لم يجد مسئولو شركة وسط الدلتا لإنتاج الكهرباء أفضل من فرض رقابة على صفحات موظفي الشركة بفيس بوك ك«حل جهنمي» لمواجهة فضائح فسادهم على الملأ. بعد تقرير نشرته «فيتو» عن فساد محطة طلخا التابعة للشركة، وحالة البذخ والسيارات ذات الماركات العالية التي وصلت إلى 30 سيارة يستخدمها أعضاء مجلس إدارة الشركة (8 أعضاء فقط)، واستهلاك وقود بنسبة 150% لها، قالت مصادر إنه تم تخصيص شخصين بتعليمات من رئيس الشركة المهندس محمد العبد لرصد كل من ينشره العاملون بالشركة مرتبطة بفساد أو إهمال على فيس بوك، تمهيدًا لمعاقبتهم سواء بنقلهم أو بفصلهم. الخطوة الأولى كانت بتطبيق العقاب على أحد العاملين بالشركة، ويدعى «أحمد السعيد - فني بمحطة طلخا للإنتاج التابعة للشركة»، حيث تم تحويله إلى الشئون القانونية، لتقدمه بتقرير لرئيس شركة وسط الدلتا لإنتاج الكهرباء المهندس محمد العبد يحمل في طياته إهمالا وفسادًا إداريًا وماليًا بمحطة طلخا التابعة للشركة، إلا أن رئيس الشركة رفض ما جاء بالتقرير وغضب منه، ولم يشكل لجنة لتقصي الحقائق، بل هدده من الحديث في هذه القضية مرة أخرى، وفقًا لما أكدته المصادر. الفني أحمد السعيد واصل حملته على فيس بوك، ونشر مذكرة أوضح فيها أن لجنة الشئون القانونية حذرته من الإفصاح عن قضايا الفساد أو إهدار للمال العام، وقدم تقريرًا لرئيس الشركة عن فساد بمحطة طلخا لكنه غضب منه ورفض ما جاء به. ووفقا لمصادر بالشركة فإنه تمت مراقبته على موقع التواصل الاجتماعي من خلال اثنين مقربين من رئيس الشركة، وأعدوا تقريرًا عنه ليتم اتهامه بتحريض العاملين حتى تم تحويله في نهاية الأمر إلى الشئون القانونية تمهيدًا لمجازاته. وتكرر السيناريو في شركات التوزيع، حيث لا يزال رعب فيس بوك مسيطرا على قيادات الشركات، وعطلت شركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كانت تجيب عن استفسارات المواطنين الخاصة بالفواتير والخدمات الأخرى. مصادر داخل شركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء أكدت أن إجراء هذه الخطوة كان بتعليمات من رئيس الشركة المهندس حسام عفيفي لخوفه من نشر بعض العاملين قضايا فساد وأخطاء فنية بالفواتير.