قال نائب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر: إن "الولاياتالمتحدة ملتزمة بعلاقات دبلوماسية قوية وبنّاءة مع دول مجلس التعاون الخليجي، وبالعمل مع شركائها في المنطقة لمواجهة المخاطر التي تواجههم، لاسيما فيما يتعلق بالملف الأمني ومحاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة". وأوضح تونر، خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي في دبي اليوم الأربعاء، أن "الولاياتالمتحدة ملتزمة بتقديم المزيد تجاه الأزمات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط في سوريا واليمن والعراق". وقال تونر: إن "الإرهاب تمدد في العراق عقب الانسحاب الأمريكي، وتنامى خطر تنظيم داعش، الذي أصبح يمثل تهديدًا حقيقيًا للمنطقة والعالم". وأشار إلى "الدور الأمريكي في مساعدة الحكومة العراقية وتجهيز الجيش العراقي في الحرب ضد الإرهاب، والدور المؤثر للتحالف الدولي في مواجهة تنظيم داعش". وتابع أن "أمريكا ملتزمة بتقديم مزيد من الدعم لوضع حد للنزاعات في سورياوالعراق، وأنها تدرك ما تواجهه المنطقة من أزمات"، مشيرًا إلى دعم الولاياتالمتحدة للتحالف الدولي في العراق، "والذي تمكن خلال الفترة الماضية من توجيه ضربات قوية لتنظيم داعش وأفقده 40% من الأراضي التي أحتلها في العراق". وبخصوص الوضع في سوريا، قال تونر: إن "هناك عملية سياسية تجمع الفاعلين السياسيين من المعارضة السورية بالنظام السوري من خلال جولات تفاوض مباشرة، سعيًا للوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة هناك، ومع إدراك الولاياتالمتحدة بهشاشة الهدنة إلا أنها تعوّل على المفاوضات التي ستُعقد في جينيف الأسبوع المقبل". وتطرق تونر، إلى نظرة الولاياتالمتحدة للائحة المعارضة السورية، واللغط المحيط بمن له الحق في تمثيل الشعب السوري، حيث أكد أن "السعودية قامت بجهد كبير في هذا الإطار، وفي التنسيق مع الفصائل السورية المختلفة، وعمل قائمة موحدة تمثل مختلف أطياف الشعب السوري"، كما أكد أن هناك فصائل تعتبرها أمريكا ضمن التنظيمات الإرهابية مثل "جبهة النصرة". وحول التعاون بين أمريكاوروسيا في الأزمة السورية، قال تونر: إن الولاياتالمتحدة تتعامل مع إيرانوروسيا على أنهما جزء من الحل في سوريا، وإن "الخيارات الدبلوماسية المطروحة على الساحة تحمّل روسيا مسئولية الضغط على النظام السوري للتعامل بجدية وإيجابية مع مساعي الحل الدبلوماسي للأزمة السورية". وفيما يخص علاقة الولاياتالمتحدة بدول الخليج، أكد تونر، أن أمريكا تتمتع بعلاقات إستراتيجية قوية مع دول مجلس التعاون الخليجي، و"الولاياتالمتحدة أكدت خلال الاجتماع الأخير الذي جمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقادة دول الخليج العربية على التزام أمريكا بالتعاون والعمل مع حلفائها في المنطقة على مواجهة التنظيمات الإرهابية في سورياوالعراق واليمن، وأنها مستمرة في مد أواصر العلاقات الدبلوماسية وتفعيل الصداقات مع الشركاء والحلفاء". وتطرق نائب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي رعته أمريكا وما يصاحبه من المخاوف العربية تجاه ذلك، والتدخلات الإيرانية في المنطقة، وأكد أن "الولاياتالمتحدة تتعامل مع الأمرين بشكل منفصل". وأوضح أن الاتفاق النووي الإيراني سيقي المنطقة مخاطر كثيرة، وأجبر إيران على اتباع قواعد التفتيش الخاصة بالوكالة الدولية للطاقة النووية. وأشار تونر إلى تفهّم الولاياتالمتحدة لقلق الدول العربية من التدخلات الإيرانية في المنطقة، وما يسببه ذلك من إزعاج لجيرانها، مؤكدًا أن "الولاياتالمتحدة لن تسمح لإيران بانتهاك الاتفاق النووي الذي التزمت به، وأنه لديها خيار العقوبات الأحادية الجانب لردع إيران ودفعها للاستجابة لمطالب المجتمع الدولي". وردًا على الانتقادات الموجهة للولايات المتحدة بعدم التعاون مع التحالف العربي بالشكل المطلوب، أوضح تونر أن "بلاده قدمت الدعم للتحالف العربي في اليمن لضرب تنظيم القاعدة في المكلا، وأنها تتابع الخطوات العسكرية والسياسية التي يقوم بها التحالف العربي بقيادة السعودية للحل في اليمن، والمفاوضات التي ترعاها الكويت بين الحكومة الشرعية والحوثيين، وأن الولاياتالمتحدة تأمل أن تفضي المفاوضات الجارية الآن في الكويت لحل ينهي الأزمة الإنسانية في اليمن".