يبدو أن خارطة الائتلافات تحت قبة البرلمان، ستشهد تغيرا خلال الفترة المقبلة، وأن الاستقرار أبعد ما يكون عن ائتلاف "دعم مصر" الذي تم الإعلان عنه مؤخرا، خاصة في ظل إعلان حزبي "الوفد والمصريين الأحرار" نيتهم لتشكيل ائتلاف برلماني جديد. تيران وصنافير وبالرغم تواتر الأحداث التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية، إلا أنها لم تثن الكثيرين من حديث عن أزمة جزيرتى «تيران وصنافير»، والجدل الدائر بين كونهما تابعتين للسيادة المصرية أم السعودية. الأمر لم يقف عند حد جدل شعبى بالشارع المصري ما بين مؤيد ومعارض لاتفاقية تعيين الحدود المائية بين مصر والسعودية، بل امتد الأمر ليصل إلى داخل إحدى مؤسسات الدولة - والمعنى له البت في الاتفاقية وفقا للدستور. اتفاقية تعيين الحدود ومن المقرر أن يتلقي مجلس النواب خلال الأيام المقبلة، القنبلة الموقوتة، وهى معالم الاتفاقية التي جرت بين مصر والسعودية، وهو الأمر الذي انعكس بدوره داخل البرلمان، ونقل الجدل من خارج أسوار بيت الأمة إلى تحت قبة، وانقسم النواب ما بين رافضين ومؤيدين، بل ولوح البعض بالانسحاب من ائتلافات برلمانية تعارض موقف الشارع. اجتماعات مستمرة عقد ائتلاف "دعم مصر" صاحب الأغلبية، اجتماعات مع أعضائه، وجاء بعدد من أساتذة التاريخ الذين يرون أحقية السعودية للجزر، وعرض ملامح قناعاته للنواب، إلا أن كثيرين تحفظوا على الأمر، ولوح أيضا بالانسحاب من الائتلاف حال انتهاجه موقفا مغايرا لرغبة الشارع. وصاية دعم مصر إلا أن عددا ليس بالقليل داخل الائتلاف اعترضوا على وصاية قيادات الائتلاف، ورفضوا التصويت بالموافقة على الاتفاقية، واعتبروا أن الجزيرتي مصريتان، ولا يجوز التنازل عنهما للسعودية، مما أحدث انقساما وخلافا جديدا داخل الائتلاف بعدما حاول قيادات الخروج من توابع انتخابات اللجان النوعية. ويأتي على رأس النواب أعضاء ائتلاف "دعم مصر" الرافضين للاتفاقية، ودخلوا في صدام مع أعضاء المكتب السياسي، كل من إيهاب غطاطي مسئول الاتصال السياسي بالائتلاف عن محافظة الجيزة، والقائم بأعمال المنسق العام بالمحافظة، وسارة صالح النائبة عن محافظة جنوبسيناء، وأمين مسعود عضو مجلس النواب عن دائرة الزاوية والشرابية، وسيد سلطان عضو مجلس النواب عن مركز الفيوم الذين يطلبون من النواب أعضاء الائتلاف ضرورة التصويت برفض الاتفاقية عند عرضها على البرلمان. اتصالات القيادات وعقب أن أعلن مسئول الاتصال السياسي بائتلاف "دعم مصر" رأيه وقراره برفض التنازل عن الجزيرتين، بدأ في تلقى اتصالات هاتفية من عدد من القيادات الأمنية، والتي طالبته بشكل ودي بضرورة العدول عن موقفه، وذلك لمنع اشتعال أزمة بالبلاد خلال الفترة القادمة والنظر لمصلحة الوطن، وهو ما رفضه "غطاطي"، وأعلن أنه متمسك برأيه لحين أن تثبت اللجنة التي سيشكلها مجلس النواب بالأدلة عكس ذلك. وقال إيهاب غطاطي إنه بالرغم من كافة الضغوط التي مورست عليه، والتوجيه الذي يحدث من قبل البعض الا أنه ما زال مقتنعا أن الجزيرتين مصريتان، ولا يجوز أن يتم التنازل عنهما لصالح السعودية، خاصة أنه قد حدث موقف مشابه مع الرئيس الأسبق محمد مرسي بخصوص حلايب وشلاتين وحينها انتفض الشعب المصري عن بكرة أبيه وتم التظاهر بالميادين للاعتراض على هذا الموقف. أزمة الشعب وأضاف "غطاطي" في تصريحات خاصة ل"فيتو" أن أعضاء مجلس النواب حينما يدخلون في أزمة تخص قطاعا كبيرا من الشعب المصري، ويوجد عليها خلافات فإنهم ينحازون إلى صوت الشارع خوفا من أن تتراجع شعبيتهم بدوائرهم الانتخابية، مثلما حدث في واقعة قانون الخدمة المدنية والذي أعلن قطاع كبير من المصريين رفضه، فانحاز وقتها النواب إلى المصريين وتم التصويت برفض القانون. ضغط إعلامي وأشار القائم بأعمال المنسق العام لدعم مصر بمحافظة الجيزة إلى أنه إذا حدث ضغط إعلامي على النواب لحثهم على رفض الاتفاقية لتظل الجزيرتان مصريتين فوقتها سيخشى النواب تراجع شعبيتهم، وسيصوتون برفض الاتفاقية أما إذا حدث العكس فوقتها سيوافق النواب على الاتفاقية. لم يكن "دعم مصر" فقط الذين يقف على بابه سيجال الجزر، بل امتد لائتلافات أخرى قيد التأسيس، بعدما عزم الوفد على تكوين تحالف الأمة المصرية، توقف الأمر نظرا لعدم معرفة النواب المنضمين له باتجاهه بشأن الجزيرتين، ولذا أعلن الوفد إرجاء تشكيل ائتلاف. المصريين الأحرار أما المصريين الأحرار، فبدأ في اتخاذ خطوات جادة لتكوين ائتلاف من أعضائه والمستقلين، وأعد وثيقة تحكم ضوابط عمل ائتلافه، وتزايدت طلبات الانضمام إليه بعد ما ارتاء الآخرون أداء نواب الحزب، والعمل بصورة مؤسسية منضبطة. رغم سير العمل على قدم وساق، توقفت قليلا المباحثات بين قيادات الحزب ونوابه، والنواب المستقلين، ليس لأمر الجزيرتين إنما لانشغالهم بانتخابات اللجان النوعية ليعود مجددا بعدما حقق نجاحا في رئاسة 3 لجان ووكالة 9 آخرين وأمانة سر ليواصل خطواته في تأسيس الائتلاف. تحالف برلمانى شهاب وجيه المتحدث الرسمى باسم حزب المصريين الأحرار، أكد أن الحزب يمضي بخطوات ثابتة لتأسيس تحالفه البرلمانى، ولفت إلى أن توقف المباحثات كان لانشغال بانتخابات اللجان النوعية. وقال المتحدث الرسمى باسم حزب المصريين الأحرار في تصريحات خاصة ل "فيتو"، إن الائتلاف سيكون محط أنظار الكثيرين لأنه سيعمل بصورة مؤسسية منضبطة، وفقا للوثيقة المتوافق عليها. وأوضح أنه ليس هدف الحزب الكم العددى للائتلاف قدر التوليفة التي يضمها من نواب فاعلين، مؤكدا أن عدد الائتلاف سيعلن في حينه ويواكب قدر الحزب رقما واحدا بمصر، مشيرا إلى أن النواب المنضمين للائتلاف تجمعهم رؤية مشتركة وتوافق على المبادئ العامة للحزب وأجندته التشريعية.