الإسلام دين عمل وكد وكدح.. لا يقر كسلا أو تراخيا أو تواكلا، ويدعو الإنسان أن يبذل كل ما في وسعه من جهد ليحصل على ما يكفى حاجته من جهة، وحتى لا يعيش عالة على الآخرين من جهة أخرى.. صحيح أن الله تعالى «هو الرزاق ذو القوة المتين»، لكن من خلال العمل الجاد والسعى الحثيث في الأرض، فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، كما قال عمر (رضى الله عنه).. يقول الحبيب: «لو توكلتم على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصا وتروح بطانا»، على الإنسان أن يضع نصب عينيه تلك الحكمة المأثورة: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كانك تموت غدا».. والمقصود هو أن على الإنسان أن يعمل بجد واجتهاد لآخر لحظة في حياته، متى كان مستطيعًا ذلك، فليس في الإسلام أن تقعد في انتظار الموت، لمجرد أنك تشعر بدنو أجلك.. والقاعدة، أنه طالما فيك عرق ينبض، وقدرة على الحركة، فلابد من العمل، وسوف يكتب الله لك بذلك أجرًا.. يقول الحبيب (صلى الله عليه وسلم): «إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فاستطاع أن يغرسها فليغرسها فله بذلك أجر»، انت إذا، لست مصدر خير لنفسك فقط، وإنما لغيرك أيضا... أن مشكلتنا في مصر تكمن في تدهور منظومة العمل، وبالتالى قلة الإنتاج، وهو ما جعلنا نستورد أكثر من 85٪ من حاجياتنا، الأمر الذي أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه المصرى.. صحيح إننا نعانى من تراجع كبير في النشاط السياحى، وهبوط الاستثمارات نظرا لما تعرضت له مصر من موجة إرهابية عاتية، ناهيك عن تربص دول كبرى بنا، لكن علينا أن نعترف بأننا مقصرون، فالهمم متدنية، والعزائم متراجعة، والإرادات ضعيفة.. وإذا كنا نريد أن نبنى أمتنا ووطننا على نحو صحيح، فعلينا أن نبذل أقصى الجهد والسعى، وأن نواصل العمل بالليل والنهار دون كلل أو ملل.. القضية تحتاج إلى إعادة النظر في منهج حياتنا، وعلى القائمين على الأمر في هذا الوطن أن تكون لديهم رؤية للنهوض بالعمل في مصر، من حيث وضع الإستراتيجية المطلوبة، وخطة لتحفيز العاملين في الدولة على مزيد من العمل والإنتاج، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، مع المتابعة الدقيقة واللصيقة في جميع المجالات والميادين.. أن من الملاحظ على المصريين الذين تتاح لهم فرصة السفر والعمل في الخارج أنهم يتحولون إلى كتل من الانضباط والهمة والنشاط والأداء المتميز، ذلك لأنهم يعلمون جيدا أن هناك قانونا، لا يفرق بين الكبير والصغير، وأن هناك ثوابا لمن يؤدى عمله بإتقان، وعقابا لمن يهمل أو يتراخى في العمل.