يظل للساري الهندي سحره الخاص الذي لا يعلى عليه على المستويين المحلي والعالمي، بل قد يكون سلاحهما لاختراق الغرب. فهذا الزي قد يتوارى عن الأنظار قليلا بحجة مواكبة العصر، لكن مكانته لا تهتز مهما مر الزمان، ومهما ظهرت من ابتكارات. وربما يكون الساري، الزي الذي تم ارتداؤه على نحو متصل لأطول فترة في تاريخ البشرية. فاليوم ترتديه أكثر من 75% من النساء (ما يزيد على مليار من النساء) في شبه القارة الهندية، بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية أو العقيدة أو الدين، وذلك في كل من الهند وسري لانكا وبنغلاديش ونيبال وباكستان، ولا يضاهيه زي في تاريخه القديم، الذي يعود إلى 5000 عام، حيث ورد ذكره لأول مرة في «ريغ فيدا» (الكتاب المقدس للهندوس)، أقدم عمل أدبي في العالم، حيث يعود تقريبًا إلى عام 3000 قبل الميلاد. وللساري الهندي أسطورة شعبية تحكى عنه وهي «أن الساري ولد على نول ناسج واسع الخيال. وحلم هذا الناسج بامرأة ورأى وميض دموعها وشعرها المتحرك وحالاتها النفسية المتغيرة ورقة لمستها، فأخذ يعمل ويحوك نسيجه وعندما انتهى، جلس وأسند ظهره إلى المقعد وظل مبتسمًا». لقد كانت النتيجة كما حلم تماما. ومر الساري بعدة تغييرات بالرغم من بقاء شكله الأصلي، وتختلف أشكال الساري والخامات المصنوع منها وأشكال ارتدائه من مكان لآخر في أنحاء الهند المختلفة، ولكن إذا حصرنا أشكال الساري الهندي نجده ينحصر في 5 أشكال.. 1- جاجرا كولى، وهو شكل الملابس التقليدية في مدينة راجستان الهندية، وهى عبارة عن فستان منفوش يغطى كل الجسم مع سارى يربط حول الصدر. 2- السلوار القميص" شكل جديد للسارى ظهر هذه الأيام وهو بنطلون وبلوزة يشبهان السارى إلى حد كبير وهو يسيطر بشكل كبير على عروض الأزياء، وهى بدلة مكونة من قميص وبنطلون. 3- الشوريدار، وهو نسخة من السلوار ولكنه أطول قليلًا فهو تحت الركبة ويكون الشوريدار بنفس لون البنطلون. 4- لانجا دافانى، هو شكل الملابس التقليدية للفتيات الصغيرات وفى سن المراهقة، وهو ثوب مخروطى الشكل من الحرير ويتدلى إلى القدمين مع تطريزات ذهبية من أسفل. 5- ميندم ريساتى، وهو النموذج القديم للسارى، وهو الزى التقليدى للمرأة بولاية كيرالا بجنوب الهند.