى قرى ومناطق تغرق في الصرف الصحي، وأبرزها الخانكة التي تعرضت بالأمس واليوم إلى غرق كامل لشوارعها وسط إهمال وتقصير من المسئولين. ويشير أحمد بلح، مؤسس الحملة الشعبية بالخانكة، إلى أن المدينة كانت تعاني في وقت سابق، من خلل في شبكة الصرف الصحي، أدت إلى غرق قرى بالكامل، منها المنايل وكفر حمزة والقلج، ووعد المسئولين بحل المشكلة، ولم يحدث شيء. وأكمل "بلح"، أن الأمر ازداد سوءًا اليوم، بغرق الشوارع الرئيسية بالمدينة منها شارع الجمهورية، شارع المقابر، وأصبحت المدينة تعوم في بركة من الصرف الصحي. ويوضح محمد شريف، أحد أهالي مدينة طوخ، أن معظم القرى التابعة للمدينة، لم تصل إليها حتى الآن خدمة الصرف الصحي، بالإضافة إلى توقف مشروعات الصحي في القرى الواقعة على حدود المدينة منذ سنوات دون أن يستجيب أحد إلى شكاوى المواطنين. ويكمل فوزي رزق، أحد المواطنين بقرية جمجرة ببنها، أن أهالي القرية محرومون من خدمة الصرف الصحي ويتجهون لصرف مياه الصرف الصحي عبر "كساحات"، التي تلقي بمياهها في مصرف قديم مجاور لترعة مياه شرب وترشح مياه الصرف الصحي وتتداخل مع مياه الشرب، مطالبًا المسئولين بحل مشروعات الصرف الصحي المتوقفة. المسئول يشير المهندس مصطفى مجاهد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالقليوبية، إلى أن ما يحدث من انفجار لخطوط الصرف الصحي وتحديدًا بالخانكة، عبارة عن أعطال خارجة عن إرادة الشركة، فأي شيء في الكون معرض للتلف، منوهًا أن الشركة تتعامل مع الأعطال فور الإخطار بها. وأكمل مجاهد أن ما حدث من غرق لشوارع الخانكة كان بسبب حيرة الشركة بين فصل مياه الشرب نهائيًا عن المدينة حتى لا تزيد أزمة الصرف عند صرف الناس للمياه بعد استعمالها، أيضًا ضرر المواطنين في حالة انقطاع المياه، مطمئنًا المواطنين بعودة الأمور لطبيعتها في أقرب وقت.