تتغير مواقف اللصوص بشكل تام بعد التوبة، ويظهر ذلك واضحا في سلوكهم، بعد أن يستعيدوا رشدهم، ويقرروا إصلاح ما صدر عنهم من آثام. وترصد «فيتو»، فيما يلي، أبرز مواقف اللصوص بعد التوبة: ثمن موبيل "دق جرس الباب" فتح "هيثم وجيه"، إذا بظرف يحتوي على رسالة اعتذار ومبلغ 2000 جنيه، إنها رسالة من لص تائب سرق منه هاتفه المحمول منذ 13 عامًا، يعتذر فيها عن سرقته هاتفه، موضحا أنه باع الهاتف بمبلغ 600 جنيه بعدما سرقه من "سايبر" كان يملكه "وجيه"، وأعاد له 2000 جنيه كتعويض. الأمر الذي جعل وجيه يعلق قائلًا: "أغرب ما يمكن أن يتلقاه شخص بعد كل تلك السنوات، وتقريبًا مصر لسه فيها شوية خير، مش مستوعب وحاسس كإني لسه بفهم الناس من الأول بس ربنا يشهد إني مسامح". بتر الأيدي وبعد أن لقب "بالصاروخ والملقاط"، تعبيرًا عن حجم الجرائم التي يرتكبها، وهو خارج دائرة الاشتباه، لكن بقراره القاسي تحول لقبه إلى "التائب بلا رجعة"، كلمات تصف ما فعله "علي عفيفي"، الاسم الذي كان يتردّد بعد كل حادث سرقة يفشل فيه المحققون في إيجاد أي دليل يقود إلى ضبط مرتكبه. اتخذ الشاب الذي بات لصًا تُلصق به كل الجرائم، قراره بالتوبة الإجبارية، حيث قرر قطع يده حتى لا تمتد وتسرق مرة أخرى، وقبل أن ينفذ قراره شاهده أحد أصدقائه وأقنعه بالعدول عن الفكرة والرجوع إلى الله والتغلب على شيطان نفسه، واقتنع "علي" بكلمات صديقه وعدل عما قرّره، لكن من دون أن يشعر وجد يده تمتد وتسرق مرة أخرى. شعر بأن لا محالة من تنفيذ قراره، فذهب إلى سكة القطار وانتظر قدومه ووضع يده اليسرى على السكة، فبترها القطار وسط صرخات الألم التي كانت في الحقيقة إعلانًا للتوبة عن ماضيه، توقف "علي" عن جرائمه لأكثر من سنة، لكنه عاد مرة أخرى، مستغلًا يده المبتورة في جذب تعاطف الناس معه، وارتكب عشرات الحوادث التي عادت عليه بالآلاف، لكنه شعر بتأنيب الضمير، فعاد إلى سكة القطار مرة أخرى وبتر يده اليمنى كعقاب له في 2013، عما ارتكبه من حوادث على مدى عشرين عامًا. وبعدها اصطحب الشاب والده ووالدته، لأداء العمرة، لتكون بداية جديدة له، استطاع بعدها ومن خلال مساعدة والده وعمّه إتقان أعمال الحاسب الآلي، وعمل في أحد المصانع ليكسب الرزق الحلال. زفة بلدي وفي واقعة غريبة وطريفة، طاف لص شوارع القاهرة يرتدي ملابس الإحرام في 2011، يرافقه زفه بلدي بالطبل والزمر، ويمسك بيده لافته كتب عليها "مبروك علينا عودة مصر لنا بمحاكمة الفاسدين"، ويعلن توبته ويهنئ المصريين بدخول حسني مبارك وعائلته ونظامه السجن. أشار الرجل إلى أنه يُدعى محمد راشد، كان "لصًّا" وأنعم الله عليه بنعمة التوبة، وأنه لا يخجل من التصريح بذلك، قائلًا: "لا بد أن يعرف الناس أني لم أكن مثل الفاسدين الذين يُحاكمون الآن؛ أنا كنت أسرق لأطعم الفقراء، كما كان يفعل "روبن هود"، أما هم فيسرقون لأنفسهم"، وعن سر ارتدائه الملابس البيضاء فقال إنه تعبير عن تطلعه إلى مستقبل أبيض ومشرق لمصر. نصائح لساكني العقارات وكان أول قرار للص التائب "محمد راشد" بعد توبته إصدار كتاب على نفقته الخاصة، يروي فيه تجربته مع السرقة، ويقدم فيه نصائح لساكني العقارات لحمايتهم من السرقة. جمع اللص التائب ملايين الجنيهات من تخصصه في سرقة الشقق الراقية بالقاهرة، وانتهت رحلته في السجن، إلا أنه قرر التوبة بعد الإفراج عنه ويقص لأكبر عدد من الناس حكايته، أملًا في أن يكون سببًا في توبة اللصوص، وتنازل عن الأموال والمجوهرات التي سرقها لوزارة الداخلية التي كرَّمته ومنحته رحلة حج وخصصت له كشكًا يعينه على كسب قوته من عرق جبينه. ولا يزال اللص التائب يتجول في الشوارع وإشارات المرور ليوزع كتابه رغم مرور سنوات على توبته في 2010، حتى أصبح بالنسبة للكثيرين في الشارع وجهًا مألوفًا بفضل البرامج التليفزيونية العديدة التي ظهر بها منذ خروجه من السجن.